المسرح في الوعي الإجتماعي

6٬175

تحت موضوع “المسرح في الوعي الاجتماعي”، استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف فرقة آفان المسرحية مساء الثلاثاء 6/جمادى الآخرة/1429هـ، الموافق 10/يونيو/2008م، وقد أدار الندوة الأستاذ موسى الهاشم، فتحدث أولا عن دور المسرح في تمثيل واقع المجتمع على منصة العرض كمرآة تعكس أهم جوانبه، وعدم اقتصاره على مجرد التسلية والترفيه، مؤكدا على دوره في توليد طاقة محفزة على التغيير الاجتماعي، ثم عرف بفرقة آفان التي تأسست في عام 2000م في مدينة سيهات بمجموعة من الشباب هم عبد الله الجفال، هيثم حبيب، محمد الحلال، حسين يوسف، زكي الدبيس، ومحمد السبع، وذلك لخلق مسرح راقٍ في المنطقة. شاركت بعروضها المسرحية في العديد من الأنشطة على المستويين المحلي والخليجي، ومن مشاركاتها، «رحلة العيد»، على مسرح الزواج الجماعي بسيهات، «حكايات مشفرة» في المهرجان الخليجي الثاني بدولة البحرين، «حين ينسكب الماء»، في مهرجان جسر التواصل بعمان، ثم أوبريت حفل افتتاح البطولة العربية لكرة اليد عام 2007م على الصالة الخضراء في الدمام. وقد حصلت الفرقة على جائزة أفضل عمل إخراجي في مسابقة المسرح المفتوح، والذي تنظمه جمعية الثقافة بالدمام في الأعوام 2003م، 2004م، 2005م.

بعد ذلك عرف مدير الندوة بالضيوف ممثلي الفرقة، مبتدئا بالأستاذ هيثم حبيب، وهو صحفي بجريدة الرياض، حاصل على بكالوريوس في الإعلام تخصص إذاعة وتلفزيون من جامعة الملك سعود بالرياض، له بعض المشاركات التلفزيونية؛ حيث عمل مساعدا في مسلسل أبطال الحروب، وممثلا في بعض المسلسلات، كما كتب العديد من المسرحيات التي شاركت في العديد من الفعاليات والمهرجانات على مستوى المملكة.

ثم عرف بالأستاذ ناصر عبد الواحد، وهو مستشار مالي في بنك الجزيرة، انطلق بمشاركته بداية على مسرح نادي الخليج ثم انضم لفرقة آفان من خلال مسرحية «نادي الفريج»، وألف لها عدة مسرحيات. يشرف حاليا على قسم المسرح في منتدى نادي الخليج، ومنتدى الساحل الشرقي الالكترونيين.

الضيف الثالث كان محمد الحلال، مدرس تربية فنية، حاصل على بكالوريوس فنون جميلة، ألف العديد من النصوص المسرحية، كما أخرج وصمم سونغرافيا العديد من الأعمال المسرحية. لحن مجموعة من أغاني الأطفال المسرحية، وشارك في معارض عديدة للفنون التشكيلية، وفاز بثلاث جوائز متتالية في مجال المسرح.

بدأ الأستاذ ناصر عبد الواحد طرحه بالتعريف بفرقة آفان ذاكرا ظروف نشأتها وعن سر تسميتها بهذا الاسم، مشيرا لكونه أحد أسماء مدينة سيهات القديمة، وتعني النخل والماء، ذكر ذلك في مؤرخات المسعودي، كما تغنى بها الفرزدق في بعض أبياته. ثم انتقل إلى عرض موجز عن أعمال الفرقة والتي بدأت بعرض «رحلة العيد» عام 2000م.

وعن الرؤية المستقبلية للفرقة وخططها القادمة، ذكر الأستاذ ناصر عبد الواحد تطلع الفرقة لتقديم أفلام قصيرة لا زالت دراسة إجراءاتها قائمة، كما تحدث عن تحضيرهم لخوض تجربة جديدة للفرقة من خلال تقديم عرض مسرحي يحمل جو الرعب، وسيقدم على مسرح جمعية الثقافة والفنون في الدمام، كما ذكر استعدادهم للمشاركة في مسابقة العروض المسرحية القصيرة في شهر رمضان، والتي تنظمها الجمعية ذاتها، بالإضافة إلى عروض العيد، والمشاركات الدورية في المناسبات الدينية عبر المسرح الحسيني. وكان الأستاذ ناصر قد تحدث عن تفكير الفرقة بتقديم مسلسل يتم عرضه في القنوات المحلية.

الحديث حول العقبات التي واجهت الفرقة فصّل فيه الأستاذ محمد الحلال، مشيرا لعدم استيعاب رسالة المسرح من قبل المثقفين أنفسهم قبل عامة الناس، الأمر الذي عده سببا لتضييق دائرة الحراك الجماعي، وانشغال كل نشاط بنفسه بعيدا عن الانسجام والتداخل المفروضين.

ثم أشار لبعض الصعوبات شخصية التي تواجه المسرحي نفسه، والتي تتمثل في عدم وجود  بنية فنية تحتية لديه، في ظل غياب الدعم المادي والمعنوي ممن يفترض بهم ذلك في المجتمع، كرجال الأعمال والمسؤولين الذين تمنى تشجيعهم وتقديرهم للكفاءات المسرحية المتكاملة في المنطقة، حيث كوادر التمثيل العالية الكفاءة، وكتاب النصوص الجيدة، وجودة السينوغرافيا (التصميم المسرحي).

وعقب الأستاذ هيثم حبيب بأمنيته في أن يبادر القادرون على بناء مسرح يستوعب هذه الكفاءات؛ إذ لا يوجد في محافظة القطيف حتى اليوم مسرح مجهز، سوى مسرح مركز الخدمة الاجتماعية الذي يصعب الحصول عليه في كثير من الأحيان، فضلا عن مسارح في المدارس الخاصة باشتراطات مادية كثيرة، كانت ولا تزال العائق الأصعب الذي تواجهه الفرقة؛ بدءا من توفير مستلزمات العرض، وانتهاء بالعرض نفسه، والذي غالبا ما يكون مجانيا، أو بمبالغ بسيطة قد يستكثرها البعض مقابل دفعهم أضعافها في عروض خارجية رغم اعترافهم بأن عروض فرقة آفان أفضل بكثير.

وفي مقابل هذه المعوقات، أشاد الأستاذ ناصر عبد الواحد ببعض الجهات التي دعمت الفرقة، وعلى رأسها جمعية الثقافة والفنون في الدمام، بالإضافة إلى نادي الخليج الذي فعل المسرح في العديد من مهرجاناتهم، كمهرجان الوفاء، ومهرجان سنابل الخير، مما أتاح للفرقة المشاركة بعروضهم المسرحية تحت مظلة رسمية فيها، كذلك أشاد بموكب الإمام الحسين÷، حيث أتاح لهم فرصة العروض الدينية في المناسبات ذات الصلة.

بعد ذلك، تم عرض تقديم مرئي يحتوي على لقطات لمقتطفات من أعمال الفرقة، بالإضافة إلى بعض الصور التذكارية في مختلف المناسبات، وصور إعلانات العروض، وكذلك الشهادات التقديرية التي حصلت عليها الفرقة.

هذا، وقد حضر الندوة جمع من المسرحيين استشهد الأستاذ جعفر الجشي بعددهم في الاعتراض على اتهام الأستاذ محمد الحلال لهم – كشريحة – بعدم التقدير، كما استشهد بحضورهم الكبير في عروض المسابقات المسرحية التي تنظمها جمعية الثقافة والفنون، فضلا عن تنظيم العديد من الفعاليات المسرحية من قبل المثقفين، كما هو الحال في الرحلة الثقافية التي ينظمها ملتقى الوعد الثقافي تحت إشراف الأستاذ حسين الجفال، وأبدى موافقته على غياب الدعم المادي الذي تحتاجه الفرقة، مؤكدا على أن غياب ثقافة المسرح سبب وجيه لذلك. وعليه، دعا لتأسيس مراكز ثقافية تساهم في تعزيز هذه الثقافة والثقافات الأخرى. ثم تساءل عن الموقع الذي تجد فيه الفرقة نفسها في ظل اعتمادها خطين في عملها المسرحين، وهما الخط التجريبي، والخط الاجتماعي.

وقد أجاب الأستاذ محمد الحلال بعدم تصادم الخطوط المسرحية التي تعمل الفرقة بها، مشيرا لمحاولاتها الحثيثة في تقريب المجتمع للمسرح التجريبي من خلال تطعيمه بكل ما من شأنه إيصال فكرته، كالدراما والإيماءات، دون تجاهل العنصر البصري كأحد أهم عناصر المسرح التجريبي.

الأستاذ زهير الصويمل أشار لفخره بفرقة آفان واستشهاده بها في المناسبات كنموذج مشرف للعمل الجاد والمنظم، وعلل ذلك بكون الفرقة قد أخذت على عاتقها مسؤولية الفن الهادف، وعملت على تحقيق ذلك منذ تأسيسها، وتوقع لها مستقبلا زاهرا يبشر به جدول أعمالها رغم المعوقات التي تواجهها.

في ختام الندوة، أشار الأستاذ عبد الله الجفال على أن الغياب الملحوظ للمسرح والفن من ذاكرة المثقف هو أمر واقعي جاء كنتيجة طبيعية لعدم تأسيس الاهتمام بالمسرح كضرب من ضروب اللغة في جميع المراحل الدراسية، ورأى أن ذلك لا يجب أن يمثل عائقا أمام المسرحي فلديه قدرة عالية لابد أن يؤمن بها المجتمع يوما.

وكان مدير الندوة قد أشار لكتاب الأسبوع في الزاوية الثقافية «فقه الشريعة والحياة، تأملات في النص والواقع»، وهو أحد كتب سلسلة القرآن نور التي يشرف عليها الشيخان عبد الغني العباس، والشيخ فيصل العوامي.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

المحاضرة الكاملة:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد