حوار مفتوح حول قضايا الشباب

7٬312

في لفته اجتماعية مهمة للاهتمام بقضايا وتطلعات الشباب، استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف في برنامجه الأسبوعي لموسمه الثقافي السابع مجموعة من الشباب مساء يوم الثلاثاء 19 ذو الحجة 1427هـ الموافق 9 يناير2007م في ندوة تحت عنوان “حوار حول قضايا الشباب” حضرها جمع كبير من الشباب المتابعين لهذا الموضوع وعلماء دين وشخصيات اجتماعية وثقافية، أدار الندوة الشاب المهندس محمد زكي الخباز الذي عرف الحضور بضيوف المنتدى وهم الطالب وليد سليس (طالب مبتعث في الولايات المتحدة للتحضير لدرجة الماجستير)، الطالب حسين زكي الخباز (طالب في كلية الطب في جامعة الملك فيصل)، والطالب علي زكي الخباز (طالب في مدرسة تاروت الثانوية) واستعرض بعض أوجه الفعاليات والأنشطة التي يقومون بها.

تحدث في البداية الشاب وليد سليس حول أهمية الانتقال من حالة التنظير حول قضايا وهموم الشباب إلى الجانب العملي من خلال ضرورة طرح برامج ومشاريع عملية تعالج مشاكل الشباب وتطلعاتهم وتحقق طموحاتهم. واستعرض أوجه النقص في هذا المجال على مختلف المستويات موجها اللوم إلى انشغال جيل الآباء بقضاياهم وترك الشباب تائهين في اختيار وتحديد مستقبلهم الدراسي والوظيفي دون توجيه مؤسسي مناسب. كما تحدث عن انعكاس مشكلة البطالة نفسيا واجتماعيا على الشباب يشكل عام وذكر نماذج من مشاريع جادة قدمها الشباب لخدمة مجتمعهم على رأسها برامج التأهيل والتوظيف التي يقودها شباب في الجمعيات الخيرية.

أما الشاب علي زكي الخباز فقد بدأ بانتقاد المؤسسة التقليدية وإنها لم تعد قادرة على تلبية حاجات المجتمع، وعرفها بأنها المؤسسة التي بعملها تربط بين فئة الشباب وبين باقي فئات المجتمع، ذاكراً نماذجها الدينية والثقافية والتعليمية والرياضية وخصص حديثه حول المؤسسات التعليمية متجاوزا الانتقادات المتداولة حولها ومطالبا بإيجاد آفاق جديدة ومتطورة فيها.

وطرح بعض الرؤى المتعلقة بمسئولية المؤسسة التعليمية من بينها بث روح التسامح والديمقراطية بين الطلبة ونقل العادات والتقاليد الايجابية لهم وذلك عبر منهجية واضحة في خلق وإنضاج الصفات الايجابية لدى الطالب كبناء الشخصية والمثابرة والتروي والاستماع للآخرين والتفكير الجماعي ومرونة التفكير والسعي للدقة وتقبل المخاطرة والإبداع والاستمتاع بحل المشاكل والشعور بالكفاءة كمفكر. وأكد الخباز على أهمية دور المدرسة في تحفيز وتوجيه حماس الطالب الشاب من خلال التشجيع المستمر ومحاربة التعصب وتنمية الحس تجاه الذات، ووضح بعض المعوقات التي تقف أمام هذه الأنشطة من بينها ضعف الدعم المادي من قبل المؤسسات الأهلية ورجال الأعمال للمؤسسات التعليمية وكذلك عدم أعطاء قيمة اعتبارية للوقت الذي يوجه للأنشطة اللاصفية. واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة وجود ناد ثقافي للشباب وكذلك مجلس شورى لهم لممارسة اهتماماتهم العملية.

واختار الشاب حسين الخباز لموضوعه أن يكون بعنوان “افعل شيئاً.. نعم أنت تستطيع” حيث بدأ بعرض مقطع تمثيلي كوميدي أعده بالتعاون مع مجموعة من الشباب تركزت فكرته حول الفراغ الذي يعيشه الشباب، ومحدودية الفرص المتاحة أمامهم للاستفادة من وقتهم الذي يضيع هدرا في التجول والمعاكسات وغيرها بحيث لا يستفيد المجتمع من طاقتهم. ونوه الخباز إلى الأسباب وراء ذلك ومن أبرزها توسع حاجات المجتمع وتزايدها بحيث لم تتطور الاستجابة لها بصورة مناسبة مما أدى إلى تراكم المشاكل وعجز المعالجات المؤقتة لقضايا الشباب.

وأشار حسين الخباز إلى أن الطريق للمعالجة يتركز في تلبية أكبر قدر ممكن من الاحتياجات الاجتماعية عبر تفعيل دور المؤسسات واللجان القائمة كالأسرة، المسجد، الجمعيات واللجان الأهلية، والمؤسسات الحكومية، وكذلك عبر إيجاد مؤسسات ولجان جديدة للاهتمام بالحاجات التي لا تجد من يهتم بها، أو لدعم عمل المؤسسات الموجودة. كما استعرض القضايا المطلوبة لبدء أي مشروع تطوعي جديد للشباب داعيا إياهم إلى المبادرة وعدم الانتظار شارحاً الدوافع والخطط اللازمة لإنجاح مشاريع الشباب.

بعد ذلك أعطى مدير الندوة الفرصة لجمهور الحاضرين للتداخل وطرح الأسئلة، والتي جاءت متفاعلة جداً مع الموضوع حول ابرز قضايا الشباب، وكان من أهمها مداخلة الدكتور عبد العزيز المصطفى (أستاذ تربية في جامعة الملك فيصل) مبينا عدم استفادة الشباب من الوقت معتبراً ان هذه مشكلة تواجه الكثير منهم، وبين ان الطالب في المدارس السعودية لديه أجازات طويلة ينبغي استثمارها، وأشار إلى ان حوالي 70% من طلبة الثانوية لا يحددوا التخصصات الجامعية التي يرغبون بها، وان الطالب يختار التخصص بناء على رأي صديقه وليس بسبب اهتمامه ورغبته. وذكر الدكتور المصطفى عدة نماذج من التجاوزات التي يقوم بها الشباب والتي تعتبر من أسباب التوتر الاجتماعي كالإدمان وعدم الانتظام في الدراسة والإسراف وغيرها.

تحدث بعد ذلك الأستاذ حسن الزاير (أديب وشاعر) مشيدا بمبادرة الشباب في الحديث عن قضاياهم وتطلعاتهم ومؤكدا على أهمية الاهتمام بموضوع المنهج في البرامج المدرسية والتي تعتبر من القضايا الرئيسية التي توجه مسيرة جيل الشباب وتصحح تصوراتهم. كما علق الدكتور توفيق السيف (كاتب وباحث) حول ما لمسه من هموم لدى الشباب مهونا من مشكلة البطالة التي اعتبروها اكبر قضاياهم ومؤكداً على ضرورة التعريف بذواتهم ضمن أي اهتمام او توجه او فكر بحيث يساهم ذلك في تحديد آليات مناسبة للتعامل بينهم وبين فئات المجتمع الأخرى.

وعلق الأستاذ منير النمر(أعلامي) حول ضرورة دراسة وضع المؤسسات القائمة ذات الارتباط بقضايا الشباب وذلك من حيث جدوى وجودها في هذا المجال وتأثيرها في خدمة الشباب. كما تحدث الأستاذ محمد الشيوخ (كاتب وناشط اجتماعي) عن أهمية تحديد الأهداف لدى الشباب والمبادرة في الانفتاح على مختلف الأنشطة القائمة في المجتمع. وأكد الشاب مؤيد الخباز على أهمية تجاوز الخلافات الداخلية والانطلاق ضمن مشروع اجتماعي ناهض يتجاوز حالات التقوقع والانغلاق وينفتح على مختلف مكونات المجتمع والوطن. وأشار الشاب رضي الغمغام إلى تجاربه في القيام بمبادرات تعالج مشاكل الشباب كتيسير الزواج والتوظيف والإرشاد السياحي وما إلى ذلك.

وفي نهاية الندوة أجاب المحاضرون على تعليقات ومداخلات وأسئلة الحضور حيث ختمها مدير الندوة بتقديم الشكر لهم وللحضور.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:   

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد