منتدى الثلاثاء يناقش واقع ومستقبل الأفلام السعودية

4٬401

بالتعاون مع فرع الجمعية السعودية للثقافة والفنون بالمنطقة الشرقية وتزامنا مع انعقاد مهرجان الأفلام السعودية الثالث، استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف الفنان المعروف إبراهيم الحساوي والكاتب والمخرج أحمد الشايب في ندوة فنية تناولت قضايا صنعة الأفلام في السعودية تحت عنوان “واقع ومستقبل صناعة الأفلام السعودية”، بتاريخ 20 جمادى الثاني 1437هـ، الموافق 29 مارس 2016م، بحضور العديد من الفنانين والمهتمين بصناعة الأفلام السينمائية.

وكعادة المنتدى في إقامة الفعاليات المصاحبة للأمسية، فقد شاركت مجموعة “كشتة” للتصوير الضوئي في تنظيم معرض فني في المنتدى عن اعمالها، وتحدثت عن المجموعة الأستاذة عبير الفرج التي أشارت إلى أن المجموعة التي تضم أكثر من أربعين مصورا من أبناء المحافظة بادروا في التشكل بهدف التوثيق الفوتوغرافي لتراث المحافظة وآثارها عبر تنظيم جولات للتصوير المشترك وإقامة معارض والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضحت أن المجموعة مهتمة بتوسع برنامجها لمختلف مناطق المملكة والقيام بإصدار البومات وأعمال توثيقية لحصيلتها الفنية.

كما تم تكريم الإعلامي فؤاد المشيخص المشرف على مشروع “المؤشر الإعلامي” الذي يهتم بجمع ونشر وتدوير اهم مواضيع الصحافة المحلية بشكل يومي، حيث شرح في كلمته هدفه من هذا المشروع الذي يقوم عليه شخصيا منذ ثمان سنوات وهو جمع ابرز ما تكتبه الصحافة في رسالة واحدة لجميع المهتمين من مسئولين وقراء محليين وأجانب، موضحا انه على الرغم من كل التحديات التي واجهها الا أنه واصل بلا انقطاع في تقديم هذه المادة الخبرية طوال هذه السنوات عبر البريد الالكتروني أولا ثم عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

افتتح مدير الندوة الأستاذ عيسى العيد الأمسية بتعريفه بضيفي الندوة وهما الفنان إبراهيم خليل الحساوي، من مواليد الأحساء بالمملكة العربية السعودية عام 1964م، بدأ العمل الفني من خلال المسرح منذ مطلع الثمانينات من خلال تعاونه مع مسرح نادي العدالة، ثم العمل في الدراما والمسلسلات التليفزيونية منذ أواخر الثمانينات، وشارك في أعمال فنية عربية وخليجية ومحلية عديدة. أما الأستاذ أحمد الشايب فقد بدأ بإخراج الأفلام بشكل مستقل في عام 2008م، حيث أخرج العديد من الأفلام الوثائقية، وفاز فلمه “خبز التمر” بجائزة من المؤتمر العلمي لجامعات المملكة لعام 2012م، وجائزة “أبدع وألهم” للشباب الأكثر تنافسية عام 2013م، كما أخرج فلماً وثائقياً عن الأديب والشاعر السعودي محمد العلي، يعمل مديراً فنياً في وكالة نون فن، بالإضافة إلى عمله كمدير للبرمجة في مهرجان أفلام السعودية منذ عام 2015م.

استهل الفنان إبراهيم الحساوي حديثه بتقديم بطاقة تعريفية لنشأة مهرجان الأفلام السعودية التي كانت في عام 2008م والتي تم تنظيمها من قبل جمعية الثقافة والفنون بالتعاون مع النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية بحضور وزير الثقافة والإعلام السابق الأستاذ اياد مدني. وأوضح أن تلك البداية كان انطلاقة عمل المهرجان حيث كانت قوية ومميزة نالت استحسان الجميع، على الرغم من قلة مشاركة المخرجين الشباب وتميزن بحضور لافت لكاتبات السيناريو السعوديات. وبين أن المهرجان تعثر لمدة سبع سنوات لأسباب عديدة، ثم انطلق مجددا في نسخته الثانية في العام الماضي بحلة مختلفة ومشاركة أكبر وأشمل.

وأشار الفنان الحساوي إلى أن التطور الكبير الذي أبرزه المهرجان في صناعة الفلم السعودي، انعكس على كمية الأفلام المقدمة في مسابقات المهرجان في الدورة الثانية والثالثة من خلال النمو الكبير في المشاركات الشبابية في مجال الإخراج وبروز العديد من المخرجات السعوديات الواعدات. وقد تم استلام 184 مشاركة مسجلة للمهرجان الأخير منها 112 فلما و72 سيناريو، تم ترشيح 70 فلما للمسابقة (46 مخرجا، 24 مخرجة)، كما تم ترشيح 55 سيناريو للمسابقة (44 كاتبا، 11 كاتبة)، وصنفت الأعمال المقدمة ضمن أربع مجموعات هي الأفلام الروائية القصيرة، والأفلام الروائية القصيرة، وأفلام الطلبة، وكتابة السيناريو حيث تم تحديد لجنة تحكيم خاصة لكل فرع من فروع جوائز المهرجان. وتم اختيار الفنان السعودي الراحل سعد الفريح الشخصية المكرمة في مهرجان هذا العام، نظير أعماله وجهوده الفنية المتميزة التي سطرها في بدايات وجود التلفزيون وانشائه في المملكة.

وأشاد الفنان إبراهيم الحساوي بالتفاعل المتواصل للعاملين في المهرجان وحصولهم على الدعم من الجهات الرسمية في المنطقة، متوقعا أن تعمم فكرة المهرجان في مختلف مناطق المملكة، مؤكدا على كون مهرجان الأفلام السعودية يعتبر تجربة فنية فريدة على الصعيد الوطني بشكل عام. وأعرب في نهاية حديثه عن تفاؤله بالتقدم الملموس الذي تحققه صناعة الفلم في السعودية على الرغم من إشكالات عدم وجود صالات عرض سينمائية حيث وصل الفلم السعودي لمهرجان “كان” العالمي، وهناك أكثر من 20 مخرجا ومخرجة سعودية حققوا جوائز عربية وعالمية في مجال السينما، مطالبا بالاعتراف بالسينما بصورة أكثر وضوحا.

بدأ الأستاذ أحمد الشايب حديثه عن استهداف مهرجان الأفلام السعودية لصناع الأفلام المستقلين وليس المحترفين، مشيرا إلى ضرورة وجود حواضن لمثل هذه الأعمال والأنشطة المستقلة كما يساهم في ذلك منتدى الثلاثاء الثقافي الذي يعتبر نموذجا يحتذى به ومحفلا مستقلا لعرض واحتواء صناعة الأفلام المستقلة، حيث أن الأفلام المستقلة لا يتم عرضها في دور السينما العامة. وبين أن مهرجان الأفلام السعودية أصبح مركزا لالتقاء جميع الثقافات الموجودة بالمملكة بشتى أصنافها وألوانها، ومعبرا عنها من خلال الإنتاج الفني الصادر من مختلف مناطق المملكة، والحضور المتميز لمختلف المشاركين.

وأوضح الشايب أن عملية أختيار الفلم المشارك الذي يتم عرضه في المهرجان يجب أن يطابق الشروط الفنية من حيث التركيبة الأساسية وتدفق القصة بشكل أو بآخر أو بمجموع الأفكار، فهناك بعض الأفلام تكون ضعيفة في الصنع ولكنها استطاعت أن توحد الجمهور على حالة واحدة من الضحك أو البكاء أو الخوف أو غيرها من حالات المتعة لدى المشاهد. ومن جانب آخر اعتبر الشايب أن مشاركة المنطقة الشرقية جاءت شحيحة في هذه الدورة على عكس الدورات السابقة، فقد شاركت الأحساء والقطيف في هذه الدورة بحوالي سنة أفلام في حين شاركت منطقة جدة لوحدها بـ 20 فلم، ومنطقة الرياض بـ 13 فلم، ولكن الجدير بالذكر أن أبناء المنطقة الشرقية استطاعوا أن يستحوذوا على جوائز السيناريو كلها ومن بينهم الكاتبة زينب آل نصر والكاتب محمد سلمان صفار والكاتب محمد الحلال.

وبين المخرج احمد الشايب أن المهرجان يمكن أن يكون منصة للانطلاق لمستويات أفضل وأعلى، وأن الصناعة السينمائية بحاجة إلى وعي أشمل من قبل الجميع بما في ذلك الجمهور، ولهذا فقد بدأ المهرجان بوضع تذاكر الكترونية للحضور والمشاركة من اجل اخذ الأمور بصورة جادة أكثر. وتوقع الأستاذ الشايب مستقبلا زاهرا للأعمال السينمائية من خلال كثرة المبادرات والتوجه نحو الاحترافية مع الرغبة الجادة في تجاوز العقبات والمعوقات.

بعدها بدأت المداخلات من الحضور، فأشار الممثل علي الغراب إلى أن ما قدمه شباب المنطقة الشرقية من جهود للحصول على جميع جوائز السيناريوهات بمهرجان الأفلام السعودية لا يجب أن ينحصر هذا التميز فقط على صناعة الأفلام المستقلة القصيرة بل يجب أن تنمى هذه المواهب للقفز بعيدا في مجال التصنيع السينمائي، لذا فينبغي على مثل هذه المهرجانات أن تكون جسرا ومعبرا لهؤلاء الشباب المتميزين للوصول بهم إلى العالمية والإحترافية وليس البقاء في صناعة الأفلام المستقلة القصيرة. وأشاد الإعلامي يوسف شغري بالإنجازات الملحوظة الذي حققها مهرجان الأفلام السعودية منذ إنطلاقته في عام 2008م وحتى الآن، مؤكدا على إيمانه الشديد بطاقات الشباب السعودي في النهوض بالسينما السعودية بسبب التحدي الذي يخلق التراكم في العمل الفني.

وتساءل المخرج علي اليتيم عن الفرق بين دوامة الهاوي كبداية في التمثيل مرورا بمراحل الاحتراف بشكل كلي وخاصة في تجربة الفنان الحساوي، وطرح الأستاذ عبد الرسول الغريافي تساؤلا حول مكانة الفلم السعودي بين دول الخليج بصورة خاصة والدول العربية بصورة عامة، خصوصا في ظل غياب دور السينما والعرض. وتحدث الأستاذ سعيد الناصري عن أثر الشخصية في حياة الممثل على الصعيد الشخصي بعد تقمصه لدور شخصية معينة ولحلقات طويلة.

وطرح الأستاذ محمد المحسن تساؤلا حول الكيفية التي تتم بها توزيع فترات عرض الأفلام المشاركة في المهرجان، وآلية تنسيق أوقات وفترات الذروة مع غيرها. وأشار الاستاذ مصطفى الكحلاوي بملاحظة حول المدة الزمنية القصيرة للفلم السعودي، وابتعاده عن العمل الدرامي والأفلام الطويلة، كما أشار الأستاذ فؤاد الجشي إلى النمطية في المسلسلات السعودية والدراما الخليجية بصورة عامة، وتساءل حول إمكانية تقمص الممثل الخليجي شخصيات صعبة، علما بأن الممثل الخليجي يمتاز بقدرات كبيرة وخبرة واسعة في المجال.

وفي ختام المداخلات تحدث الأستاذ جعفر الشايب راعي المنتدى عن الدور الذي يلعبه مهرجان أفلام السعودية في تجاوز المسكوت عنه من القضايا الاجتماعية وطرحها بشكل بناء ومعبر عن حاجة الناس لها، مؤكدا على التعاون المستمر بين منتدى الثلاثاء الثقافي وجمعية الثقافة والفنون في إيصال الرسالة الفنية للجمهور حيث اقترح عرض الأفلام المقدمة للمهرجان في ندوات المنتدى طوال العام ضمن الفعاليات المصاحبة.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد