منتدى الثلاثاء يناقش ثقافة المجتمع السياحية

442

في ندوة متميزة تهتم بتطور برامج السياحة في المملكة، وبحضور جمع من المهتمين بالمجال السياحي، نظم منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الأربعاء 18 صفر 1444هـ الموافق 14 سبتمبر 2022م ندوة تحت عنوان “المجتمع وثقافة السياحة” حاضر فيها المدرب والمستشار في القطاع السياحي الدكتور أحمد العمير، وأدار الندوة المرشد السياحي الأستاذ محمد الخضيري، وشارك الأستاذ إبراهيم آل إبراهيم كضيف شرف في الندوة.وبدأت فعاليات اللقاء بعرض فيلم توعوي مختصر حول اليوم العالمي للقانون، وشاركت الفنانة هبة العباد حيث تحدثت في كلمتها مسيرتها الفنية واكتشافاتها المختلفة في المجالات الفنية حيث اقامت معرضا فنيا عرضت فيها مجموعة من أعمالها، كما استعرضت الكاتبة بتول آل شبر في كلمتها تجربتها في الكتابة الأدبية من خلال كتابها “من يوقظ عقلي؟” والأبعاد الإنسانية فيها، ووقعته في نهاية الندوة.

افتتح الندوة مديرها الأستاذ محمد الخضيري بالحديث عن التطورات المتلاحقة في مجال السياحة في السعودية والخطوات المتسارعة من ناحية الخطط المستجدة والامكانيات المهيئة لدعم هذه الخطط، وعرف المحاضر بأنه حاصل على الدكتوراة في التربية السياحية من جامعة الامام محمد بن سعود، ونشر العديد من البحوث العلمية في مجلات ومحلية وعربية محكمة، وهو عضو ومستشار في الجمعية السعودية للإعلام السياحي، وشارك في عدد من المنتديات العلمية والمهرجانات السياحية في المملكة.بدأ المحاضر بعرض ورقته التي حدد هدفها في تنمية المفاهيم حول علاقة المجتمع بالسياحة وتأثيراتها المختلفة، مستعرضا محارها التي تركزت حول الأنماط السياحية المختلفة وانعكاساتها على الفرد والمجتمع، وأهمية العنصر الثقافي المجتمعي، والتأثيرات الثقافية والاجتماعية للسياحة، ودور المجتمع في التنمية السياحية.

وعرف الدكتور العمير السياحة بأنها مجموعة من الأنشطة التي تساعد على تنمية ثقافة الفرد واطلاعه وخبراته، وتغيير وعيه الثقافي بتذوق جمال الطبيعة ونشوة الاستمتاع بها، كما عرف المجتمع بأنه الوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه مجموعة من الأفراد وتربطهم روابط مادية ومعنوية. وأكد في حديثه أن الانسان بطبيعته يحب المتعة والسياحة، مشيرا إلى التطور في ربط صناعة السياحة بالاقتصاد الذي كان زراعيا ثم نفطيا ثم اقتصاد المعرفة.واستعرض المستشار السياحي الدكتور أحمد العمير أنماط السياحة في العالم والتي قدرها بحوالي 150 نمطا مختلفا وتشمل السياحة الثقافية والطبيعية (البيئية)، وسياحة الأعمال، وسياحة التعليم، والسياحة الاجتماعية والدينية وغيرها، وركز في حديثه على السياحة الثقافية باعتبارها مجموعة من الأنماط المعيشية للشعوب والمجتمعات وأنماط حياتهم، باعتبار أن الثقافة مركب من التقاليد والاعراف ومن بينها عناصر الثقافة المادية والغير مادية.

وتحدث حول السياحة الطبيعية للمواقع التي تحتفظ بالتوازن البيئي فيها، مشيرا إلى أن أهم عامل في نجاح واستدامة الثقافة هو ثقافة المجتمع ووعيه حول السياحة. وتحدث حول التأثيرات الاقتصادية للسياحة كإحياء الصناعات المحلية والحرف اليدوية، وتوفير العملات الصعبة كدخل للدولة، والترابط مع القطاعات الاقتصادية الأخرى، كما أنها تسهم في توفير فرص العمل.ومن ناحية التأثيرات الاجتماعية والثقافية للسياحة، لخص المحاضر ذلك في التغيير في أنماط السلوك والقيم للأفضل، والانفتاح الفكري والثقافي على الحضارات الأخرى، وزيادة التفاعل الثقافي بين أفراد المجتمع، مشيرا إلى أن السياحة الثقافية والبيئية هي من أبرز علامات الاستدامة في السياحة.

وأكد الدكتور العمير في محاضرته على ميزة التنوع الاجتماعي والثقافي والجغرافي في المملكة مما ينعكس على تنوع الفرص المتاحة أمام السواح، مشيرا إلى أن البلدات التراثية القديمة في بعض المحافظات تعكس روح المكان وتشكل نقاط جذب مهمة.وأوضح أن المجتمع بيئة تحدث فيها عدة مستويات من العلاقات ولا يمكن عزل المجتمع عن التنمية السياحية التي تعتمد أساسا على المشاريع الصغيرة، وأن التنمية الاجتماعية ترتكز على الانسان ومن خلال الشراكة الاجتماعية واستثمار الموارد البشرية.وأوضح أهمية دور المجتمع في التنمية السياحية من خلال القبول والتربية السياحية والانتماء للوطن، وتنمية المهارات والهوايات، وإبراز الصورة الحسنة للثقافة المحلية، والاسهام في المشاريع والوظائف السياحية، والالتزام بالأنظمة والقوانين، موضحا أن هناك تأثيرات سلبية مختلفة للسياحة، من بينها انغماس وذوبان الهوية المحلية.

وختم المحاضر حديثه بالتأكيد على أن السياحة أصبحت اليوم إحدى الصناعات التي تعتمد عليها كثير من الدول، بل أصبحت مرتكزا اقتصاديا مهما تسعى هذه الدول الى تطويره من خلال عمليات عديدة، واحدى تلك العمليات والإجراءات المهمة موضوع التربية السياحية والذي يقع على عاتق المؤسسات التعليمية تنميته والاهتمام به باعتباره الحلقة الأولى في هذا المجال. وأكد على ضرورة الشراكة بين وزارتي التعليم والسياحة لخلق وعي أفضل.بدأت مداخلات الحضور بتعقيب من الأستاذ جعفر ال إبراهيم بتأكيده على أهمية التوعية السياحية كما هو الحال في التوعية الصحية وذلك من اجل ان يعي المجتمع الدور المهم للسياحة وموقعها في التنمية الاجتماعية، وأن ذلك يتطلب جهودا كبيرة ومشتركة من قبل العديد من الجهات. وطالب الأستاذ احمد الغانم بضرورة الاهتمام وتبني مقومات السياحة في المنطقة كالمحافظة على أشجار المنجروف وزيادة أعدادها فهي تمثل موقعا مهما للسياحة، وكذلك الاعلان عن المبادرات الشبابية التطوعية في المجالات السياحية.

وعبرت الأستاذة ازهار الدرورة عن قلقها من تأثر الهوية المحلية بسبب الانفتاح الكبير على الوافدين، مشيرة إلى تأثر الكثير من الطلبة العائدين من الخارج بعادات وسلوكيات جديدة ومؤكدة على أهمية الحفاظ على الهوية المحلية وحمايتها في ظل التوجه للسياحة.وأضافت الأستاذة نسرين الشاخوري بالتأكيد على دور الحركة الفنية في المملكة على السياحة حيث أن ابرازها بشكل صحيح ومناسب يجعل منها مجال جذب للسياح.وأثني الفنان عبد العظيم الشلي على النظرة المستقبلية التفاؤلية التي سادت الحوار في الندوة، مستدركا وجود إشكالية في موضوع السياحة حيث أن المجتمع السعودي يحن للسفر للخارج اكثر من الداخل لعله بسبب غلاء الأسعار، مشيرا إلى ملاحظة أن اهتمامات السائح الخليجي ليس في المتاحف والمواقع العلمية والمعارض الفنية، بل للأماكن العامة والأسواق وأماكن الطبيعة.

وتحدث الأستاذ سعيد الخباز حول الاعداد لمنتدى القطيف الاقتصادي والذي سيناقش أيضا دور السياحة وتأهيل الموارد البشرية للسياحة، مؤكدا على دور وتأثير السياحة على الاقتصاد الوطني، كما تحدث الدكتور سعيد الحمدان عن ظروف وأوضاع السياحة الداخلية التي تسبب في الابتعاد عنها بسبب الارتفاع غير المبرر لأسعار الخدمات في المناطق السياحية، مما يدفع بالكثيرين نحو السياحة الخارجية.وتحدثت الأستاذة شعاع حسن حول ضرورة وأهمية الدورات التدريبية للعاملين في قطاع النقل والمواصلات لكونه أحد أهم أعمدة المشاريع السياحية، عبر برامج الارشاد السياحي والتعرف على المواقع السياحية في المنطقة.وطالب اللواء (م) عبد الله البوشي بضرورة التواصل والتنسيق بين المرشدين السياحيين على مستوى المملكة من أجل تقديم خدمات أفضل للسائحين، مشيرا إلى أن محافظة العلا تعتبر منطقة سياحية لكنها تتميز بغلاء السكن فيها.

كما أشار الأستاذ نبيل المرزوق إلى الصعوبة التي يواجهها المهتمون بالسياحة في الوصول لدورات إرشادية سياحية، مؤكدا على أن محافظة القطيف تحتاج لخط سير سياحي كخطوة أولى.وتحدث الأستاذ علي الرضي حول أحد نماذج السياحة التعليمية وهي تبادل زيارات الموهوبين لمختلف الدول، مؤكدا على أن مسئولية السياحة تقع بشكل كبير على عاتق الدولة فهي من تصنع السياحة وتهيأ أسباب نجاحها.وعلق الأستاذ أمين الدبيسي حول أهمية السياحة التاريخية في العديد من مناطق المملكة التي تحتوي على معالم أثرية لحضارات مختلفة، متسائلا عن سبل تخصص المرشدين في السياحة التاريخية.وجاءت كلمة ضيف الشرف الأستاذ إبراهيم آل إبراهيم في نهاية اللقاء حيث تحدت عن التجربة الفريدة للمنتدى الذي تمكن من كسر حواجز فكرية ومناطقية وساهم في الانفتاح بين مختلف المكونات، مشيرا إلى التحولات الإيجابية القائمة في المملكة نحو السياحة والاهتمام بالتنوع البيئي والاجتماعي، مقترحا انشاء فنادق داخل الصحراء لجذب السواح الأجانب.

 

التغطية الإعلامية

 

لمشاهدة كافة الصور اضغط هنا

 

لمشاهدة المحاضرة كاملة على اليوتيوب:

 

كلمة الفنانة هبة عبد الله:

 

كلمة الكاتبة بتول آل شبر:

 

كلمة ضيف الشرف الأستاذ إبراهيم البراهيم:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد