العصيمي والعماني لـ الشرق: لا توجد آلية لقياس ردود فعل قرّاء الصحف

3٬058

القطيف – محمد المرزوق
اتفق الكاتبان محمد العصيمي وفاضل العماني في جوابهما على سؤال «الشرق» على عدم وجود آلية لقياس ردود فعل القرّاء حول ما يُكتب في الصحف. وفيما أوضح العماني أن ما طرحه في أمسية «كتابة الرأي في الصحافة المحلية»، في منتدى الثلاثاء الثقافي في محافظة القطيف، أمس الأول، أنه «اجتهاد شخصي وليس مبنياً على دراسة»، كشف العصيمي عن عمله على «مشروع كتاب لتحليل مضمون ثلاثة آلاف تعليق على المقالات التي كتبها خلال عام 2012م، وسيكون التحليل العملي كاشفاً لعقل المجتمع وما يدور في تياراته».
وذهب العماني، الكاتب في صحيفة «الرياض»، في الأمسية، التي قدمها عضو اللجنة الإدارية في المنتدى موسى الهاشم، إلى أن واقع الكتابة ملتبس، مبيناً أن الصحف المحلية أصبحت متشابهة حد التطابق، ورأى أن «المقال حجر الزاوية فيها وروحها»، خاصة أن «بعض الصحف لم تعد تقرأ إلا بعد انتقال كتاب مشهورين لها»، مشبهاً الكتاب بـ»النجوم مثل لاعبي الكرة والفنانين، كما أن بعضهم يتقاضى أرقاماً فلكية تصل إلى أكثر من 45 ألف ريال»، وفي الوقت ذاته رأى أن «بعض الكتّاب يمارسون تضليلاً للمتلقي».
وطرح العماني سؤالاً: هل الصحافة حرة ومستقلة؟ وكانت إجابته «لا»، مطالباً بوضع «ضوابط وإجراءات تفصيلية تحدد ملامح الكتابة والخطوط الحمراء، سواء في إدارة الصحيفة أو الجهات الرسمية. ورأى أن «القارئ يعتقد بعدم تأثير الصحافة، على عكس صناع القرار». وعاب على بعض الكتاب «الذين لايزالون يكتبون عن غلاء المهور، وزيارتهم لشخصيات كبيرة، وعن المهرجانات». وصنف الكتّاب إلى «ثلاثة: كاتب تصادمي مشاكس متمرد، وكاتب توافقي تبريري، والثالث هادئ وسطي، يحاول تمرير رسالة ومشروع وأفكار بهدوء، سواء كانت إيجابية أو سلبية».
وبيّن أن السلطة التي يوجهها الكاتب تتمثل أولاً في نفسه وقناعاته، مضيفاً أن «السلطة لدينا أبوية، تأتي القرارات من أعلى»، مشيراً إلى أن كتابة الرأي في عصر الإعلام الجديد بعيدة عن القواعد، وأصبح الأمر قريباً من الفوضى، كما أن كتاب الصحف يواجهون آلافاً من كتاب المواقع الإلكترونية.من جهة أخرى، أوضح الكاتب في صحيفة «اليوم» محمد العصيمي أن الكتابة ليست خياراً إنما موهبة، مبيناً أن الكاتب حين يشرع في الكتابة يبدأ مثالياً جداً، لكن بعد ذلك يكتشف الحقيقة وسلطة الرقابة والمنافسة والغيرة من زملائه.
وذكر أنه عاد إلى الكتابة في عام 2011م، بعد انقطاع دام نحو ثلاثة أعوام، مبرراً العودة بـ»ما رأيته من تغيرات في الوطن العربي وانعكاسه على المملكة»، مضيفاً أن حراك المجتمع نحو الحقوق والحريات عامل آخر في العودة للكتابة، موضحاً أنه يكتب عن الحقوق والحريات والمجتمع، ومبيناً أن لدى البعض رغبة في أن يتسيّد المجتمع لون واحد، والدنيا ملونة. ورأى أن مشكلته مع «من يضعون أنفسهم نواباً عن المجتمع»، كما أن بعض القراء يوجهون الكاتب لكتابة ما، وإذا خالفهم يطعنون فيه، وبعضهم لا يتورع في وصف الكاتب بصفات دنيئة وقبيحة.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد