الأديب الفرج يسد فراغ الساحة الثقافية ب 64 لبنة شعرية موثقة

3٬213

أكد الباحث السعودي والأديب سعود الفرج على سعيه لجعل مؤلفه «قالوا القطيف: واحة الحب والإنسان» لبنة من لبنات العمل الأدبي الموثق من خلال جمعه لـِ 64 قصيدة شعرية لكتاب من شعراء منطقة القطيف وشقيقتها الأحساء وبعض دول مجلس التعاون الخليجي وفلسطين.
وجاء تأكيده خلال استضافته في أمسية منتدى الثلاثاء الثقافي ليستعرض عمله الأدبي الموثق الذي جمع فيه القصائد من مختلف المدارس الشعرية التي تصب كلها في موضوع واحد فقط هو التغني بالقطيف وأمجادها ابتداءً من القرن السادس حتى اليوم. وأوضح بأن الهدف من تأليف هذا الكتاب هو إبراز ومضات من ماضي القطيف الجميل وتراثها الثقافي والأدبي وموقعها الجغرافي ليبقى عملًا حيًا في الذاكرة وشاهدًا على مصادر الهام الشعراء الذين تغنوا بها بعد طلب بعض الشعراء والنقاد العرب منه الحصول على توثيقٍ كتابي للمنطقة وأدبها.
وأفاد في الندوة التي قدمها الشاعر فريد النمر بسعيه نحو عمل هذا المشروع التوثيقي ليزود الأدباء من خارج المنطقة في رحلاته الخارجية عن الجزء التاريخي الأدبي للقطيف. وبين مساهمته في مقدمته بإعطاء القارئ من خارج هذه الواحة أينما كان صورة حية ومشرقة عن إنتاج أبنائها عبر العصور حيث تعد ومضات حية من التراث الانساني الجميل يبقى شاهدا على العطاء والابداع لحقب متتالية رغم تقادم الزمن مما يجعل المتلقي يقف موقف التساؤل والاعجاب عن هذه الكنوز الادبية التي لم تصل اليه إلا متأخرة.
وأشار إلى مزجه بين التاريخ والأدب في المقدمة ابتداءً من العصر الجاهلي حتى اليوم حيث اعتمد فيها على العديد من المصادر والمراجع التي ذكر بعضها في الهوامش والبعض الآخر في نهاية الكتاب. وتحدث بأن طبيعة المنطقة وتنوعها الانساني وانفتاحها وتسامح أبنائها مع الاخرين واختلاطهم بالأمم والاقوام جعلهم أكثر ثقافة وتقبلا للأفكار النيرة بالنسبة لغيرهم. وقال بأن ما شجعه على التوثيق هو رغبته بتحمل المسؤولية وتبعات التقصير إزاء ما تلقاه الواحة من نكران للجميل وجحود عند الآخرين حتى سعى بعضهم لطمس جزء من تاريخها وتراثها الثقافي والأدبي حتى من بعض من ينتمون للطبقة المثقفة. وذكر بأن ما يميز الكتاب الذي عانى في جمع قصائده هو التنوع والاهتمام بهذه المنطقة لكل من أقام فيها أو مر بها. وتطرق إلى القول «الكتاب ليس فريدا من نوعه أو عملًا مميزًا ولكن لبنة من لبنات العمل يضاف إلى سابقيه وقد يصبح يوم من الأيام مرجعا من المراجع عن ومضات من أدب القطيف».وناشد الشعراء والشاعرات اللواتي لم ترد أسمائهن وأسمائهم في هذا الجزء، العمل على سرعة إيصال قصائدهم وسيرهم الذاتية إذا كانت جاهزة لضمهم للجزء الثاني الذي يسعى لأن يكون خدمة للمصلحة العامة.
وقدم شكره للمهندس عضو الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية عبد المحسن الفرج لتحمله طباعة الكتاب على نفقته الخاصة وتولي أطياف للنشر والتوزيع إشراف العمل وطباعته.وفي فقرةٍ مصاحبة شارك الشاعر ياسر الغريب في قراءة احتفالية لكتاب الفرج أوضح فيه احتواءه على قراءتين «الآنية» التي تتمثل عند أغلب القراء بالاستمتاع بهذا الحصاد الشعري الذي يرصد المشاعر الفياضة عن هذه المنطقة الضاربة في أعماق التاريخ، وما تمثله من قيم على الخارطة الحضارية. واسترسل في الحديث عن القراءة الأخرى المؤجلة الخاصة بالنقاد والباحثين في المستقبل.
ووصف الغريب الكتاب بالمادة الخصبة للتأمل الثقافي والدراسات السوسيولوجية، الذي يتضح من خلال نصوصه رؤية القدامى للقطيف والرؤية المعاصرة. ونوه إلى أن العدد الكثير من الأجيال الشعرية التي كتبت عن هذه المنطقة هو دليل على تحول القطيف من المكان إلى المكانة.
وتم عرض فيلمًا مصورًا للشاعر محمد الحمادي يوضح فيه الدور الكبير الذي قام به الشاعر الفرج إزاء الثقافة. والجدير بالذكر بأن الفرج ساهم في تنشيط الحركة الأدبية في بلاده والخليج وله 11 مؤلفًا.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد