دراسة إمكانية جعل القطيف المدينة الأولى صديقة الطفل عربيًا

3٬341

أكد وفد من المعهد العربي لإنماء المدن على سعيهم لإدخال المكون المعماري في مشروع تطبيق برنامج «المدينة الصديقة للأطفال» وعدم الاكتفاء بالجانب الاجتماعي فقط ووقع اختيارهم للقطيف لتكون المدينة الأولى العربية التي يطبق فيها الجانبين الاجتماعي والمعماري.
وجاء تأكيدهم خلال الأمسية التي تمت استضافتهم فيها بمنتدى الثلاثاء الثقافي مساء أمس للوقوف حول أهم أهداف المشروع وتطلعاته. المدينة الصديقة للأطفال – منتدى الثلاثاء وذكر مدير برنامج الأطفال والشباب للمعهد العربي للإنماء الدكتور عبد السلام الوايل بأن الجلسة تأتي سعيًا نحو حشد المناصرة الأهلية للمشروع الذي لوحظ قبل بدايته على المستوى الدولي بأن تصميم البيانات والشوارع تضع للكبار ولا يراعى فيها منظور الأطفال وحاجاتهم الاجتماعية.
وأشار إلى أن الهدف من طرحه هو تفعيل الشراكة والعمل المشترك بين المعهد والقطيف متمثلة بالمؤسسات الرسمية وقطاع الأعمال والمجتمع المدني.

وبين بأن الفكرة ابتدأت من اليونسكو لتنتقل للعالم العربي ومن ثم شارك فيها المعهد العربي بمحاضرات لبث الوعي ومن ثم الانتقال لمستوى أعلى وهو تحفيز بعض المدن العربية لتكون مدن صديقة للأطفال كعّمان الذي أثمرت الشراكة معهم في إقامة مجلس بلدي خاص بالأطفال ولهم مقر داخل الأمانة ليضعوا التوصيات ويرفعونها.
وأفاد لعملهم الآن في الجانب الاجتماعي للمشروع مع 3 مدن خليجية وذلك بدعمٍ من مؤسسة التنمية في الخليج والجزيرة العربية وهي «مسقط والدوحة ومدينة الغاط» وتفكيرهم بتطبيق المشروع معماريًا لأول مرة في «القطيف».
وشدد على ضرورة الأخذ بمنظور فئة الأطفال ودمجها ومراعاة التصميم من ناحية، والاهتمام بالتعامل وتقديم المرافق ودمجهم في التخطيط من ناحية أخرى. وطالب رجال الأعمال والعقاريين والمهتمين بالبحث عن ممولين للمشروع، إلى جانب احتياجهملاستقبال المجتمع الأهلي بالترحيب بالفكرة والتعاون مع الجهات الرسمية لوضع آلية تطبيق المشروع في القطيف التي تعد رائدة ومميزة بجهود أهلها وتطور مجتمعها المدني.
50% نسبة الأطفال في المدن العربية

وأوضح الباحث والخبير في قضايا الطفلة والأسرةالدكتور عثمان الحين محمد نور بأن نسبة الأطفال في المدن العربية تمثل 50% ممن هم أدنى من ال 18 عامًا. وتحدث عن إصدارهم كتابًا لأقلمة المدينة العربية ودليلًا تدريبيًا للعاملين في الإدارات المحلية لكيفية استطاعتهم جعل المدن صديقة للأطفال.
وقال بأن أساس المفهوم يستند على اتفاقية حقوق الطفل ومن أهمها 4 بنود ترتبط بالمدينة الصديقة للأطفال. وتابع الحديث عن ما تتطرق إليه المادة الثانية التي تتحدث عن عدم التمييز بين الأطفال في كل الخدمات، والمادة الثالثة التي تتمثل في مراعاة مصلحة الطفل الفضلى، والسادسة التي توضح حق الطفل في البقاء والنماء، والمادة الثانية عشرة التي تنص على المشاركة.
وعَدَّد الخطوات الثمانية التي تعتمد عليها المدينة على نحو «إعداد استراتيجية في داخل الإدارة المحلية، وإطار قانوني في داخل البلدية، ومأسسة الكيان، وبيانات عن الأطفال واحتياجاتهم، وميزانية، وتقييم ومتابعة، وتوعية بالحقوق والواجبات، وتفعيل الجانب الإعلامي».
الجانب المعماري والتخطيطي

وألقت مديرة التنمية المستدامة للمدن في المعهد العربي لإنماء المدن الدكتورة نهى التنيالضوء على الجانب المعماري والتخطيطي للمشروع من حيث تعريف اليونسيف معماريًا.
النحات حسنين الرمل – منتدى الثلاثاءوأضافت بأن المناقشة مع الجهات الحكومية ورجال الأعمال تمثلت في الاستفسار عن مكمن بداية المشروع إن كان من الجانب القومي أم على المستوى المحلي، مشيرة إلى أنه حينما يكون على المستوى المحلي سينطلق مرة أخرى للقومي.
وقالت بأن المشروع يوضح حقوق الأطفال وواجباتهم متطرقة بعدها لتعريف اللعب ومدى أهميته في مساحات واسعة ومخضرة.

وركزت على أهمية اللعب مطالبة بوجود منطقة حرة للأطفال مبينة بأن المكان يفرض عليهم عدم اللعب في الخارج وإنما بطريقة تواصل محدودة مع رفقائهم لأن المصممين لا يصممون الشوارع وطرق المشاة بطريقة آمنة. ونوهت لضرورة تصميم ملاعب للإناث والشباب مع مراعاة الخصوصية الثقافية والعادات ووضعها في الاعتبار، وتحويل المفاهيم الاجتماعية لتخطيط عمراني سليم.
وبينت طريقة تحويل النظرية الخاصة لواقع عملي حيث يبدأ من الطفل وإجراء ورش عمل ومن ثم من إجراء بحوث دراسية واجتماعية يشارك بها الأطفال تتمثل في احتياجاتهم وحينما يكتمل المشروع يعرض لأفراد المجتمع لاستطلاع الآراء وتعديله قبل التنفيذ والاتفاق عليه من الجهات المعنية.
وطرحت نماذج للمبادئ الأساسية التي بُني عليها التخطيط والتي منها ضرورة وجود الأمان والحماية، المطبق مشروع تنفيذه حاليًا في المجمع السكني لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في الرياض، فضلًا عن مبدأ الثقافة والهوية، والاستفادة من الفضاءات الخارجية، والتعليم الابتكاري والابداعي، وسهولة الوصول لهذه المواقع، والاستدامة.
وتناول الدكتور توفيق السيف البعد الفلسفي للمدينة لاحتمال وجود علاقة بين العمران وشخصية الفرد كما في الانتقال من القرية إلى المدينة الحضرية، مشيدا بفكرة المشروع باعتبارها نوعا من إعادة صناعة الحياة وليس استهلاكها.
وأشارت الكاتبة عالية فريد إلى ضرورة الإلزام الفعلي بتنفيذ المشروع بدلا من كونه فكرة نظرية، وإلى أهمية وجود نماذج سابقة يمكن أن تشكل تجربة يستفاد منها. وتناول المهندس علي الرضي موضوع تحديد نطاق العمل للمشروع وخطوات تنفيذه حتى يمكن بلورته بصورة أفضل.
اقترح عبد الله شهاب التعاون بين المعهد العربي لإنماء المدن ووزارة الشئون البلدية والقروية باستحداث إدارات تعنى باحتياجات الأطفال في مختلف البلديات في المملكة

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد