احتفاء باليوم الوطني في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف

392

في حفل جماهيري حاشد، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي حفلاً بمناسبة اليوم الوطني التاسع والثمانين، وسط حضور مميز ومشاركة من المثقفين، مؤخراً، تحت عنوان «الوطن وتعزيز المواطنة»، وتنوعت فقرات الحفل ببصمته الثقافية، بين مشاركات شعرية وكلمات معبرة حول تنمية الروح الوطنية ومفهوم المواطنة، كما عكست أبعاداً مختلفة وجميلة من مشاعر وأفكار المثقفين عن الوطن وتطلعاتهم الطموحة له. وكانت ضيفة شرف الأمسية الدكتورة مها العلي، عضوة الهيئة الاستشارية للمنتدى.

رافقت الأمسية فعاليات مصاحبة، منها عرض فيلم قصير يعكس أبرز الإنجازات الوطنية، وكلمة للكاتبة سهام الخليفة، عن كتابها الذي وقّعته بالمنتدى «ألم وأمل: بدأت حكاية»، أشارت فيها إلى تجربتها في الكتابة التي تعبّر عن قصة حقيقية مع ابنها المريض، كما تحدثت الفنانة رقية المتروك عن تجربتها الفنية، وتجسيد علاقة الإنسان بالحيوان في تفاعلاته العاطفية، وتطلعاتها لدعم فناني المنطقة؛ بإيجاد صالات عرض ومعاهد فنية. واستعرضت الدكتورة رقية المزراق مسيرتها في الإنجازات العلمية في مجال التحور المناعي لكريات الدم الحمراء، وحصولها على العديد من الجوائز العلمية في هذا المجال الحيوي.

قدم الحفل الشاعر أديب أبو المكارم، مبتدئاً بكلمة عن ذكرى توحيد المملكة، وعن تأكيد التفاعل الجماهيري مع هذه المناسبة الوطنية، وألقى كلمة المنتدى الأستاذ جعفر الشايب، مؤكداً ضرورة تعميق مفهوم المواطنة، باعتبارها أحد أبرز المفاهيم ذات الأبعاد القيمية التي تهدف إلى تعميق العلاقة السليمة بين الفرد المواطن وبين وطنه من قيادة وأفراد ومحيط، وتحدد طبيعة هذه العلاقة التي يشوبها بعض الالتباسات والتداخل أحياناً، ما ينتج عنه مضاعفات خطيرة قد تهدد تماسك المجتمع ووحدة الوطن. وأكد في كلمته ضرورة عدم الانحباس في ذكر الأمجاد، بل النظر للمستقبل والتطلع إلى ما ينبغي أن يكون عليه الوطن، والاجتهاد للوصول إلى مواقع متقدمة في مصاف دول العالم، وذلك من خلال العزيمة الجادة والإرادة القوية، وشحذ الهمم، ووضع الخطط المناسبة.

تلا ذلك كلمة للشخصية الدينية والاجتماعية الشيخ حسين الصويلح، الذي بدأها بكلمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: «عمرت البلدان بحب الأوطان»، مؤكداً أن هذه المناسبة فرصة مهمة لصنع ثقافة تحافظ على الروح الوطنية، وأشار إلى أن الكل عليه واجب العطاء والإخلاص للوطن، والتعامل الإيجابي مع شركائه في الوطن والتضحية والدفاع عنه. بعدها قدم الشاعر ياسر الغريب قصيدة رائعة عن الوطن بعنوان «وطن الذاكرة… وطن المخيلة».

وتحدث الأستاذ حسين الحاجي، مدير المصرفية المميزة ببنك الرياض، في كلمته، عن أهمية التلاحم والتواصل بين مكونات الوطن، مشدداً على ضرورة الوقوف صفاً واحداً، وتعزيز المشتركات الوطنية، وتجاوز كل الفروقات، شاكراً المنتدى على مبادراته المتميزة وعطائه المتواصل. وتناول الناشط الاجتماعي، الدكتور مهدي الطاهر، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة الامام عبد الرحمن بن فيصل، أهمية هذه المناسبة التي تجمع الأطياف؛ لتشترك ببناء الوطن، مؤكداً أن المناسبة فرصة لتأكيد ومعرفة الحقوق والواجبات، مطالباً بضرورة سنّ القوانين التي تجرم المساس بوحدة الوطن، ليبقى الوطن فوق كل الانتماءات التجزيئية، كالقبلية والمناطقية والمذهبية وغيرها. وتحدث عن أهمية إطلاق مبادرات وطنية؛ لتعزيز هذه المفاهيم وتكريسها بين أبناء الوطن.

وصدح الكاتب والمحامي جمال آل حمود بقصيدة شعرية حماسية للمناسبة بعنوان «يوم للوطن»، بعد ذلك قدم اللواء عبدالله البوشي، مدير عام السجون بالشرقية سابقاً، كلمة أشاد فيها بالإنجازات التي تحققت في المملكة والمسيرة الطويلة من البناء، مطالباً بأهمية الحفاظ على هذه الإنجازات، والعمل معاً لتقدم الوطن ورفعته، وشارك الإعلامي والأكاديمي الدكتور فيصل العزام بكلمة، أشاد فيها بالاحتفالات التي تسود مختلف مناطق المملكة في هذا اليوم، والتي تعبّر عن روح وطنية وحدوية تنعكس على التفاعل الكبير والتقارب بين مختلف المواطنين، وعن مدى الانسجام بين الشعب والقيادة، مشدداً على أهمية تعزيز المكتسبات القائمة.

وتحدث الأديب والاستشاري في مجال الإدارة، الأستاذ حسين الزاير، عن معنى المواطنة بمفهومها الاجتماعي، وتطبيقاتها الميدانية، مستعرضاً نماذج من العطاء؛ كالتبرع بالأعضاء من قبل أشخاص من منطقة لآخرين في منطقة أخرى قد لا يعرفونهم، غير أن ما يجمعهم هو الانتماء للمملكة، أو التطوع للعمل بمؤسسات تخدم كل أرجاء الوطن.

واعتلت المنصة بعد ذلك ضيفة شرف الأمسية، وعضوة الهيئة الاستشارية للمنتدى، الدكتورة مها العلي، والتي تنقلت في عدة مهام تربوية، وتعمل حالياً اختصاصية علاج نفسي، وتحدثت عن أشكال المبادرات الوطنية التي تعزز التلاحم والتفاهم والوحدة، مشيرة إلى تجربة منتدى الثلاثاء الثقافي، الذي ينظم مئات الندوات واللقاءات والفعاليات الثقافية على مدار العام، جاعلاً منها إطاراً للجدل والحوار، فيما يتعلق بالشأن الوطني بأبعاده الثقافية والاجتماعية المختلفة. وشكرت هذه الجهود الكبيرة، مؤكدة تطلع المنتدى ليكون مركزاً ثقافياً وطنياً يحتوي أنشطة وبرامج متنوعة وفعالة.

وشارك الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الحماد بكلمة عن قيمة الوطن، وعن مفهوم الكفاية في مقابل السعي للكمال، وتناول الدكتور محمد العسكر في كلمته أهمية ترسيخ مجموعة من القيم التي تساهم في المحافظة على الإنجازات الوطنية وتدعم تطورها، منها الشفافية والمحاسبة ومكافحة الفساد، إضافة لتفعيل دور بعض المؤسسات؛ كأن يكون أعضاء مجلس الشورى قريبين من المواطنين، وأن تمارس هذه المؤسسات دورها الحقيقي؛ كي تساهم في تقدم الوطن.

 

رابط الخبر اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد