الغامدي: الطائفية يغذيها التنافس على النقاء العقدي

3٬442

عرف الكاتب وحيد الغامدي الطائفية باعتبارها حالة الكراهية المبنية على أسس عقائدية، وتشكل كابوسا شنيعا يهدد استقرار الأوطان العربية، وتتغذى على عنصر رئيس هو التنافس على النقاء العقدي، على الرغم من وجود تراث إسلامي واسع للتسامح بين الأديان، إلا أنه يندر تناول التسامح داخل الدين الواحد، واستشهد بالتجربة الأوروبية التاريخية التي بدأت فيها حركة «مارتن لوثر» الإصلاحية ضد الكاثوليكية المسيطرة في الديانة المسيحية في القرن السادس عشر الميلادي، والتي أدت لصراع طائفي ديني تلك الفترة، مبررا اختيار هذه التجربة باعتبارها بعيدة تاريخيا ويقف الجميع منها بحيادية، جاء ذلك في ختام برامج منتدى الثلاثاء الثقافي في عامه الخامس عشر في ندوة أقيمت أمس الأول بعنوان «القيم الوطنية في مواجهة الطائفية: قراءة في التجربة الأوروبية».
ويذكر الغامدي أن الحروب الدينية تتميز بطول مدتها، على العكس من الحروب السياسية التي تستند على المصالح الموقتة، فالمعتقدات مادة محركة تغذي الصراع، وقابلة للانتشار الذي يهدد الوطنية، وفقدان قيم الأمن والسلم، ومقترحات الغامدي لمواجهة هذه المشكلة، هي: تعزيز القيم الدينية، وتجاوز الخصام الديني أمام المشتركات الكبرى، وفهم ظروف الواقع من خلال المرحلة الزمنية المعاصرة بالإصلاح والتصحيح الديني، والحزم الإعلامي وسن التشريعات، ومراقبة منبر الجمعة، وتأكيد التصالح بين المكونات المختلفة، معتبرا الفن أقرب الأدوات للوعي الجماهيري، ويمكن استثماره نظرا لامتلاكه للأدوات الفعالة للتأثير.
من جهته اعتبر الدكتور توفيق السيف في مداخلته أن تصوير الغامدي للصراعات مبالغ فيه، باعتبار أن التعصب حصر على الدين، مشيرا إلى أن هناك دوافع متعددة في حالات مختلفة منها السياسية والاقتصادية والخوف على الوجود، مشيرا إلى أن النقد الذاتي لا علاقة له بتخفيف العنف، وأوضح زكي أبوالسعود أن أوروبا شهدت تحولا اقتصاديا اجتماعيا في الفترة التي استشهد بها الغامدي، كالتحول من علاقات إقطاعية لعلاقة إنتاجية، الذي يعد تغيرا بنيويا اجتماعيا.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد