الكاتب الحمدان: الواقع العربي يحتاج لـِ «معجزة» حتى يتحول لديمقراطي

3٬656

أكد الكاتب حمد الحمدان على أن الواقع العربي لا يشي في الفترة القريبة والوسيطة لحدوث أي تحول نحو الديمقراطية إلا في حال حدثت معجزات ليست بالحسبان. وجاء تأكيده استنادًا على الوضع الرديء والمتميز بالتراجع عند تلمس مجمل المشهد العربي الذي يصاب مستبصره بالغثيان واليأس والقنوط عند استبصاره.
وأشار خلال مشاركته في منتدى الثلاثاء مساء أمس بورقة قائمة على تحليل موضوعي للحالة السابقة والقديمة للديمقراطية لتعريف المصطلح والولوج للجوانب التشخيصية لمفهوم الديمقراطية حتى الوصول للناتج النهائي المستنتج من الحالات المستعصية في البلدان العربية التي تكشف للمراقب لكل النواحي مدى ما يعتريها من تمزقٍ واضح واصطفاف قائم على أسس مذهبية وقومية وإقليمية على حساب الهوية الوطنية. وذكر صعوبة تحقيق أي انفراج يساعد على الانتقال للديمقراطية في المجتمع العربي الذي يميل لسحق ما تحقق من إنجازات سابقة في المجالين السياسي والثقافي مهما كانت محدوديتها فضلًا عن وجود الحروب المتناثرة على امتداد العالم العربي، وشيوع التطرف الديني الحاد وسلوك إلغاء الآخر. وتحدث في بداية ورقته عن ادعاء كل المكونات الفكرية والاجتماعية التي تشكل المجتمعات البشرية لامتلاك مشروع الديمقراطية المتناسب مع أيدلوجياتها. وأشار إلى أن كل المكونات على اختلاف مشاربها الفكرية من رأسمالية، ومنظمات، ودول يسارية واسلام سياسي بأنواعه المختلفة يقوم معتقدها حول الديمقراطية على أساس المقاصد الإيجابية في هذا الاتجاه وأنها تصب في خير الإنسان ومستقبلها الزاهر.
وبين في محور «عملية التحول الديمقراطي» حلم الإنسان المبكر في الديمقراطية باعتباره أهم المخرجات العلمية لإزاحة الظلم والاستبداد وترسيخ العدالة الاجتماعية الدائمة حيث أخذ يموج بتعريفات ومصطلحات أخذت تتطور مع تطور المجتمعات الانسانية حتى تبلور المصطلح والمعرفة بالصيغ الراهنة. وأوضح بلورة المصطلح اليوناني القديم للديمقراطية التي تعني «حكومة الشعب أو سلطة الشعب» إذ يحكم الشعب نفسه بنفسه، فيما يتمثل في الدول الغربية في «حق الانتخاب والترشح والمساهمة في إدارة البلاد ولو ظاهريًا».
وتطرق للتوصيف الذي طرحته الأدبيات الماركسية وأخذت به الدول الاشتراكية في مجال التطبيق والتي تقوم على «التمازج بين الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومبدأ الانحياز التام لمصالح الطبقات الفقيرة بالمجتمع». وأفاد في حديثه لظهور مفهوم حقوق الإنسان والتعددية الحزبية والسلم الاجتماعي والرأي والرأي الآخر وذلك بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وظهور مفاهيم جديدة لا زالت تثير حالة جدل واسعة بين مؤيد ومعارض.
وعرج للحديث عن ممارسات الإسلام السياسي والدور الذي مارسته في تشويه موضوع التحول الديمقراطي وذلك استنادًا على الظروف الموضوعية السيئة وواقع المنطقة السياسي المتردي وما تحظى به الأنظمة السياسية من دعمٍ خارجي. وقال بأن تجلي حلم المثقفين العرب بالديمقراطية بما كان يعرف «بعصر النهضة» منذ مطلع القرن الماضي. وشدد على أهمية وجود الأطراف والقوى القادرة على تثقيف المجتمع للانتقال إلى الديمقراطية والمتمثلة في تشكيل مؤسسات المجتمع المدني «المهمشة في مجتمعاتنا العربية» والتي تعد قوى حية بمجموعها تشكل حاضنًا وحاميًا لهذا المشروع المستقبلي فضلًا عن الأحزاب السياسية التي «تعاني عربيًا الضعف والهوان».
وأرجع سبب ما حدث من إعاقة على المستوى العملي، يعد مؤامرة مشتركة بين الرأسمالية الدولية والأنظمة المحلية والطغم المالية عبر أدوار محددة عبر التنسيق بينهم. وأوجز عوائق الديمقراطية في ثمان نقاط مثلها في «تخريب وإضعاف الاقتصاد وغياب التنمية الشاملة، وتضخيم الأجهزة الأمنية وتثقيفها بوسائل ومناهج تحمي مصالح الطبقات الحاكمة، وعدم حل مشكلة الاقليات الدينية والعرقية حلًا عادلًا، والتدخلات الدولية والإقليمية بشؤون الدول الأخرى الداخلية، ولعب الإعلام بتشويه مفهومها، وغياب الشفافية والحرية في العمل السياسي، وغياب الديمقراطية لدى بعض القوى والمنظمات الإسلامية فضلًا عن فشل البورجوازية العربية الوطنية في ترسيخ نهج الديمقراطية».

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد