منتدى الثلاثاء يقيم أمسية في رحاب عاشوراء

3٬765

ضمن أجواء ذكرى عاشوراء وبحضور “ادبي وثقافي” نظم منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف أمسية شعرية تحت عنوان “في رحاب عاشوراء” وذلك مساء الثلاثاء 14 محرم 1437هـ الموافق 27 اكتوبر 2015م، باستضافة كوكبة من الشعراء البارزين ضمت كل من :أحمد الخميس، زكي السالم، حبيب المعاتيق، ياسر الغريب ، حسين عمار، سمير المسلم، ومشاركة من “مكة المكرمة” للدكتور ابراهيم عباس نتو العميد السابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

وقد أدار الأمسية العاشورائية الشاعر الأستاذ محمد الحمادي مؤكداً في افتتاحيته بدور مناسبة عاشوراء في الهام الشعراء والتعاطي مع الشعر وتذوقه من كافة الطبقات مشيرا بجزئية للشاعر حبيب محمود في هذا الصدد بقوله: “تجد من الطبيعي حتى بسطاء الناس وصغار المتعلمين يعرفون بائية الكميت وتائية دعبل ومقصورة الشريف الرضي وعينية السيد حيدر الحلي ودالية السيد جعفر الحلي وعينية الجواهري إلى آخر الأسماء في انتاج أدب الطف”، وذلك في إشارة إلى أثر الشعر الحسيني في تنمية شاعرية مجتمع القطيف. وقد صاحب الأمسية فعالية المعرض الفني الحسيني الذي شارك به الفنان سعيد صالح الجيراني الحاصل على بكالوريوس التربية الفنية، والذي يعمل مدرساً لمادة الرسم للمرحلة المتوسطة، حيث تحدث عن تجربته الفنية ومشاركاته في مجموعة من معارض كلية التربية الأساسية بدولة الكويت لثلاث سنوات متتالية، وهو أحد المشاركين في لوحة “المحبة والسلام” الشهيرة ، وله مشاركات فنية تجميلية عديدة في المنطقة.

بدأت الأمسية الشعرية بالشاعر أحمد محمد الخميس بقصيدته “وأطل عاشوراء” حول المعاني العميقة لإحياء ذكرى عاشوراء، صور فيها العلاقة الروحية والفلسفية الممتدة زمنيا بين عاشوراء والأجيال المتلاحقة لكونها بوصلة القيم العليا، ومؤشر طريق التضحية من أجلها. ومما جاء في قصيدته: لبى الوجود مجدداً ذكراكا فإذا الوجود حناجر تنعاكا وأطل عاشوراء في أحزانه وجراحه عادت تبث أساكا ذكراك عادت كي تهز ضمائرا تغفو فيوقظها نجيع دماكا عادت جراحك والإباء نجيعها لتقول للأجيال: ذاك إباكا فجد بفيضك وابق في ضمائرنا لا يُعشب القلب إلاّ في حناياكا فانت للروح ميزان وبوصلة والوعي يولد من آلام ذكراكا يا جرحنا الأزلي أوجعنا وأرقنا إن ساوم القلب يوماً أو خذلناكا

وعبر عن التحدي والإباء المتجدد ضد طغيان الإرهاب الذي أصبح يضرب مناطقنا بقصيدته “ماتنقمون من القطيف”؛ “رسالة إلى الإرهاب” قال فيها:

صَلَّى الإباءُ على الجراح وكبَّرا وأطلَّ من فمها نجيعـاً أحمـرا

ليقـولَ للإرهـاب أنَّ قطيفَنـا لا تنحني مهما استباحَ وكفَّرا

لا تنحنـي لمُـخرّبٍ مُتـوحّـشٍ أدمى النحورَ مُمَّزِقاً و مُفَّجِرا

هذي القطيـفُ وجُرحها متجددٌ والحـُزنُ عاودَ ماونَـى وتأخَّـرا

فدماؤها أمست عـلامَّـة حُبِّهـا مُـذ كان فيهـا للـهـدايةِ مِنبـرا

وولاؤهـا للآلِ أمسى راسـخاً والحبُّ ديـنٌ لا يُبـاعُ ويُشترى

فولاؤها عبر الدهـور مُخـلَّـدٌ جيلاً فجيـلاً قد نمـى وتجـذَّرَا

أيخيفها الإرهابُ وهي منيعةٌ؟ أيظنُّهـا يوماً تـعودُ القهقرى؟

ماتنقِمُـون من القطيف وأهلِها؟ ألأنَّها مُـذ ذاكَ والَـت حيـدرا ؟

أم أنَّها من هَدي أحمدَ تستقي ومن الحُسينِ إذا الإباءُ تفجرَّا ؟

تبَّت يدُ الإرهاب تـبَّ مُـرِيـدهُ مهما طغى في أمَّـةٍ وتجبـَّرَا

لابـُدَّ من وعيٍ و مـن حُـريـَّةٍ والعقـلُ يبقى حاكِمـاً مُتنـوِرا

لابـدَّ مـن يـوم يشـعُّ ضيـاؤهُ ليكونَ فيه الـدَّمُ خطَّـاً أحمـرا

ثم ارتقى المنصة عضو منتدى ابن المقرب الأدبي الشاعر الأستاذ زكي السالم ملقيا ملحمته العاشورائية “عشقتك في الآفاق”، ليؤكد على محورية الملحمة الحسينية في الوجدان الإنساني على مر العصور، وعلى الرغم من التزييف والتزوير الذ نال التاريخ لتظل هذه الملحمة ماثلة بقيمها وعطائها؛ فيقول في قصيدته: عَشقتُكَ فِي الآفـاقِ قُطبـاً ومِحـورا فأوقدْ لِـي الأيـامَ بالحـزنِ مِجمـرا

وصُغتكَ مِن دمع المحبين مَأتَمـاً رقيـتُ بـهِ فـوقَ المجـرة مِنبـرا

وعشتـك آلامـا إذا مــا نكأتُـهـا أتيـتُ المنايـا هـازئـا مُتبخـتـرا

تَـأوَهَ قلبِـي عنـد ذِكـراكَ لَوعـةً فكـادَ مـن الآهـاتِ أنْ يتفـطـرا

حصرناكَ فـي دمـعٍ تدفـقَ سيلُـه بثغرِ خَطيبٍ ينفُـثُ الدمـعَ أحمـرا

يبالغُ فِـي رسـمِ التصاويـرِ ظِنـةً بأنْ نَتلقى السبـطَ رَسمـاً مُصـوَّرا

ويَفتـكُ بالتأريـخِ فَـتـكَ مُــزوِّرٍ فـلا نُبصـرُ التأريـخَ إلا مُــزوَّرا

ولكننا فـي مشهـد الطـف عاصفـا وجدناكَ من كُـلِّ الأحاديـثِ أكبـرا

وجدنـاك نبراسـا يزيـح ضـيـاؤه ظـلام عقـول لـم يـزل متجـذرا

وجدناك في ليـل الخنـوع مشاعـلا تُمـد لتـهـدي تائـهـاً مُتحـيّـرا

ويواصل الشاعر السالم عطاؤه الأدبي في إبراز دور عاشوراء في قصيدة بديعة جاد فيها:

رفقاً أبـا الشهـداء إن جراحـة أعيى الخليقةَ رزؤُهـا المُتحـرقُ

صبغت ثِيابَ الصبر حمرُ دمائهـا فغدَتْ بنـازفِ جُرحِهـا تَتمـزّقُ

ورَقَتْ صعـابَ قلوبِنـا فتأهبـتْ أحزاننـا قِمـمَ الأسـى تَتسلّـقُ

نَبكيـكَ لا جزعـاً عليـكَ وإنمـا الإيمانُ يدفعُنا لِمـا هـو أعمـقُ

نرنو لحادثـكَ الأليـمِ فتزدَهـي صورٌ تكاد مـن الجلالـةِ تنطـقُ

فـإذا بيومـك عَبـرة تتـدفـقُ وإذا بيومـك عِـبـرة تتـألـقُ

وإذا ببحـركَ إذ يَمـدُّ ذراعَــهُ للتائهيـن يحـار فيـه الـزورقُ

لم يدر أي مدى ، فسـت جهاتـه ضوءٌ بمصبـاح الهـدى تتفتـق

بعده شنف أسماع الحضور الشاعر المعروف حبيب المعاتيق مبتدئا بمقطع من قصيدته “تجليات الطف في جسد منهك”؛ معبرا عن افتتانه وعشقه وحنينه لعاشوراء كبلسم لمواجهة الظلم ومقاوته.

تعوي الرياح ولا صوت هناك سوى صوت الحقيقة من أشلاك تطلقه

لما انفتحت على الجرح فتحت لنا الباب الذي ليس يقوى الظلم يغلقه

هذا أنا العاشق المفتون يتعبه طول السرى والحنين الغمر يرهقه

تقودني نحوك الأرزاق أطلبها وأنت أكبر مافي العمر أرزقه

ثم ألقى قصيدته التي الهبت الحضور حماسا “اركض برجلك”؛ يعبر فيها عن قبح المعتدي على أهل البيت (ع) في عاشوراء وجهله وعدم فهمه للتاريخ الذي أماته وأحياهم.

انفقت عمرك لم ترو الدما نهمك فكيف عضك ذاك الجرح والتهمك

وكيف معولك المأزوم حين سعى في هدم أول أسوار المدى هدمك

ما أفصح الجرح مذ فاضت مشاعره عــلى مسامع آفاق الدنا لجـمك

شتمت دهراً ولكن حينما نطقت بعض الجراح لماماً ما وجدت فمك

اركض بعمرك فاض الجرح لا جبل تأوي اليه ولا سد به عصمك

الطف وتحتك نار غير خاملة فلم وضعت على زلزالها قدمك

ولم تخيرت نجما كابن فاطمة حتى تصب (إلى) عليائه نقمك

ولم تاملت أن تلقاه منهزماً في حين خنصره المقطوع قد هزمك !

ثم ترجل المنصة الشاعر ياسر الغريب ملقياً قصيدته العاشورائية “ومضة من سديم الجراح”؛ بلغة رقيقة جذابة أبرز فيها قوة الصمود والبطولة وترميز التضحية والعطاء والعزة في مواقف عاشورائية متميزة. وجاء في قصيدته:

أدغمت جرحي في سديم جراحه لأكون ومضا من سنا مصباحه

وعبرت منه إليه في شغف الرؤى فرأيت خارطة الوجود براحه

قوس الاله وغاية خلف الردى وابن النعيم ووجنتي تفاحه

من كالحسين له احضرار إرادة نضجت به الشهداء في أودحه ؟!

هذا الذي أسرى إلى جهة الفدى ببراق عزته وهدي رجاحه

أسرى وأسرج بالغياب حضوره والموت هذا الموت سر نجاحه

هو معجم للكبرياء مفصل زخرت بذلك مفردات صحاحه

يجني القطوف من الطفوف شهادة ويدوزن الدنيا بخفقة ساحه

(هيهات) أطلقها بعزة روحه وكأنما (هيهات) نار سلاحه

بعد ذلك قدم مدير الأمسية مشاركة الدكتور ابراهيم عباس نتو العميد السابق في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، تعزية لشهداء “الحيدرية” بسيهات وجميع الشهداء السابقين ومن سبقهم عبر التاريخ وفي مقدمتهم “الحسين بن علي” حيث عنون قصيدته بـ “نحو العزاء في عاشوراء” جاء فيها:

عَبرَ العصور يَجيء عاشوراءُ يـومٌ لـه عِـند الـكـرام وفـاءُ

فيه المعاني و المقاصدُ جمة و له العيالُ مع النفوس فداءُ

يومٌ لـه طيَّ العـقيدة قـيـمُـةٌ يرعاهُ اهلُ الفـِكـر و الفضلاءُ

عـَبرَ العصور، و للفداءِ مواقفٌ رمـز الـفـداءِ، افـاحِلٌ و نساءُ

ما بين مكـةَ و البقيعِ شواهـدٌ تـُحصي الأساميَ تــُربة بلجاءُ

هذا بأحدٍ (حـمزة) في خـُلدهِ و (ابـو عـليٍ) قــُبـرُه وَضــّـاءُ

هاذي البطاحُ المسكُ في جنباتها تـعـلو الجنانُ و تـَـَخلـدُ (الزهراء)

كيفَ العـزاءُ علىَ مـناقـب ثـلـةٍ للأكرمين ..وهـل هـناك كِــفـاءُ

هذا الحسينُ شعاعُه في(طـَفـِّه()فـي يوم كــربٍ شـاعَ فـيه بـلاءُ

تأبَى الكرامـةُ أن تُـوارَى جـانباً و تـظـلُ تاجـاً حيـثُما الشـُرفـاءُ

ثم تقدم للمنصة الشاعر حسين آل عمار؛ حيث ألقى قصيدة عمودية وأخرى شعبية، تناولت صورا من واقعة كربلاء وأحداثها. وكان ختام المسك للأمسية الشاعر الأستاذ سمير المسلم الذي صدح بأبيات مفعمة بالمعاني والصور جاء فيها:

تحوم على التلعات اشلاء مأتم وأنت هنا الناعي لكون متيم

تناغي جراح الرض حين تأججت بلؤم يزيد حيث يطغى بمغنم

سفيه ويستحيي من الناس دينهم يطيش بخلق الله سحقا محرم

وأنت وخيل الله في أرض كربلا وكل نبي في عيونك ينتمي

تناجي الذي أسرى اليك جهاده وفيك استوى في رحلة للمعظم

وتلك سنين دكدكتها خديعة لتسرق قسط الخير في ظلم أعتم

وانت هنا في كربلاء مكبر تصلي وفي كفيك حلم مسلم

ودارت حواليك الخيام كأنها مراتب في بحر شواطيه في دمي

وتتلوا لها والفجر والوتر إنني أبي وهذا مذبح فيه أرتمي

أوزع من نفسي ملامح فتية وتوردها للموت في ثوب عندم

وشيباتنا البيض الحسان بحبها علياً تغذ القول في نبهة الكمي

إذا صرخ العباس زلزل كربلا وهد بها سيل الصليل المقرم

وأنهى مدير الأمسية الشاعر محمد الحمادي اللقاء بمقاطع أدبية رائعة تعبر عن تعلق الجماهير العطشى للحرية بعاشوراء واستلهامهم منها دروس الإباء والنضال.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد