منتدى الثلاثاء يحتفئ بذكرى نبي الرحمة “ص”

4٬028

وسط أجواء مفعمة بالحب والوفاء احتفاءا بمناسبة حلول ذكرى مولد نبي الرحمة (ص) وبمشاركة شعراء وأدباء بارزين من المملكة والبحرين والسودان وسوريا ولبنان وفلسطين، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي أمسية شعرية مساء الثلاثاء 18 ربيع الأول 1437هـ الموافق 29 يناير 2015م، أدارها الشاعر علي الشيخ، وحضرها عدد من المثقفين والشعراء والكتاب.

قبل بدء الأمسيىة، وكعادة المنتدى في تكريم الشباب المنجزين من أبناء المنطقة والاحتفاء بهم، تم تكريم الشاب عبد الجبار عبد الرزاق الحمود نظير مشاركاته في المحافل العلمية الدولية حيث استعرض مشروعه العلمي عن استزراع النباتات بالتاثير على تركيبتها الوراثية بصورة غير ضارة بالصحة وتكون قابلة للنمو في مختلف البيئات المناخية. كما شاركت الفنانة أحلام المشهدي، حيث قدمت تجربة فريدة ومميزة في معرض المنتدى أسمتها “حكاية حب” شملت العديد من اللوحات الفنية التي تعبر عن واقع المرأة وقضاياها.

وعرض فلم قصير يعبر عن ترحيب الكنديين بالمهاجرين السوريين وترديدهم لأنشودة “طلع البدر علينا”.
وكان من أبرز المتحدثين الأستاذ هشام الطيب بركات، من السودان الذي افتتح اللقاء منشدا بعضا من الأبيات في مدح المصطفى (ص)، ومستعرضا بشكل موجز أهم الفعاليات التي تقام في السودان بهذه المناسبة ومعددا أشكال الاحتفالات والعادات الشعبية والأناشيد التي تلقى في هذه المناسبة وعلى مدى اثني عشر يوما، حيث يطلقون على شهر ربيع الأول شهر الكرامة. كما تحدث أيضا الأستاذ حسين عيتاني من لبنان عن مشروع “مؤسسة أديان” ودورها في تقريب المفاهيم الدينية المشتركة المتعلقة بالتسامح والتعايش والمواطنة واستلهتم الدروس من مبادئ وقيم الأديان السماوية، واستعرض برامجها وأنشطتها التثقيفية والتدريبية والأكاديمية.

أول فرسان الأمسية كان الشاعر باسم العيثان الذي أطل على الحضور بقصيدته الرائعة “هزني الليلة طاريّك”، شملت مدحا في الرسول (ص) ومقاربة لمضامين رسالته من محبة وسلام وتراحم ووضع الأمة الحالي من حروب وتكفير وتمزق وانشقاق. وأطرب الحضور بلهجته المحلية حيث جاء فيها:

هزني الليله طاريكّ واجيت آنه الهج بذكرك إجيت

اتنفسك يهواي أشم بكل نفس عطرك إجيت

وكل عضو من عضاي بحروف الوفاء يخبرك
أحبك.. يا رسول الله …واجينا على الوعد جينا
إجينا انجدد الذكرى … يمن ذكراك تحيينا
ردت جاهلية القوم … بعدك بالجهل سارت
والوحدة اللي لمتنا بحياتك … عقب الأحزاب هالصارت

بعدها القى الشاعر فريد النمر قصيدته المعنونة “أزلْية في مولد الحب”، حيث تألق في وصف مكرمات الرسول بلغة شاعرية رقيقة، ومما جاء في رائعته:

اسْكُبِ الحَبّ مَوسِمَا أَزَلَيّا … وَانْقِشِ الذّاتَ مَرْفَأ أَبَدِيّا
وَاْعْتِقِ الكّوْنَ بالسَناءَاتِ عِشْقا … يَمنحُ الدّهرَ مَوعِداً مَقدِسِيّا
يَا سَمَاءاتِ تَبعَثُ النّورَ رُوحَا … في نِطَافِ الوّجُودِ خَفْقاً خَفِيّا
أنْتَ وَزّعْتَ للهَوَى نَبْعَ مَاءٍ … سَالَ مِنْهُ الزّمَانُ ثَغْرَا ثَرِيّا
وَتَعَالَيْتَ تَخْلُقُ الهَمْسَ حِسَاً … عَانَقَ العَرْشَ مَبْسَمَاً غزليّا
لَمْ يَكُنْ شَيْءُ فِيْ الوّجُودِ يُغَنّي … فَاصْطَفَاكَ الإلَهُ لَحْنَا شَجِيّا
وَاجْتَبَاكَ الحَيَاة تحيِ حَيَاة … فَاسْتَوَىْ المَاءُ فِي يَدَيْكَ نَدِيّا
فَتَجَلَّى في قَطرِهِ الحُبّ سِحْراً … كُلّ غُصْنٍ قَدْ عَادَ مِنْهُ فَتِيّا
أَنْتَ عَلّمْتَهَا الشُعَاعَاتِ تَطْفُوْ … حِيْنَ أَهْرَقْتَ كَأسَهَا عَبْقَرِيّا
فَاسْتَفَاقَتْ تُلَمْلِمُ النّوْرَ فَجْرَا … مِنْ سِجُودِ النّجُومِ حُلْمَاً شَهِيّا
وَتَمَشّتْ عَلَى الضّيَاءَاتِ تَهْوَى … رَشْفَةَ السُكْرِ مَعْبَرَا سَرْمَدِيّا

اعتلى المنصة بعد ذلك الشاعر أحمد العلوي (من البحرين) الذي ألقى قصيدة ثرية في معانيها وألفاظها تحت عنوان “سهرة في بيوتات الشِّعب”، أعجب بها الحضور لتناولها صفاته عليه أفضل الصلاة والسلام وتأكيد محبته وعشقه. ومما ورد في القصيدة:

دهشة تستفز صمت السهارى … وهدوء يمارس الانتشارا
لحظة يصمت الزمان ويبقى … ثغرك الغض ينفخ المزمارا
كيف تخضر دمعة فوق خديك …. فهل كنت تذرف الأزهارا
الجراب التي تخيط الليالي …. ترفع الجوع تقرع الأدوارا
يخجل الماء فوق ظهرك حتى …. أغمض الطرف واستحق الجرارا
هيئ الشعب وابتكر منه طفلا …. علويا يشف وجه الحيارى
وافترش ضفتيك يثما وقمحا ……. يالقلب يسرح الأنهارا
هاهنا يصدأ الجدار ويبقى ……. وجهك المصطفى يضيئ الجدارا

وشارك الشاعر أديب أبو المكارم بقصيدتين عنونهما “بوح الغرام”، و”ذكرى حبيب”، تناول فيهما التأثير العاطفي في محبة الرسول (ص) ودوره النهضوي لإحياء الأمة الذي يطرأ على الشخص المحب للرسول(ص)، وجاء في قصيدته:
نفسي أنا في الحب جد طويل … لا اللوم يثنيني ولا التعذيل
أهواك أهوى تربة تمشي بها … هي كحلة ونعال رجلك ميل
صلت بمحراب الفؤاد مشاعري … فالقلب من قدس الهوى مأهول
ووراءها تأتم كل جوارحي … ودعاؤها سر الولاء يطول
**
قد جئت والدنيا ظلام حالك …. فأنرتها يا أيها القنديل
عبدت دربا شائكا تمشي …. وينبت اثر خطوك سوسن ونخيل
وشهرت سيف العدل في وجه العدى … والظلم ولى عنك وهو ذليل

وتناول “في ذكرى حبيب” أجمل المعاني والألفاظ الرائعة في وصف النبي(ص)، ومن ما جاء في قصيدته الرائعة:

ذكراه تنشر في الآفاق أنوارا … وتفرش الأرض ريحانا وأزهارا
وتملأ الكون موالا ولحن هوى … وتستحيل بسمع الدهر أذكارا
محمد سيد الدنيا وبهجتها …. من تكتسي بهواه الروح أعمارا
من قلبه جنة لكنها فتحت …. للعالمين لتجري الحب أنهارا

اعتلى المنصة بعد ذلك الشاعر ياسر طويش (من سوريا) صادحا بقصيدته التي يمدح فيها الرسول (ص)، تحت عنوان “رسول الله جئتُ اليك أشدو”، ويقول في مطلعها:

رسول الله جئتُ اليك أشدو وكل مناي أنهل من هداكا
أتيتك عاشقا قلبا وعقلا وبي شوق عظيم إلى لقاكا
ألا رُحمى لبطن كنت فيها ألا نعمى لثدي قد غذاكا
ترافقك الغمامة حيث تمضي لتكرمها بأنسام شذاكا
وأسرى الله فيك إلى علاه لسدرة عرشه لما دعاكا
عليك الله صلى يا حبيبي وسلم الف طوبى لرباكا

الشاعر حبيب المعاتيق نفث تجربته التفعيلية مستثمرا هذه اللحظات الوجدانية في مدح نبي الرحمة (ص)، حيث شارك برائعتين من روائعه وهما “بهيا يا رسول الله”، و “في الساجدين”، وجاء فيهما:

حملتك لو خافقي مسعفي بهياً على هالة الأحرفِ
وطفت بقلبي بين الغمام أروّيه من حسنك المترفِ
لأستعصر الغيم ما استعصرت بوجهك في الزمن المعجفِ
تجليت لي فوق سقف الغرام، متى أعترف الحب بالأسقفِ
وجنح معناك بي حيثما بدا الكون رهن على موقفي
كأني بما حلقت بي القصيد أضم العوالم في معطفي
**
كرحيق الزهر المعجون بخمر الجنة
قلبه الله صُبابة ماء
أودعها الباري ما شاء من وهج النور الأزهرْ
وأماقي لؤلؤةِ أسكنهُ كانت خضراء
زرعت بازاء العرشِ تسبحُ طاهرة
فنسكبت في الصلب الأطهر

ثم ترجل للمنصة الشاعر أحمد رضي (من البحرين) حيث تألق في وصف مكرمات الرسول (ص) وذكر مزاياه بلغة شاعرية رقيقة سيالة مجردة من المعاني المعقدة. ومما جاء في رائعته:

قلبي وعينك دمعة وسؤالُ وهواك أدفئُ ما حكى الموالُ
ويقال أن الحب كان عقيدةً للبائسين كأدمعي ويقالُ
أوليس أصدق مايبكينا الهوى هو هكذا أذ يعشق الصلصالُ
والحب أنفاسي أدمنتها حزناً لهذا ضحكتي ولوالُ
ياسيدي وأنا إليك مسافة ليل يعتق صمته الترحال
وحدي أسافر وارتباك حكايتي سهر .. دفاتر أدمع .. آمال

وكان ختام المسك للأمسية قصدية الشاعر مصطفى أبو الرز (من فلسطين)، حيث ألقى قصيدته “طه أتيتك واجما”؛ بلغة رقيقة جذابة واضحة المعاني. جاء في مطلعها:

طه أتيتك واجما أترددُ ماذا بمولدك العظيم سأنشدُ
تأبى القوافي أن تطيع قريحتي هل تبصر الطير الجريح يغردُ
تغلي الجوانح بالهمام وبالأسى لكن حرفي في فمي يتحمدُ
عذراً إذا ما جئتُ انفث حسرتي عز القصيد وإن يحل المقصدُ
عجبا تحار له العقول فهل نرى للجاهلية عودة تتجدد
من بعد أن نشر النهار ضياءه الليل في اوطاننا يتسيد
وتمد أجنحة الظلام ستائرا يمتد ما فوق البسيطة سرمد

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد