موضوع العنف في المجتمع على طاولة منتدى الثلاثاء الثقافي

4٬540

بعد تصاعد حالات العنف في المجتمع ومواصلة لدوره الريادي، نظم منتدى الثلاثاء الثقافي لقاءا حواريا مفتوحا ضم نخبة من شخصيات المجتمع تحت عنوان “العنف في المجتمع: المسببات والأضرار” وذلك مساء الثلاثاء 15 جمادى الآخرة 1438هـ الموافق 14 مارس 2017م. وقبيل الأمسية وضمن الفعاليات المصاحبة للندوة، تحدثت الفنانة دعاء المسكين عن تجربتها الفنية وتطلعها للعالمية من خلال بداياتها كهاوية للفن التشكيلي، وتناولت أبرز ملامح أعمالها الفنية التي عرضت بعضها في المنتدى. كما تحدث الأستاذ السيد مصطفى الشعلة للتعريف عن مبادرة “فزعة أهل” التي تأسست مؤخرا لمساعدة العوائل المتضررة من فيضان مياه الأمطار وتهيئة ظروف أنسب لهم، معتبرا المبادرة صورة إيجابية للتضامن المجتمعي حيث شارك فيها مئات المتطوعين.

أدار الأمسية عضو اللجنة المنظمة للمنتدى الأستاذ زكي البحارنة الذي افتتحها بكلمة رحب فيها بالحضور وأكد على أهمية القراءة الصحيحة للأحداث المتلاحقة كي يمكن الوصول من خلالها إلى فهم واضح ومعالجة ناجعة، وخاصة لأن العنف بدأ يستشري بصورة متسارعة وأصبحت له آثار وتداعيات خطيرة. كما تحدث راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب في كلمة افتتاحية حول العنف باعتباره مشكلة حقيقية شاخصة في مجتمعنا يجب مواجهتها ولا يمكن التهرب منها أو التغاضي عنها، وأن منتدى الثلاثاء الثقافي وإدراكا منه للآثار المترتبة عليها فقد خصص ندوة حوارية مفتوحة حول هذا الموضوع كي يفسح المجال أمام الجميع لطرح آرائهم في محاولة للوصول لخلاصات وتوصيات قد تساهم في لجم هذا الأخطبوط المارد وإعادة الأمن والاستقرار في المجتمع.

بدأ الأستاذ محمد المسكين بمداخلة تحدث فيها عن دور الجهات الفاعلة في المجتمع والقوى المؤثرة فيه، موضحا أن عوامل تصاعد العنف في المجتمع يعود إلى حالات نفسية وتأثيرات اجتماعية وثقافية وسياسية، مطالبا بقيام كل طرف له علاقة بدور فعال في مواجهة هذه الآفة. وفي مداخلته الموسعة، قدم التربوي والاختصاصي النفسي الأستاذ جعفر خزعل رؤيته حول موضوع العنف معرفا العنف على أنه ممارسة الضغط وسلب الإرادة وإجبار الآخرين على ما يكرهون، مضيفا أن من أبرز أسباب العنف التنشئة الأسرية الغير سوي والبطالة والجهل والتعصب. وأكد في مداخلته على أضرار العنف تتركز في انعدام الثقة بالذات وحدوث فتن في المجتمع مشيرا إلى أن جميع الديانات تحرم ونرفض ممارسة العنف، وأوضح أن من أساليب معالجة العنف دراسة الأسباب من خلال فهم المشكلة والتنبؤ بها والتحكم فيها، ونشر العلم، وتصحيح التربية الأسرية، وسيادة القانون.

وتناول الباحث الاجتماعي الأستاذ محمد الشيوخ مشكلة نمو وتشكل العصابات الإجرامية في المجتمع كأحد مصادر العنف وهم عبارة عن أفراد لديهم عصبية داخلية ورؤية ذات أهداف إجرامية وهي أخطر من الحالة الإجرامية الفردية، وأشار إلى أن هذه العصابات توجد لها نسقا إجراميا كنمط سلوكي يتسم بالعنف ويمارس ضد بقية أفراد المجتمع. وأوضح أن من سمات هذه العصابات التماثل في التفكير والبيئة الاجتماعية وتكون ذات مستوى تعليمي متدن، كما شرح آلية معالجة هذه المشكلة من خلال حزمة متكاملة تشمل الأبعاد الأمنية وتقوية أدوات الروادع الاجتماعية. تحدث بعده الخطيب الشيخ محمد أبو زيد حول المشكلة باعتبارها أحد مظاهر الانفلات الأمني موضحا أن من مهام المجتمع ورموزه الثقافية تناول ودراسة هذه المشكلة والوقوف أمامها. وأوضح في مداخلته أن أسباب تنامي هذه المشكلة قد تكون ذاتية كالشعور بالنقص والعدوانية لدى البعض، أو اجتماعية وثقافية من خلال الثقافة العامة السائدة، أو سياسية وأمنية، وأكد أن على الدولة مسئولية كبيرة في معالجة هذه المشكلة وكذلك المجتمع من خلال مؤسساته الأسرية والتربوية، مشيرا إلى أن البعض يرى أن مشكلة العنف طارئة على المجتمع المحلي ولكنها مشكلة قائمة.

وانتقدت عضو المجلس البلدي الإعلامية عرفات الماجد تبرير حالة العنف السائدة في المجتمع تحت أسباب مختلفة، مشيرة الى ان ذلك يؤدي الى تحولها كظاهرة في المجتمع وانتشارها على نطاقات أوسع، وأكدت ان التربية تلعب دورا مهما في نشوء حالة العنف وان سلسلة اعمال العنف المتكررة في المجتمع ينبغي ان تواجه بقوة. ولفت الكاتب الشاب علي سليس الأنظار في مداخلته الى الاشكال المتعددة للعنف في المجتمع كالعنف الممارس في المدارس مؤكدا على أهمية توفر معلومات دقيقة تصدر من مراكز بحثية معتمدة ويتم الإعلان عنها بشفافية، كما أوضح ان مراقبة العائلة غير كافية على افرادها وان مواقع التواصل الاجتماعي لها تاثير كبير على شريحة الشباب وبصور متعددة. وبين الدكتور محمد الزاير ان العنف الممارس حاليا بعتبر سلوكا وافدا على المنطقة ومكتسب بسبب الاحتكاك المتواصل حيث ان طبيعة شخص المنطقة هو التسامح والهدوء. وأضافت الأستاذة غدير جواد ان من أسباب العنف الضغوط الاجتماعية المتواصلة وينعكس ذلك أيضا على سوء المعاملة مع الفئات الضعيفة والمهمشة في المجتمع.

وقال الكاتب والباحث الدكتور توفيق السيف انه اعتبر حمل السلاح واستخدامه والتهديد به حالة داعشية قبل سنتين وادى ذلك الى الاعتراض على كلامه بشدة من قبل اطراف اجتماعية عديدة، وأكد ان حمل السلاح خطأ يصل الى درجة الجريمة حتى لو لم يتم استخدامه حيث ان هدفه ترهيب الآخرين. وانتقد بشدة التبرير بان حمل السلاح رد فعل على مواقف الآخرين ومن بينها الدولة بانه قد يتحول لتبرير مجرم وهي نفس التبريرات التي يطلقها الجماعات الداعشية والتي تحمل افكارها او تمارس سلوكها. واستعرض بالتفصيل تجربة الحرب الاهلية في الجزائر وما جرته من ويلات على المجتمع الجزائري بسبب ردة فعل الإسلاميين تجاه العسكر الذي قام بانقلاب عليهم بعد فوزهم الكاسح في الانتخابات التشريعية، مؤكدا بأن علينا ان نكون جميعا يدا واحدةً لايقاف نهر الدم وعدم القاء اللوم على الاخرين لأننا كمجتمع نحن اول من يتضرر من حالة العنف التي اعتبرها صراع عابث وحرب كارثية.

وتحدث الإعلامي محمد التركي بأهمية استشعار المجتمع لمخاطر العنف حيث اصبح كل من ينبذ الإرهاب مهددا بالخطر ونحناج لراي جمعي موحد ضد العنف. واكد الأستاذ عيسى العيد على ضرورة الاعتراف من قبل المجتمع بانتشار حالة العنف وعلى أهمية انخراط الشباب في مؤسسات تحقق لهم المكانة والقدرة على التعبير عن ذواتهم. وقال الأستاذ احمد الخميس بان العنف قد يستخدم وسيلة من قبل البعض لتنمية واثبات الذات وأن هناك من يدعو للعنف القائم على الأيدلوجية. وأكد الشيخ حسين القريش على أن هناك رغبة أجتماعية لمعالجة حالة العنف ولكن يعيقها التردد والحذر وغياب الأرادة الجادة، أما الأستاذ محمد المصلي فختم المداخلات بتأكيده على أن المجتمع كانت تسوده حالة السلم والتسامح وأن الأعلام بطرقه المختلفة أصبحت له آثار سلبية كثيرة على الأفراد.

وختم مدير الندوة الأمسية الحوارية بالتأكيد على رفض المجتمع لحالة العنف وأستعداد أبنائه للمساهمة في الحد منها بالشراكة مع الجهات المسؤولة والمؤسسات الأهلية مؤكداً على دور الخطباء والمثقفين في هذا المجال.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

التقرير على اليوتيوب:

 

المحاضرة الكاملة:

https://youtu.be/1oPbSlPFyDk

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد