العباس يعالج العلاقة بين “المؤسسة” والمثقف

3٬335

وصف الناقد محمد العباس “المؤسسة” بأنها قد تكون المؤسسة السياسية أو الدينية أو الأكادمية أو أي تجمع آخر “حتى الإنسان بمفرده قد يشكل مؤسسة مستقلة، ينطبق عليها الوصف نفسه.” وقال في ورقة ألقاها في ثلوثية جعفر الشايب، الثلاثاء المنصرم، في عنوان “إعادة إنتاج المثقف أو المثقف المعاد إنتاجه”، إن النخب عينها التي تفننت في الإجهاز على مقوقمات المثقف، في السنوات الفائتة، تحاول الآن استعادته إلى الحياة “بمواصفات تتلاءم مع متطلبات وشروط اللحظة”. واستشهد بالعملية المعقدة أو شبه المستحيلة كما وصفها بـ”إعادة إنتاج المثقف المؤسلم الذي كان يدق المؤسسات، لتبديد أي جهد تنويري حقيقي، تحت عناوين مضللة أرادت توصيف ذلك المد الأصولي بمعنى “الصحوة”.
وأشار العباس إلى أن في كل مشهد ثقافي عربي، “فصيلاً من المثقفين المنبوذين”. وأعتبر أن المثقف “حالة فردية لا تشكل خطراً على المؤسسة، بل يمكن إحتواء نزقها وإنهاكها بآليات مختلفة لاحقاً، ومن هذه الآليات، المثقف المدجن الذي يعمل لصالح المؤسسة، بمهام تنحصر في إفتعال المعارك الهامشية، لمشاغبة الفصيل الثقافي المضاد.” وركز العباس على أن المؤسسة تروج لهامشية اليومي، “وتصر على أن تتعاطاه كأصل، بحيث تحصر الثقافة في شكل المنتج الثقافي من قصة وشعر ورواية، بما يعني تدمير المعنى الوظيفي للثقافة، والعمل على ترويج ظاهرة مثقفي المهرجانات وحاصدي الجوائز التكريمية”.
ويضيف العباس أن ما ينجم عن هذا النوع من الحصر للثقافة، هو إحياء فصيل رديء من المثقفين، الذين يتنازلون عن دورهم الفعلي، بمناهضة أسمية لقاء مصلحة خاصة تتصدق بها المؤسسة”.
وفي رده على السؤال، حول إمكانية إنتاج المؤسسة للمثقف، بدلاً من تدجين الأصوات الناشزة، قال إن المثقف لا يمكن إنتاجه، بل تعمد المؤسسة إلى محاولة تدجين الأصوات الناشزة والمخالفة لتوجهها، واستتابة المثقفين المهزومين القادرين على تغيير أفكارهم والمتاجرة بـ”خبراتهم كرأسمال رمزي لتأكيد شرعية المؤسسة”. في توضيح أن تلك النخب الثقافية، أو المصعّدة كظواهر إعلامية، “تتحول إلى حجة تضغط بها المؤسسة على الناشر من المثقفين، لتأكد حتمية مفهومها السلطوي”.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد