بالحمر والدهان: رؤية المملكة تطرح الفرص المحفزة أمام جيل اليوم

698

شدد رجال أعمال حضروا ندوة «رجال الأعمال والمجتمع.. الدور المتبادل والمسؤولية المشتركة» التي أقامها منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف الأسبوع الماضي، على صحة القرارات المهمة التي اتخذتها المملكة بشأن السوق، مؤكدين أنها إجراءات عملية تكافح وتحد من التستر، ما يفتح المجال أمام السعوديين للعمل الحر أكثر ويعزز الاقتصاد الوطني، وحل رجلا الأعمال سالم بالحمر، وفؤاد الدهان ضيفين على المنتدى، إذ نقل الضيفان تجربتهما في حوار شيق أداره حبيب محمود، وبدأ الحوار تساؤل «من أين لك هذا» ليستفز الضيفان في إجابات حملت العمق الاقتصادي والشرح المفصل عن البدايات لكل منهما، ما يفتح مجالات للاستفادة من هذه التجارب الكبيرة اقتصاديا.
وتحدث بالحمر بأن بركة الله ثم الجهد الكبير الذي بذله والده في العمل التجاري ساعده أن يكوّن نفسه ضمن أسرة تعمل في المال والأعمال، وذكر أن بدايته انطلقت بدعم من والده برأس مال محدود قبل أربعين سنة، وفي ذات السياق تحدث الدهان بأنه من أبناء الجيل الثاني لمسيرة العمل التجاري الذي بدأه والده وعمه قبل أكثر من خمسين عاماً حيث تواصل الجهد من أجل التطوير والتوسع، كما تحدث الضيفان عن سيرة المؤسسين للعمل التجاري من أسرتيهما.
وتطرق الضيفان إلى آليات حماية وضمان استمرارية الشركات العائلية مستقبلاً مع الأجيال اللاحقة، وقال بالحمر: «إن طموح الأمس الذي تركز على التوسع وجمع الثروة يختلف عن أهداف اليوم، والذي يحاول أن يعمل على خطين متوازيين، الأول هو تأمين الآخرة بالصدقة الجارية فقد تم العمل على تأسيس جمعية خيرية إضافة إلى تخصيص نسبة من إجمالي الشركة كوقف للأعمال الخيرية، أما الخط الثاني فهو تحويل الشركة الأم إلى شركة قابضة يشترك في إدارتها وأنشطتها كل الورثة بنين وبنات، مطبقة نظام الحوكمة وميثاق الأسرة منتقداً في هذا الصدد إزاحة البنات من الشراكة».
ورأى الدهان بأن وقوع الخلاف أمر وارد لكنه نبه إلى ضرورة إدارة الخلاف والحيلولة دون تطوره أو استمراره، مؤكداً ما ذهب إليه سالم بالحمر أن العمل على تأسيس شركة قابضة هو من أكثر الوسائل التي تضمن استمرار العمل التجاري في قادم الأيام للأسرة.
وشدد الضيفان على أهمية الشراكة المجتمعية، إذ قال بالحمر: «مهما قدمنا للمجتمع من خدمات فلن تكون كافية»، موضحاً أن دعم المجتمع يأتي مرة بالمال ومرة بالأفكار ونقل التجربة والنصائح، مشدداً على أهمية مبدأ العطاء في مجال التنمية وعدم الاقتصار على مجالات العبادة، مؤكدا على أهمية انتشال المحتاجين من وضع المساعدة إلى وضع الإنتاج وتجاوز الفقر، مشيراً إلى أن رجل الأعمال غالباً ما يشغله أين وكيف يصرف المال؟، غير أنه أكد على حسن العرض والتسويق للأعمال الاجتماعية بما يدفع رجل الأعمال للمساهمة في أعمال الخير.
وتحدث الدهان عن تجربة شركتهم في توظيف المواطنين كأحد روافد المسؤولية الاجتماعية إلى جانب المساهمة في أعمال الخير الأخرى، مشيراً إلى أنهم نجحوا في تغطية 80 % من حاجة الشركة للموظفين من السعوديين في فروعهم المختلفة، وذكر بأن ثقافة رجل الأعمال تجاه المسؤولية الاجتماعية تعزز ثقافة الواجب الإنساني والشراكة في نهضة المجتمع.
وتطرق الضيفان إلى الظروف الاقتصادية الراهنة، إذ أفاض الدهان بالحديث حول ما يوفره رحيل العمالة الأجنبية وانسحابها من السوق من فرصة اقتصادية كبيرة، داعياً الجادين من الشباب إلى ملء الفراغ كل حسب رغبته في نوعية النشاط الاستثماري والخدماتي، وتجاوز البحث عن العمل المريح والانطلاق بشجاعة إلى الفرص المتاحة في جميع المدن والمناطق والخروج من التقوقع في منطقته.
وفي هذا الصدد انتقد بالحمر أعمال التستر على العمالة الأجنبية التي تضر بالعمل الاقتصادي النظامي للوطن، مشيداً برؤية 2030 من حيث شموليتها ودورها في القضاء على الفساد بمختلف أشكاله، كما أوضح أن السوق في المملكة سهلة من حيث توفر الفرص وصعبة من حيث شدة المنافسة، مستطرداً القول إن فرصة الإحلال في المحلات المغلقة بسبب رحيل الأجانب تعد فرصة كبيرة لخريجي المعاهد والكليات الصناعية والمهنية داعياً للاقتداء بجيل الآباء الذين لم يؤثروا الراحة على التعب، ونبه الشباب إلى أن يولوا اهتماماً ببيئة العمل التي تدعم تخصصهم وقدراتهم، كما دعا للاستفادة من خبرات المتقاعدين وتنشيط دورهم في بث ثقافة حب العمل والصبر عليه.
وشهدت الندوة تكريم د. جنان المبيوق المتخرجة بمرتبة الشرف الأولى من جامعة أيوا بالولايات المتحدة الأميركية، وتكريم الشاعر والفنان منير النمر حضرها رجال أعمال من مناطق المنطقة الشرقية وحشد غفير من الحضور، وحل فيها كضيف شرف رجل الأعمال عبدالعزيز المحروس.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد