اصدر منتدى الثلاثاء الثقافي مؤخراً أصداراً خاصاً يوثق الحفل التكريمي الذي أقامه المنتدى في نوفمبر 2018م تكريماً للشخصية الوطنية الأنسانية السيد حسن العوامي.
السيد العوامي شخصية استطاعت أن تنقش لنفسها موقعاً في الذاكرة الوطنية من خلال الأدوار التي قام بها عبر تصديه للشأن العام وأياديه البيضاء التي كانت تصل الضعفاء من أبناء مجتمعه، وكذلك دوره كأديب صاحب عدة مؤلفات تناولت مواضيع مختلفة. لقد جاء اختيار منتدى الثلاثاء الثقافي هذه الشخصية لتكريمها ضمن برنامجه الذي يختار في كل عام قامة وطنية ثقافية لها حضورها عرفانا بحقها وتقديراً للدور الذي قامت به.
لقد اختار المنتدى توثيق هذا التكريم عبر هذا الإصدار الذي يقع في 160 صفحة إيماناً منه بالدور الذي لعبه السيد حسن العوامي وتأكيداً على أن هذا التكريم لم يكن وليد عاطفة، بل بأعتباره فعل يستحق التخليد وإيصاله للأجيال القادمة كي تتعرف على إحدى الشخصيات الوطنية التي تستحق التخليد لتكون نبراساً لهم.
احتوى الإصدار على عشر كلمات لشخصيات محلية معروفة ومتنوعة من مختلف الاتجاهات والأعمار ومن الجنسين، حضرت الحفل آثرت المشاركة بهذه الكلمات في هذه الاحتفالية التي كانت القطيف تواقة لها. كلمة المنتدى التي القاها راعي المنتدى أ. جعفر الشايب كانت في مقدمة الكلمات، الذي أشاد بجهود السيد العوامي وأكد على الاستمرار بالاحتفاء بالشخصيات الوطنية، أما كلمة للدكتور منصور القطري فقد أكد على أهمية كتابة السيرة الذاتية للسيد العوامي وأثنى على مواقفه الشجاعة في النقد الذاتي وحرصه ومثابرته في خدمة المجتمع. الأستاذة أمتثال أبو السعودعددت في كلمتها بعض الصفات المتميزة التي تمتع بها السيد العوامي مثنية على دوره في الاهتمام بشأن المرآة وأعماله الجليلة في هذا المجال على مستوى المنطقة.
بدوره أثنى فضيلة الشيخ حسن الصفار على تشجيع السيد العوامي كل أبناء المجتمع على تحصيل العلم والمعرفة والنشاط الاجتماعي دون محاذير، بل مقدمًا حتى وجاهته الاجتماعية خدمة لأبناء مجتمعه في هذا المجال، وفي الوقت نفسه نوه احترامه لكل الآراء مهما كان الاختلاف معها. أما أ. عصام الشماسي فقد أشار لعدد من المواقف الخالدة للسيد العوامي من خلال عمله الدؤوب لخدمة مجتمعه وحرصه الشديد على المتابعة وسخاءه الوجداني والمادي وتقبله للنقد. توسط هذا الإصدار قصيدة للشاعر علي آل مهنا القيت في الحفل، ثم كلمة للأستاذ السيد عدنان العوامي بعنوان مرافعة وليس شهادة، بدأت كأنها مقطوعة أدبية مطعمة بعدد من الابيات الشعرية ثم عدد بعض المواقف السخية والشجاعة والتنويرية للشخصية المكرمة. حوى الإصدار أيضا قصيدة بالمناسبة للاعلامي حبيب محمود، ثم كانت كلمة الختام للمهندس زكي العوامي أبن السيد حسن العوامي شكر في الحضور وخص بالذكر أعضاء منتدى الثلاثاء كاشفاً عن خصلتين لوالده هما تأثره العميق من أي إساءة للمرآة رغم القوة المعروفة عنه في مطالباته الوطنية، والثانية هي وروح الفكاهة التي تملأ روحه وقلبه.
ضم الإصدار أيضا تسعة مقالات تشيد بالشخصية المكرمة تم نشرها سابقاً في عدة صحف محلية، وكذلك عشرون كلمة موجزة في حق الشخصية المكرمة من قبل من عدد من الفضلاء والشخصيات الاجتماعية والأدباء والمثقفين إضافة لكلمة سائقه الخاص الذي خدم معه ما يقارب أربعة عقود. ضم الأصدار أيضا عدد من الصور الفوتوغرافية التي توثق الحفل وتقديم عدد من الدروع التذكارية من قبل وجهاء المنطقة تقديراً للسيد حسن العوامي رحمه الله، الذي وصفه أحدهم: –
كان في الخط اذا مرت به أزمة ما كان فيها الجازعا
يفزع النخبة من أترابه بيته المفتوح كان الجامعا
لم يكن قشراً وفي نبضاته وطن يحكي وكان الرائعا
أن تكريم شخصيات عملت لأجل هذا البلد هو أحد علامات الصحة والوعي المجتمعي، وتوثيق مثل هذا الاحتفاء هو ضمان – إن شاء الله – لبقاء بلدنا أرضاً خصبة لاستزراع وأنتاج المتميزين بل وتشجيعهم ودعم مسيرتهم حتى تستمر مسيرة العطاء من جيل لأخر، «وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ».