عمران: منتدى سيهات لم شمل المثقفين بـ “الرحلة الثقافية”

3٬387

جانب من ندوة القصة القصيرة
جانب من الندوة
أكد أعضاء منتدى القصة بسيهات على أهمية الارتباط بالمجتمع، وأن القصة إنما هي مدخل فني ينبغي استغلاله في العمل على تفعيل المجتمع والدخول في فعالياته.وقال الزميل القاص جعفر الجشي :إن منتدى سيهات للقصة القصيرة حاول أن يخرج عن إطار النخبة ولا يكتفي بالتعامل معها، ويدخل في المجتمع، بيد أن المجتمع لم يتقبل ذلك، حيث حاول أعضاء المنتدى الوصول إلى المجتمع من خلال أنشطة وفعاليات فضلاً عن دعوة الكثيرين للمشاركة لكن كثيراً من المحاولات باءت بالفشل. واشتد النقاش في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف الذي استضاف أعضاء منتدى سيهات للقصة الثلاثاء الماضي في ورقة بعنوان (القصة والمجتمع منتدى سيهات للقصة نموذجاً) بعد أن ابتعد أعضاء منتدى القصة (ضيوف المنتدى) في كلماتهم عن الحديث عن دورها في المجتمع، بيد أن أسئلة الحضور ومداخلاتهم أعادت الحوار حول هذه النقطة. وبدأ القاص فاضل عمران الحديث عن بداية المنتدى حيث ذكر أنه بدأ أواسط عام 1993م بثلاثة أعضاء هم جعفر الجشي وفاضل عمران وناصر النصر، واستمر لسنوات في حالة التجريب حتى بدأت مرحلة النشر الأولى لبعض الأعضاء. والتحق به أعضاء جدد، تأرجح عددهم بين النمو والنقص، لكنه ظل يتنامى في وعي أعضائه ومقدار مشاركاتهم الاجتماعية والثقافية في المنطقة.
وأضاف المنتدى لا زال يتعلم بحماس لا يقل حماسا عن بداية الانطلاق، بل انه حماس تؤطره الخبرة النابعة من الفعل اليومي.وأوضح الزميل الجشي أن حبهم للأدب والقصة بشكل خاص دفعهم لتأسيس المنتدى. مضيفاً أن البداية كانت جميلة لأنها عفوية وبعيدة عن النقاد، وأن سيل كتابة النصوص لا يتوقف، ولكن زيادة وعي الأعضاء وثقافتهم زادتهم حذراً في تقديم نصوصهم. وأشار إلى أن المنتدى اتجه بعدها لتقديم بعض نصوص القصة القصيرة لكتاب عرب وأجانب لعدة أسباب أهمها التعويض عن النصوص التي تحرج البعض تقديمها.
وأضاف: المنتدى صار نقطة انطلاق لتقديم أفكار لتطوير الساحة الثقافية والفكرية بشكل عام مع تخصيص مساحة لتناول النصوص الجديدة لرواد المنتدى الذي يعتبر همهم الأكبر. وأنه أصبح حاضناً للأفكار العلمية التي تمس المجتمع الثقافي في المنطقة الشرقية، بعد أن لم شمل مثقفي المنطقة والمملكة والخليج فيما سماه (الرحلة الثقافية). وذكر الجشي أن فعاليات المنتدى تتمثل في اللقاء الأسبوعي الذي يتناول بعض النصوص الروائية أو القصصية، والإشراف على الرحلات الثقافية وإدارتها. وتناول المعوقات التي تواجه المنتدى حيث ذكر أن ضعف اهتمام المجتمع بالأدب والفن، وسلبية المثقف نفسه بسبب تعامله مع الأدب كوسيلة للوجاهة والمكانة الاجتماعية، وليست إبداعاً يبرز قيم المجتمع، إضافة إلى عدم نشر إصدارات الكتب والروايات.ورحب العضو عيد الناصر بفكرة اللقاءات الحوارية العامة حول القصة القصيرة في كلمته المختصرة، وتحدث عن بعض جوانب التعثر في هذا المجال.
ورفض أعضاء منتدى القصة فكرة إنشاء موقع الإنترنت رداً على بعض الحضور الذين اعتبروا أن الموقع أساسي للتعامل مع المجتمع، حيث أتفق الضيوف على أن الموقع لا يمثل أي فائدة في ظل وجود مواقع مهمة وفي مقدمتها موقع “القصة العربية”، إضافة لضعف الإمكانيات المادية والداعمة، وأن عمل موقع عادي لا يمثل طموحهم.وبين جعفر الجشي في رد حول قلة إنتاج الإصدارات لأعضاء المنتدى، أن عدد الإصدارات جيد، حيث ذكر بعض الأسماء التي أصدرت عدداً من المجموعات القصصية، مضيفاً أن خلافات الأعضاء عطلت نشر مجموعة تشمل قصصهم. واعتبر فاضل عمران الإنتاجات المكتوبة جهودا شخصية وتعتمد على القاص نفسه، وأن المبدعين لا يهدفون جميعهم لإصدار مجموعات قصصية.
وأوضح عيد الناصر أنه يجب على القاص التمهل في إصدار مجموعة معلقاً على أحد الإصدارات بأنه قاموس للأخطاء، فيخطئ في حق الأدب وفي حق نفسه. معتبراً أن الحكم على النصوص الأدبية هي أمور شخصية مستدلاً بكاتب روسي أخرج شكسبير من الأدب، معلقاً في ذلك على مداخلة إبراهيم الشمر الذي اعتبر نفسه (عضوا مؤسسا بمنتدى سيهات للقصة القصيرة) الذي قال: في العقد الأخير طبعت الكثير من الكتب بالقطيف ولكنها كانت كمية وابتعدت عن النوعية، ناصحاً أعضاء المنتدى بعدم التسرع في النشر. وعن وجود العنصر النسائي ذكر الجشي أن ثلاث عضوات كن في المنتدى، ولكن بدون حضور لعدم توفر مكان لهن.
وأكد الناقد والزميل أحمد سماحة في مداخلته لسؤال أحد الحضور أن هذا الزمن زمن الرواية وليس زمن القصة القصيرة والشعر، بسبب ظهور الفضائيات مستدلاً باختفاء الشعراء العظماء خاصة بعد رحيل الجواهري وعدد من عمالقة الشعر.وذكر عيد الناصر في رده على سؤال حول تدمير المجتمع من خلال التأثر السلبي لبعض القصص والروايات، أن أي كلمة تكتب أو تقال لها جوانبها السلبية والإيجابية، وأن ألفاظ الفحش مدمرة للكاتب أكثر من المجتمع الذي يملك حواجز وموانع، مضيفاً: يجب أن يكون للكاتب ضمير حي ليحمي مجتمعه ووطنه.
وأكد الجشي في نهاية الندوة عدم وجود إحباط لدى الأعضاء وقال رداً على تساؤل لسنا محبطين من عدم تفاعل المجتمع معنا. وأضاف: أن مثقفي القطيف لا يخرجون عن حدودها ولا نشاهدهم في أي فعاليات ثقافية خارجها، رداً على قول أحد الحضور بأن الإعلان للمنتدى ضعيف، وأن المنتدى مقصر في هذا الجانب.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد