المسلمون في اليابان 70 ألفاً…معظمهم في مدينة كوبي

3٬331

يظن المرء أن اليابان بلد يخلو من المسلمين، لكن الوقائع التي لا يدركها إلا المشاهد بعمق للمشهد الياباني هو وجود قرابة “70 الف مسلم وفق ما تم إحصاؤه في العام 2005، وبلغ عدد المصليات أكثر من 60 مصلى، إضافة إلى 15 مسجداً”، بحسب الدكتور ساتورو ناكامورا في محاضرة القاها في منتدى الثلاثاء الثقافي في محافظة القطيف تحت عنوان “الاسلام في اليابان”.
وأدار الندوة المهندس عبدالله مكي القروص الذي قام بترجمة وتأليف كتب عدة عن اليابان ملقياً الضوء حول الوضع الاجتماعي والتقاليد والأعراف السائدة في اليابان. كما ألقى راعي المنتدى جعفر الشايب كلمة أكد فيها أهمية التعارف والتبادل الثقافي بين المجتمعات الإنسانية، متمنياً من الحضور أن يتعرفوا من خلال هذه الندوة على المجتمع الياباني وما يدور حول الإسلام هناك.
وتناول الدكتور ناكامورا موضوع كيفية دخول الإسلام إلى اليابان موضحاً أن أول من أدخل الإسلام إلى اليابان هو هاكوسيكي آرآئي، وأن أول مسلم ياباني هو تراجيلو ياميدا والذي أسلم في تركيا بسبب حادث سفينة تركية في العام 1890م إذ تبرع اليابانيون للضحايا وقام ياميدا بحمل هذه التبرعات إلى تركيا ومن خلالها تعرف على الإسلام. كما ذكر الضيف أن بونهاشتيرو أريغا قام بزيارة إلى ممباي وأعجبته صلاة المسلمين التي يؤدونها في أوقات محددة ومتكررة ولذلك أسلم.
ولفت المحاضر إلى أن أكثر المدن التي يتركز فيها المسلمون هي مدينة كوبي واشار ناكامورا إلى إن أول مسجد بني في اليابان في مدينة ناغويا في عام 1931م، والثاني في مدينة كوبي، والثالث في مدينة طوكيو في عام 1973م. وقد ساعد اللاجئون من مسلمي آسيا في بناء مسجد مدينة كوبي الموجود حالياً ومنذ الثلاثينيات. واضاف “وقد أسست جمعيات خاصة بالمسلمين قبل الحرب العالمية الثانية، وبعدها اجتمع المسلمون اليابانيون المنتشرون في دول آسيا وأسسوا جمعية المسلمين اليابانية، وقد قامت هذه الجمعية بإرسال بعض الشباب الياباني إلى جامعة الأزهر بين عامي 1957 و 1965م، كما قامت الجمعية كذلك بإرسال طلبة إلى دول الخليج عام 1970م وبعدها إلى إيران واندونيسيا وماليزيا. كما نوه بأن “الاسلام يأتي بعد المسيحية كما يوجد ديانة الشنتو وهي ديانة محلية، والديانة البوذية التي أتت من الهند عبر الصين والديانة البشنشوكية وهي نمط من التفكير ومنه المنطق”
ثم تحدث ناكامورا عن العلاقات السعودية اليابانية مستذكراً “مبادرة وزير الخارجية الياباني كونو في عام 2001م والتي أعلن فيها عن نية اليابان تقوية العلاقات مع المملكة وذلك من خلال تشجيع الحوار مع العالم الإسلامي، وتطوير العلاقات الاقتصادية، والاشتراك في حوارات سياسية، وقام رئيس الوزراء هاشتموتو ريوتارو في عام 2003م بزيارة للمملكة واقترح من خلالها إقامة منتدى الحوار العربي الياباني بين السعودية ومصر واليابان، والذي أسفر عن انعقاد ثلاثة اجتماعات الأول في طوكيو، والثاني مصر، والثالث في الرياض”.
وتطرق إلى بداية تدريس اللغة العربية في اليابان،”بعد أزمة البترول في فترة السبعينيات بدأ اليابانيون يدرسون اللغة العربية”، ولفت إلى أن “أول ترجمة للقرآن الكريم كانت بيد أساتذة المسلمين وبمساعدة مالية من رابطة العالم الإسلامي والتي تهتم بأنشطة جمعيات المسلمين اليابانية وتقوم بتزويدها بالكتب الإسلامية، وفي فترة السبعينيات درس اليابانيون تاريخ وثقافة الإسلام بشكل مكثف”. وأضاف “في فترة الثمانينيات زاد انتشار الإسلام بسبب زيادة نسبة زواج اليابانيات من رجال الأعمال المسلمين حيث أنه في مرحلة نمو الاقتصاد الياباني قصد كثير من رجال الأعمال الباكستانيين والإيرانيين اليابان”.
وأشار إلى أن المشكلات التي يواجهها المسلمون اليابانيون تتمثل في مشكلتين رئيسيتين هما: تعليم الأولاد إذ على رغم من وجود برامج التعليم في المساجد إلا أن ذلك لا يفي بالمطلوب، مضيفاًً أن حكومة المملكة أسست معهد العلوم العربية الإسلامية في عام 1983م وهو فرع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. والمشكلة الثانية المقابر ففي الدين الإسلامي يجب أن يدفن الميت تحت الأرض وتملك جمعية المسلمين اليابانية مقبرة إسلامية في محافظة ياماناشي والتي تبعد عن طوكيو حوالي 300 كيلو، مشيراً إلى أن الحكومة السعودية اقترحت بناء مقبرة للمسلمين اليابانيين.
وأوضح ناكامورا أن الإسلام يدرس في المرحلة الثانوية وتعطي خلفية تاريخية عن نشوء الدول الإسلامية المتعددة وعن مبادئ الدين الإسلامي العامة موضحاً أنه يقوم بتدريس بعض المواضيع المتعلقة بالثقافة الإسلامية وأن هناك حاجة ماسة لدى المجتمع الياباني للتعرف بصورة أكثر على مختلف قضايا المسلمين وبالخصوص القضايا السياسية الراهنة.
يذكر أن الدكتور ناكامورا حاصل على درجة البكالوريوس من جامعة طوكيو عام 1993م في الدراسات الأجنبية (لغة عربية)، كما حصل على درجة الماجستير عام 1998م من قسم الدراسات الإسلامية في معهد الدراسات الثقافية العالمية التابع لجامعة توهوكو، ونال درجة الدكتوراة عام 2002م من المعهد نفسه وكان عنوانها “تشكيل الدولة السعودية الحديثة وآثارها على البدو وسكان المدن”. أما في المجال العملي فقد عمل بين عامي 1994 و1997م مساعداً خاصاً في السفارة اليابانية في الرياض، إضافةً لعمله الأكاديمي وضمن المؤسسات الاجتماعية، ونشرت له أبحاث عدة منها: العلاقات السعودية الأمريكية، والإصلاحات الاقتصادية والسياسية في السعودية.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد