الدكتور سعد الناجم
عشرون عاما مضت على تأسيس منتدى الثلاثاء الثقافي، هذا المنتدى الذي ترعرع في بيئة متعددة الثقافات والمرجعيات والتطلعات والتموجات واستطاع ببرامجه وبحكمة ربانه الأستاذ جعفر الشايب أن يمخر به عباب بحر مليء بالمحاذير والتطلعات، ليؤسس فكرا ثقافيا تنمويا يجعل الآخرين يدركون أن الاختلاف سنة الحياة وأن التعدد قوة أي مجتمع ناضج مرتبط بالأرض وحريص على كرامة إنسانها وحقوقه المشروعة فان اختلفوا في الروي فهم متحدون في الانتماء للأرض والإنسانية الجامعة.
جاءت برامج المنتدى شاملة لمختلف المسارات وملبية طموح الكثيرين شيبا وشبابا، نساء ورجالا، فكما للأدب والتراث نصيب فللدين والفلسفة والاقتصاد والتاريخ نصيب مثله وللفن بكل أنواعه نصيب مواز. لقد نحا المنتدى اليوم صوب الإنتاجية بطبع كتب ندواته ومواضيع طرحه وأمسياته لتكون سجلا حافلا بإنجازاته وعلامة توثيقية لأدائه وتحقيقا ولو مرحليا لبعض تطلعاته.
ولا شك أن هذه المسيرة وراءها عقول استقطبت، واستشارات وظفت، وأماني تحققت، لذا بسقت بأغصان إشراقة التطوير بأفكار سوف سترى إن شاء الله في برامجها لهذا الموسم النور، وتطلعات سوف تخرج هذا المنتدى إلى فضاءات أخرى مكانية وموضوعية وتشاركية مع المجتمع بكل فئاته وفي مختلف مناطقه.
إن منتدياتنا الثقافية أدوات تغيير هادئة، حرة الحركة، حذرة المسيرة، تبني الإنسان وتطور المجتمع بعيدة عن الصدام إذا تولت أمرها إدارة حكيمة تحسن الاختيار كما حسن اختيارها وعضدت بمجلس استشاري متعدد الخلفيات والثقافات والرؤى،
فشكرا لمن جعل من هذا المنبر الثقافي علامة بارزة في سماء القطيف خاصة والمنطقة والمملكة والخليج عامة. ويحدوني الأمل أن أرى المنتدى مؤسسة ثقافية أهلية تستطيع من خلال برامجها وهباتها ودعمها أن تستقل ماليا وتدير نفسها استثماريا في الإنسان أولا وفي نتاج يتعلق بمجتمع المنتدى
وما يحتاجه من اهتمام وحلول.