إشكالات الهوية يناقشها منتدى الثلاثاء

317

 

تناول الباحث المختص في الفكر السياسي المعاصر الدكتور علي المؤمن في اللقاء الحواري الذي نظمه منتدى الثلاثاء الثقافي مساء أمس الثلاثاء موضوع النظام الاجتماعي الديني واشكالات الهوية، حيث استعرض الدور الذي يلعبه تشكل هذا النظام على الهويات الداخلة فيه والتابعة له. وقال أن الهويات المركبة تتشكل من مجموعات من عناصر انتماء متناغمة حيث لا يوجد تصادم وتعارض بينها، إلا أن النظام الاجتماعي والديني وبعوامل سياسية يخلق صراعات بين هذه الهويات، موضحا أن صراع الهويات هو وليد المجتمع والتاريخ أو النظام السياسي بسبب محاولات استلاب بعض عناصر الهوية المركبة مما يحدث أزمة وتوتر بينها.
وعلى صعيد آخر في حديثه عمل المؤمن على التفريق بين الدين كمنظمة عقائدية وفقهية، وبين المجتمع الديني وهو المجتمع الذي ينتمي للدين، فبينما يكون الدين واحدا فإن المجتمع الديني قد يكون مختلفا ثقافيا وانثروبولوجيا، فيعيش كل مجتمع ديني بسلوكيات وعادات وطقوس مختلفة عمن سواهم من أتباع نفس الدين. ويفرق المحاضر هنا أيضا بين الشعيرة الدينية والطقوس، معتبرا الأولى من واجبات الدين الإلزامية بينما الطقوس ممارسات وعادات تضفى عليها الصبغة الدينية وقد تسيئ للدين أو للمذهب أحيانا، مما يعني ضرورة نقدها وتصويبها بعكس الشعائر.
وأوضح في ردوده على أسئلة ومداخلات المشاركين في الندوة، أن العلمانية قد تمارس عملية استلاب الهوية أيضا تحت مسوغات قانونية، ممثلا بمنع الحجاب للمسلمات في بعض الدول التي تتبنى النظام العلماني. وأكد على أن مسئولية معالجة إشكالات الهوية وصراعاتها تقع على الحكومات التي تملك أدوات ووسائل قادرة على المعالجة، كما تقع المسئولية أيضا على النخب في المجتمعات بما لديها من تأثير.
وعلق المشرف على المنتدى الأستاذ جعفر الشايب بأن طرح مثل هذه القضايا والمواضيع من خلال البناء يستهدف البحث عن معالجات تنويرية وثقافية بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر حولها، مشيرا إلى أن هناك تحولات كبيرة تشهدها مجتمعاتنا تسهم في معالجة أزمة صراع الهويات من بينها تشريعات وإجراءات تجريم الطائفية والعنصرية وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة، وتأكيد الوحدة الوطنية.

رابط الخبر اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد