شعبان يسترجع صور التسامح في التراث الإسلامي

246

 

ضمن احتفائه باليوم العالمي لحقوق الإنسان، خصص منتدى الثلاثاء الثقافي لقاءه الأسبوعي أمس (الثلاثاء) للحديث عن الحاجة الى التسامح والتواصل وثقافة المقاطعة، مستضيفاً الخبير في مجال حقوق الانسان واستاذ القانون الدولي الدكتور عبد الحسين شعبان. واختتم اللقاء بتكريم الشخصية الحقوقية لعام ٢٠٢٠ الدكتورة سميرة الغامدي رئيس مجلس إدارة جمعية حماية الأسرة الأهلية لجهودها في مجال حماية الأسرة من العنف.

وفي بداية اللقاء، قال المشرف على المنتدى جعفر الشايب إن المنتدى أولى موضوع التوعية في مجال حقوق الانسان اهتماماً بارزاً من خلال الندوات واستضافة الخبراء والمختصين، والاحتفاء بالمناسبات الحقوقية، وتكريم العاملين في هذا المجال. وأضاف “نتطلع إلى أن يسهم المنتدى في تعزيز الوعي الحقوقي ونشر الثقافة الحقوقية في المجتمع تماشياً مع خطط الدولة الاستراتيجية في هذا المجال وعبر التعاون مع المؤسسات الحقوقية في المملكة”.

وقال الدكتور شعبان إن “التسامح قد يكون نتيجة رغبة ايجابية في الاعتراف بالآخر، والبحث عن المشتركات أو تعبير عن القدرة على التحمل عبر احترام حقوق الاخرين اضطراراً كواجب سياسي وقانوني”. وأشار الى أن البعض يجادل في أن مفردة التسامح لم ترد في القرآن الكريم، لكن مرادفاتها في مضامين التسامح واحترام الآخر المختلف وتأكيد حريته وردت بصور عدة”.

وأضاف “ينبغي نشر ثقافة التسامح واصلاح المجال الديني لتقبل التسامح وتنزيه فكرة التسامح عما يلحق بها من اطروحات تنتقص من القيمة الأخلاقية العالية للتسامح”، موضحاً انه من الضروري “انعاش الذاكرة بقيم وصور التسامح في تراثنا وإعادة قراءتها كحلف الفضول وصحيفة المدينة وصلح الحديبية والعهدة العمرية وغيرها”.

وأكد الدكتور شعبان على أن “فكرة التسامح وضرورية، حيث اننا نعيش حالة عميقة من التعصب ينتج عنها تطرف وعنف تنفيذي، والتسامح يعني الاحترام والقبول بالتنوع الثري بثقافات عالمنا”، مشيراً إلى ان التسامح “يتعزز بالتواصل والانفتاح على الآخر واتخاذ موقف ايجابي لاقرار حقوقه، وأصبح واجباً قانونياً وهو يعزز قيم السلام محل الحرب والنزاع”. وبين أن المفهوم الحضاري للتسامح “يقوم على اعتبار انه قيمة أخلاقية وانسانية، وهناك اتجاهات رافضة له بسبب التعصب والانغلاق والانتقائية أو الشعور بالتغريب”.

وتناول شعبان الدوافع الاساسية للتسامح وهي تشريعية وتربوية وثقافية ومدنية وإعلامية ودينية تنويرية، مؤكداً على اننا “نحتاج أساساً لحاكمية القانون وسيادته”. وقال “من المهم قراءة النص الديني قراءة انسانية، فالدين جاء لكل الناس وهدفه إحياء الانسان وضمان كرامته كي يتحمل مسؤولية إعمار الأرض”. وختم حديثه قائلاً ان التسامح “ليس دعوة أخلاقية فقط بل يتطلب ترجمته إلى فعل وهو نضال طويل الأمد ويستقيم بالمساواة والمشاركة”. ومن جانبها، شكرت الدكتورة سميرة الغامدي المنتدى على التكريم، قائلة إنه “يتواكب مع تطورات مهمة تشهدها المملكة في مجال طرح أنظمة وآليات متقدمة لحماية الأسرة من العنف والانتهاك”.

رابط الخبر اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد