الإنتاج الفني في المنطقة

3٬900

شارك مجموعة من الفنانين والمنشدين والمخرجين الفنيين في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 27/نوفمبر/2007م، الموافق 17/ذي القعدة/1428هـ، في لقاء حول (الإنتاج الفني في المنطقة). وتناولت محاور اللقاء واقع وتحديات العمل الفني في المنطقة، وعرض تجارب فنية ناجحة، ومستقبل وآفاق الإنتاج الفني بعد الانفتاح الفضائي.

وأدار الندوة الاستاذ علي المادح حيث عرف كل من المشاركين للحضور وهم المخرج الأستاذ أيمن التاروتي، والمنشد الأستاذ هاني المحفوظ، والمنتج الأستاذ زهير صويمل، موضحا أبرز أعمالهم الفنية خلال الفترة الماضية. وتحدث مدير الندوة في البداية عن تطور العمل الفني في المنطقة خلال السنوات الماضية بصورة ملحوظة من خلال الانتاجات الفنية المتتالية التي انتجت تباعا وشملت اعمالا مسرحية وتمثيليات وافلام وثائقية وقصيرة تهتم بالشان الديني والاجتماعي، مؤكدا على ضرورة متابعة هذه الاعمال ومراقبة تطورها وتاثيرها على المجتمع وثقافته.

ثم بدأت الندوة بعد ذلك بعرض مقاطع فيديو كليب إنشادية للمنشد هاني محفوظ بعنوان «معارج» صورت في سورية وتم عرضها على قناة14 ولاقت قبولا شعبيا كبيرا، وتلته عدة عروضات أخرى على فترات متفاوتة خلال الأمسية بهدف استعراض العمل المنتج وتقييمه من قبل الحضور الذين كان معظمهم من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الفني والمسرحي بشكل عام. وكان منها فلم قصير بعنوان «بقايا طعام» من إنتاج مؤسسة Qatief friend للأفلام القصيرة، وفلم «حلم الرمال» الذي أنتجته لجنة الإمام الحسن وفرقة مواهب التمثيلية وأخرجه الأستاذ ماهر الغانم، وهو فلم تاريخي طويل يتحدث عن السيدة زينب اخت الحسين عليهما السلام، ويعتبر أول عمل تحضر فيه المرأة فعليا حيث أدت إحدى السيدات هذا الدور الدرامي الذي كان متميزًا.

واعتبر مدير الندوة أن هذه الأعمال تستقطب اهتماما كبيرا في الجمهور لارتباطها المباشر بحياتهم الاجتماعية في مختلف جوانبها ولما تلامسه فيهم من مشاعر دينية خالصة حتى بات بديلا مقبولا شرعا وعرفا عن الغناء، إلا أنه واجه معوقات حالت دون الاستفادة منه فصار أسير التهميش والانزواء، مما أدى إلى خسارة المجتمع لبعض طاقاته الفنية والإنشادية.

وعلى غير ما جرت عليه العادة في أمسيات منتدى الثلاثاء، تداخل الحضور منذ بداية الأمسية متفاعلين مع الضيوف، وقد تركزت أغلب مداخلاتهم على معوقات الإبداع الفني، فتطرقوا بداية إلى أسباب وجودها، وأوعزوها إلى عدم وعي المجتمع بالدور الذي يؤديه الفن بشكل عام، مما أدى لتجاهل المجتمع له وعدم تشجيعه لطاقاته الفنية. وأشاروا لبعض صور هذا التجاهل كعدم الاهتمام بالإمكانيات الفنية التي توفرها الجهات المنظمة للاحتفالات للفرق الإنشادية من التجهيزات الصوتية والمؤثرات وغيرها، وتوجيه النقد المثبط، وتوظيف الاختلاف الفكري بين أصحاب الرأي وبين هذه الفرق، ثم جعله سببا في حرمانها من الدعم الذي تتطلع له. ولربط هذه المرئيات بالواقع المعاش، تم التطرق لوضع القنوات الفضائية التي بدأت في الانتشار مؤخرا وضعف اهتمامها بهذا الفن، مقابل استغلاله من قبل القنوات الأجنبية استغلالا وظفته في نشر رسالتها.

السيد تقي اليوسف أشار في مداخلة له لمعوقات الإبداع الفني وحصرها في العائق المادي الذي يقف أمام ضخامة الحاجة التي تفرضها متطلبات الإنتاج الفني والإخراج التلفزيوني والنشر والتوزيع، ونوه لانعدام الساحة من صالات عرض ومسارح مجهزة من شأنها تخفيف بعض العبء.

كما تطرق للعائق الاجتماعي الذي رأى فيه سببا لتضييق أفق الإبداع الفني الذي لا يهتم بمختلف المناسبات والأعياد بعيدا عن الاحتفالات الولائية، كعيد الأم وعيد العمال، واليوم الوطني، ويوم النظافة وأسبوع المرور وغيرها من المناسبات فضلا عن الظروف الاجتماعية التي قد تشغل الفنان نفسه بها وتبعده عن المشاركة الفعالة في المناسبات التي تدعم نشاطه. وأشيرَ إلى العائق الفني الذي أدى إلى عمليات استنساخ وتكرار الكثير من الأعمال الكليبات الإنشادية والعزائية لضيق الأفق الإخراجي مع الإشارة إلى افتقار الساحة أساسا إلى فنيين متخصصين ومؤهلين لإخراج عمل فني متكامل الأركان لانعدام المعاهد والأكاديميات الفنية مما يسبب في غياب رؤى مبدعة من شأنها تحريك وجدان المتلقي. وعن قصور الشعراء والأدباء عن الإيفاء بقضايا صالحة للطرح، وعدم طرقهم الكثير من المواضيع الحياتية المهمة، وقلة كتاب السناريوهات الجيدة التي من شأنها توجيه رسائل هادفة إلى مختلف شرائح المجتمع وأطيافه أثيرت تساؤلات تبادلها الحضور بنقاشات للخروج بمرئيات وحلول مناسبة.

وأشاد السيد مصطفى الشعلة بظاهرة الأعمال الفنية الإنشادية المهتمة بتوجيه الطفل سلوكيا، كمجموعة سيد نزار القطري التي انتشرت مؤخرا بين الأطفال بشكل ملفت للنظر مؤكدا على أهمية المضي في هذا المجال، متطلعا لمشاركة فعالة بين مختلف أطياف المنطقة وخارجها من شتى المذاهب. تساؤلات فرضت نفسها على الأمسية بقوة حول مدى إمكانية مشاركة المرأة فنيا، خصوصا وأن حضورها في الأنشطة النسائية يثبت قدرتها على ذلك، وحول إمكانية مشاركة رجال الأعمال للمساهمة في تأسيس وإنشاء مؤسسات إنتاج فني لدعم الطاقات الفنية والقنوات.

واشار الشيخ جعفر البناوي الى اهمية التركيز على تناول القضايا الاجتماعية في الاعمال الفنية وعدم اقتصارها على الامور الدينية فقط، وذلك لاهمية معالجتها. أما الاستاذ ذاكر الحبيل فقد ركز على اشكالية التقوقع في الاطار المذهبي والمناطقي مما يحرم المنطقة والوطن من التفاعلات المشتركة من ناحية القضايا والمواضيع والافراد المشاركين في الاعمال الفنية. من جهته، شكر راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب الأعمال التي عرضت، وأشاد بكل من ساهم في إخراجها مؤكدا على الاهتمام بالتوصيات والمقترحات التي طرحت من أجل تعزيز الاستقلال المحلي والخروج من الدائرة المغلقة المحصورة في النطاق المذهبي للانطلاق خارج لنطاق إنساني أرحب.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد