في منتدى الثلاثاء الثقافي: رؤى شبابية متباينة حول علاقة الفرد بالعقل الجمعي

195

برز تباينا واضحا في الحوار الفكري الشبابي الذي نظمه منتدى الثلاثاء الثقافي في ندوة حملت عنوان: “الشباب بين العقل الجمعي والعقل الواعي” مساء أمس الثلاثاء بتاريخ 7/6/1422هـ الموافق 22/12/2020م بمشاركة مجتبى آل عمير، رضا الحواج، وعلي المسكين وأدار الحوار فيها علي المطرود. حيث أكد مدير الندوة في افتتاحها بأنه أصبح وجود الشباب ودورهم بارزا ومهما في المرحلة الحالية وانعكس على مشاركتهم في الحياة العامة، وقدرتهم على بلورة اتجاهات ثقافية وفكرية تتجاوز السياقات التقليدية وخاصة مع تطور وسائل التواصل وطنيا وعالميا والانفتاح على التحولات المستجدة. وبينما طرح الأستاذ رضا الحواج رأيه حول موضوع علاقة الفرد بالمجتمع بقوله أن الإنسان يعبش بين نزعتين فردية وجمعية، وتختلف مداهما عند تغير المحيط الاجتماعي وتماسكه وقوة تأثيره على الفرد، وتتعزز الحالة الفردية بصورة فاعلة عندما تتوفر لدى الفرد القدرة على امتلاك أدوات الفكر النقدي. رد مجتبى آل عمير بأن البناء الفكري للفرد يتشكل من خلال سعة الروافد الفكرية، وفي المجتمع الشبكي أصبح التأثير على الفرد يتشكل من دوائر أوسع مما كان عليه في الماضي، والأفراد هم من يقومون بصناعة الأفكار، وقد يجتمع مجموعة أفراد عن بعد لخلق أفكار جديدة. وأضاف آل عمير أن الانتماء للجماعة لا يتعارض مع التفكير الفردي المستقل والنقدي، والأفراد تكون لديهم القدرة للاستجابة للمتغيرات أكثر من الجماعة. والدين لا يزال يمثل ثقافة المنظومة التقليدية في المجتمع ومن الضروري ادخال الخطاب الدين ضمن الثقافة العالمية، فيما عقب رضا الحواج أن الانتماء للجماعة يشكل حماية للفرد، ومن يحدث التغيير ليس الفرد وإنما المجموعة الفاعلة القادرة على التحريك. وفي مداخلته علق علي المسكين قائلا أن الجيل الجديد أصبح أكثر تمردا، وتطوره أصبح سريعا في المراحل الأخيرة، وأن التحول من نظام القرية للمدينة انعكس على تغير في القيم والسلوكيات العامة. وأوضح أن الخطاب الديني متشعب بشكل كبير ويحمل أكثر مما يحتمل، وأن بعض الفاعلين الدينيين اهتموا بالرد على الشبهات وحفظ المأثورات والتراث. وتحدث في الندوة مجموعة متداخلين تناولوا بعض محاور الندوة، فبين الأستاذ سلمان الحبيب أن العقل الجمعي قد يلغي حرية الفرد ويحوله لتابع ووارث لأفكار المجتمع ومانع للنهوض، ويتطلب من المثقف كي يكون فاعلا أن يكون مستقلا ومتواصلا مع محيطه وعقلانيا، وقال الأستاذ نادر البراهيم أن العقل الجمعي يشكل مزاجا ضاغطا على الفرد، والفردية لا تعني الوحدة والانعزال بل تعني الحرية الفردية للتفكير النقدي. وأضاف الدكتور علي الحمد في مداخلته أن المجتمع بدأ يعطي قيمة للفردانية والابتكار والابداع وكثيرون خاضوا معاناة مع دوائرهم الاجتماعية ليحققوا تطلعاتهم الفردية، والتحول نحو المجتمع الشبكي فرض قيما ونظرة جديدة في المجتمع وتشكلت الاختلافات البينية في المجتمع. كما نبه الدكتور علي سليس إلى ضرورة التفريق بين الفردية والانتماء للجماعة وكذلك بين التفكير الفردي والعقل الجمعي فهذه المفردات ليست مترادفة وكثيرا ما يحدث خلط، فالتفكير الفردي يعني التفكير المستقل ولا يتعارض مع الانتماء للمجتمع.

رابط الخبر اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد