ابن سلمة : تدريب كفاءات وطنية مكسب وحصن ضد الإعلام المضاد

3٬172

حث وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الخارجي د. عبدالعزيز بن سلمة المؤسسات الإعلامية المحلية على تخصيص جزء من أرباحها لتدريب كفاءات وطنية تكون مكسبا للبلد، وحصنا له ضد الإعلام المضاد. وتطرق في محاضرة معنونة بـ «صحافة الخليج وتحديات المستقبل» ألقاها بمنتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف الأسبوع الماضي إلى التحديات التي تواجه الصحافة الخليجية، وحصر أهمها في التطور التكنولوجي، الذي يراه عاملا إيجابيا، نحو زيادة أعداد الصحف الإقليمية في المناطق وقوتها التي تفرضها بحكم القرب من القارئ والتفاعلية المباشرة معه، مما يؤدي إلى رفع مستوى تميزها لديهم.
كما تطرق إلى استخدام الإنترنت الذي عده عاملا حيويا لرواج صحافة المؤسسات، فضلا عن كونه مصدر منافسة بينها، وتحدث عن إنشاء القنوات الفضائية الإخبارية والقنوات الأجنبية باللغة العربية. وكان وكيل وزارة الثقافة والإعلان قد بدأ المحاضرة التي أدارها الإعلامي ميرزا الخويلدي بالحديث عن أهمية الإعلام للمجتمعات الإنسانية ودوره في نشر الوعي والثقافة، وعن أثر الإعلام في إزالة واختراق الحواجز الفكرية وانعكاسها على سيادة الدول الوطنية كونه فضاء مفتوحا اتسع مداه بالتطورات التكنولوجية التي غيرت مفاهيمه ورؤاه وطريقة تفاعل الناس معه. وفي مراجعة تاريخية لنشوء الإعلام الخليجي أكد المحاضر إنها ضرورة تقتضيها آلية التعامل مع هذا الواقع، فذكر إن حركة الصحافة الخليجية تعبر عن تجربة راسخة بعد أربعين عاما من ظهورها، وأنها مرت بثلاث مراحل مهمة كان أولها عام 1928م حين أصدر عبد العزيز الرشيد في الكويت «مجلة الكويت» ونقلها بعد عام كامل للبحرين تحت ظروف خاصة، إلا أن البحرين لم تعتبر انطلاقتها الإعلامية قد بدأت مع هذه التجربة بل بصدور «صحيفة البحرين» الأسبوعية عام 1939م واستمرت حتى بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكان لها دور رائد في الدعاية البريطانية ضد حليفتها الألمانية. لتهدأ بعدها حركة الصحافة بما لا يسترعي الانتباه حتى أربعينيات القرن الماضي. وأوضح المحاضر إن المرحلة الثانية بدأت في الفترة بين عامي 1949 و 1956م، وكانت تمثل النقلة الحقيقية للصحافة بصدور بعض الصحف والمجلات والدوريات البحرينية، التي عكست حالة الوعي والإدراك في المنطقة وتحولاتها. وذكر إن المرحلة الثالثة مثلت نقلة نوعية في تاريخ الصحافة الخليجية وأنها بدأت بانكسار بنية الأقلام الكويتية على أثر غزو العراق لها، والذي عوض عنه ظاهرة البث الفضائي المباشر تأسيا ببعض القنوات الأجنبية، لتظهر مبادرات خليجية مشابهة بدأتها السعودية بتأسيس قنوات تذبذب إعلامها بسبب تشوش الرؤية ربما لحداثة التجربة، لتظهر بعد ذلك قنوات أخرى تجاوزتها في الرؤى والطرح. حضر الندوة عدد من المثقفين والإعلاميين والعلماء الذين كان لهم حضور في إثراء الحوار بمداخلاتهم حول تقييم الإعلام الخليجي والعوائق التي تواجهه , وعن أهمية إفساح هوامش أوسع لطرح بعض مواضيع القضايا الساخنة وكتاب الرأي وطباعة الكتاب السعودي، وعن دور الإعلام الرسمي في بلورة مشروع وطني يعكس التنوع الاجتماعي والفكري القائم.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد