منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف يستعرض تجارب الطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج

3٬439

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف مجموعة من الطلاب المبتعثين للدراسة وذلك لمناقشة هموم الطلبة المبتعثين. وقد أدار الندوة الأستاذ محمد الخباز الذي تحدث في بدايتها عن الغربة وتأثيرها على المغترب مشيرا الى أهداف الندوة في طرح هذا الموضوع المهم والحساس وبحث هموم المغتربين وتطلعاتهم متيحا المجال للضيوف للحديث عن تجاربهم في هذا المجال. وبدأ الأستاذ علي الداوود وهو مبتعث سابق في أمريكا، ويعمل مسئولا حاليا في مستشفى الحرس الوطني بالمنطقة الشرقية وسبق وأن شارك في أنشطة وجمعيات عديدة خلال فترة ابتعاثه حيث تحدث عن الغربة ومجالات الاستفادة منها في صقل تجربة الإنسان الحياتية لا سيما إن كانت طلبا للعلم. وتحدث عن تجربته الشخصية بتسليط الضوء على الفرق بين وضعه قبل وبعد الابتعاث، مشيرا لروتين حياته الذي يكاد يكون الطابع العام لحياة الكثيرين من شباب المجتمع الذين يعيشون متكلين على غيرهم وليس لهم دور رئيسي، حتى أتيحت له فرصة السفر للولايات المتحدة وكانت المنعطف الذي وجه دفة تفكيره لزاوية ما كانت لتتأتى له لو لم يغترب، مشيرا إلى أن الاغتراب أثر في شخصه فأصبح أكثر اعتمادا على نفسه وأكثر استقلالية في أفكاره وقادرا على الحوار مع مختلف العقليات. وأشار الداوود إلى أهم مرحلة يجب على المبتعثين تجاوزها وإلا واجهوا مشكلة قد تنحرف بهم بعيدا عن أهدافهم التي رسموها وهي مشكلة الصدمة الثقافية المتمثلة في اختلاف جميع معطيات الحياة الجديدة التي يحتويها من حيث التقدم التكنولوجي والعلمي والتنوع الثقافي والانفتاح الاعلامي والاجتماعي الأمر الذي يحدو بعض الطلبة لتجاهل ثقافتهم أو إنكارها، لينصح الطلبة بالانضمام لنوادي الطلبة الثقافية التي تشرف عليها السفارة السعودية هناك كونها المكان الأنسب لتعزيز العلاقات الاجتماعية بما يقوي دورهم وفاعليتهم. وفيما يخص العنصر النسائي تكلم الداوود عن المناخ في الخارج للطالبة والمبتعثة السعودية لتفجير طاقاتها بما يتناسب ووضعها دون أن يؤثر على التزامها الديني. بعد ذلك تكلم المبتعث قاسم المختار، عن تجربته التي وصفها بالثمينة حيث أدت به لترأس النادي السعودي في مدينة إمبوريا في ولاية كانسس بالولايات المتحدة، وقد تعرض بالذكر للظروف التي عاشها قبل ابتعاثه حيث ترعرع في بيئة تتبنى العمل الاجتماعي، ما انعكس على شخصيته فانخرط في الكثير من الأنشطة التطوعية في مدينة سيهات حتى كانت مرحلة ابتعاثه، والتي انشغل بجزء بسيط فيها من وقته للتحصيل الدراسي مخلفا فراغا كبيرا جدد لديه الرغبة في العمل الاجتماعي، فتباحثها مع زملائه الطلبة بهدف استثمار وقت الفراغ فكانت فكرة تأسيس نادٍ للطلبة عن طريق السفارة السعودية للم شمل الطلبة وتنمية مواهبهم والارتقاء بأصحابها في جو ثقافي مقنن، وكان من نتائج النادي التي حققها الانفتاح على المجتمع الأمريكي، وعكس صورة طيبة عن المجتمع السعودي ثم ختم حديثه بدعوة الطلبة السعوديين بالانخراط في الأندية السعودية مشيدا باحتواء معالي السفير عادل الجبير لها ودعمه لأنشطتها. أما طالب الدراسات العليا محمد آل سيف فقد أكد على أهمية تجاوز آثار الانفتاح الاجتماعي مشيرا إلى أنه واقع لا ينكر، بيد أن نسبته تتفاوت بين الأشخاص كل حسب ثقافته ووعيه، مؤكدا على الشباب المبتعث أهمية التمسك بمبادئ الدين. من جانبه تناقش الحضور عن اشكاليات الابتعاث من خلال تجاربهم مثيرين قضية توفر طرق الانحراف للشاب الذي لا يزال يعيش مرحلة المراهقة في ظل غياب الرقابة الأسرية والاجتماعية مؤكدين على أهمية تحصين الشباب بالثقافة المناسبة قبل ابتعاثهم كي لا يكونوا فريسة سائغة يسهل عليها السقوط في مغبات الرذيلة. من جانبه أشار الأستاذ جعفر الشايب إلى أهمية التفكير بطريقة مختلفة لا تقتصر على تحصين الشباب من واقع جديد متخيل، مؤكدا أن الواجب على المجتمع هو تحميلهم مسئولية الاستفادة من الواقع الجديد الذي سيعيشونه بكل مناحيه وجهاته. وأكد على أهمية الانفتاح على مختلف أطياف المبتعثين من أبناء الوطن وتوثيق العلاقات معهم، وكذلك السعي إلى منافسة الطلبة الآخرين في المجالات العلمية المختلفة. وتحدث الأستاذ جمال شعبان الذي عاش فترة طويلة في أمريكا عن تجربته الشخصية مع زواجه من فتاة أمريكية لمدة أربعة عشر عاما انتهت بالانفصال بسبب اختلاف الثقافة، مشيرا لإحصائيات قامت بها بعض الجهات المختصة والتي تشير لفشل أغلب زيجات المبتعثين من أجنبيات مع ذكر النتائج المترتبة عليها، مؤكدا على الشباب التركيز على الهدف الأساسي لوجودهم في الخارج والعمل على تحقيقه متحملين ما يواجههم من ظروف تعيق تحقيق هذا الهدف في ظل الوعي الكامل بقوانين وأنظمة البلد التي يدرس فيها لتحاشي الوقوع في مشاكل قد تتسبب في حرمانهم من إكمال دراستهم، وحتى يحققوا المتعة والفائدة خارج نطاق الدراسة. وعن معوقات الدراسة أتت بعض المداخلات مشيرة للأوضاع السياسية التي يعيشها العالم بعد أحداث سبتمبر والتي أثرت على تحصيل الكثير من الطلاب الدراسي بسبب التأزم النفسي الذي يعيشونه كنتيجة طبيعية لما يقابلونه من نبذ البعض التي تحمله تداعيات الأحداث.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد