الجورشي: مفهوم الدولة الإسلامية مربك وغامض وملغّم

270

 

أكد الباحث في الفكر وقضايا المجتمع المدني رئيس منتدى «الجاحظ» في تونس صلاح الدين الجورشي أنّ مفهوم العلمانية مصطلح يعالج العلاقة بين الدين والدولة، وأنّ هذا المفهوم تطور تاريخيا في أوروبا ضمن سياقات ثقافية وسياسية محددة اتخذت أشكالا من الصراعات الدامية والعنيفة بين الكنيسة والدولة. وأضاف في الندوة الحوارية التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي تحت عنوان «الإسلام والعلمانية»، وأدارها الإعلامي فيصل الأحمد، أن بروز العلمانية انعكس على أرض الواقع من خلال عدة تعبيرات أبرزها: تحرير العلم من الفكر الكنسي، وتحديد العلاقة بين الكنيسة والدولة، وإطلاق الفكر والعقل الإنساني، وهي تعبيرات لازمت تطور العلمانية في مراحلها الزمنية المختلفة.

وفي المنطقة العربية، قال الجورشي إنّ الغرب فاجأ المجتمعات المسلمة بما يمتلكه من ثورة علمية وقوة عسكرية ورغبته في تقاسم مناطق الخلافة العثمانية، ونتج عن هذا الصراع غير المتكافئ الاستعمار الشامل ثقافيا وعلميا وإداريا وعسكريا. وأوضح أن هناك العديد من النتائج ترتبت على ذلك من بينها أن الحاجة إلى الإصلاح الشامل أصبحت ملحة، ونشوء الجدل الحاد بين الإسلام والعلمانية كأسلوب مواجهة حيث تبلور طرح الأسلمة في مقابل العلمنة. وفصّل الجورشي في حديثه عن العلمانية قائلا: لا توجد نسخة واحدة من العلمانية، ولكل نسخة خصوصيتها، وأكثرها تشددا هي الفرنسية التي تدعو للفصل التام والكلي بين الدين والدولة (العلمانية الشاملة)، بينما تمتلك العلمانيات الأوروبية الأخرى نظرة مختلفة في العلاقة بين الدولة والمؤسسات الدينية (العلمانية النسبية). وبين أن الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين في المجتمعات المسلمة اتخذ أشكالا من الخصومة انعكست على التفاسير المختلفة حول طبيعة الدولة ونظام المجتمع واستخدمت العلمانية كأداة لإقصاء الخصوم، وجميع التجارب العلمانية العربية لم تقترب من المبادئ الديمقراطية.

رابط الخبر اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد