بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وكعادته سنويا، نظم منتدى الثلاثاء الثقافي مساء أمس الثلاثاء ندوة حوارية تحت عنوان “المرأة السعودية بين فرص التمكين وتحديات الواقع” بمشاركة كل من الأستاذة عبير العلي والاستاذة مها النصار والاستاذة تغريد العلكمي وأدارتها الإعلامية عرفات الماجد، وشاركت فيها العديد من الشخصيات المهتمة بقضايا المرأة. وتحدث المشرف على المنتدى الأستاذ جعفر الشايب في البداية شاكرا المشاركات ومديرة الندوة، مشيدا بالتحولات الكبيرة في قضايا المرأة والتي تحدث حاليا في المملكة ومعبرا عن أهمية دراستها بعمق من أجل فحص تأثير هذه التحولات على الوضع الاجتماعي بشكل عام. وتناولت بعد ذلك المشاركات في الندوة جوانب مختلف من موضوع تمكين المرأة والفرص التي نتجت عنها في إشارة إلى أن رؤية 2030 أسهمت في اشراك المرأة في مختلف برامج التنمية مما جعلها تتغلب على مختلف أشكال العزلة وقادرة على أن تعمل في مختلف المجالات والتخصصات وأثبتت أن بإمكانها تقلد مناصب قيادية متعددة لم يسبق أن شاركت فيها. وأكدن أن الاستقلال الاقتصادي للمرأة يعتبر ركيزة مهمة في تمكينها، وأننا نعيش حاليا حالة من التصحيح في مكانة وموقعية المرأة والاعتراف بحقوقها من قبل المجتمع، ولا يزال هناك قصور في الوعي لدى أفراد المجتمع بحقوق المرأة. وأضفن المشاركات أن التشريعات الجديدة في مختلف المجالات جاءت ملبية للتطورات الكبيرة التي يمر بها المجتمع، ومن المهم أن تشارك المرأة في دراسة وصياغة الأنظمة المتعلقة بشئونها والتعريف بذلك على المستوى الوطني من أجل خلق الوعي. وأوضحن أن الجيل القادم سيكون أكثر تهيئا واستعدادا لقبول هذه التغيرات المتعلقة بالمرأة لكون المجتمع الحالي متأثرا بأجواء وأفكار المرحلة الماضية وتأثير الحالة المحافظة تجاه المرأة وغلبة الدعوات الإقصائية للمرأة. وفي رد حول أبرز التحديات التي تواجه المرأة، جاءت الردود أن من أوجه التحديات ما تخلقه وتصنعه المرأة ذاتها أو أن تكون استجابة للواقع الاجتماعي، بينما هناك فرصا واسعة وكبيرة أمام مشاركة المرأة وعليها العمل بجدية وروح تنافسية لتحقيق طموحاتها التي يمكنها الوصول إليها حيث أصبحت المعوقات شبه معدومة حاليا. وفي رد على ما يثار في الإعلام الخارجي حول المرأة، قلن أن الإحصاءات والأرقام والتحسن في المؤشرات الدولية لمشاركة المرأة وتمكينها وما تحققه من تقدم هي أفضل رد لتصحيح صورة المرأة السعودية في الخارج وإبراز الدور الحقيقي الذي تلعبه في مختلف المجالات التنموية. وأضفن أن الفرص الجديدة التي فتحت أمام المرأة السعودية تتطلب الجدية في بناء القدرات والكفاءة والمنافسة بشكل جاد وبناء لإثبات الذات، ومن المهم استغلال الفرص وحسن التصرف والشراكة البناءة مع الرجل. وأوضحن أن المنظومة التشريعية والحقوقية للمرأة لا تزال تتطور بصورة سريعة ومستمرة كي تحقق أقصى مستويات المشاركة التنموية في مختلف المجالات، وينبغي فهم الحرية بصورة مسئولة كي تواصل المرأة تحقيق تقدمها بشكل متوازن. وفي نهاية الندوة ألقت رئيس مجلس إدارة المنتدى الأستاذة هدى الناصر كلمة أشارت فيها إلى أن منتدى الثلاثاء الثقافي دأب على الاحتفاء بهذه المناسبة سنويا من أجل إبراز واقع حقوق المرأة وسبل تحسينها وتكريم النساء اللاتي قمن بخدمات متميزة للمجتمع، قائلة أننا نلحظ أنه عندما تم تهميش دور المرأة وتقليص حجم مشاركتها في المجتمع، تباطأت عجلة التقدم، بل وأوشكت على التوقف، وأكثر ما تحتاج إليه المرأة في هذه المرحلة هو الوعيٌ الاجتماعي الذي يحميها من أي أذى شعوري ونفسي.