جهينة الإخبارية تصوير: أحمد ال خزعل – القطيف 23 / 12 / 2015م – 7:51 م
قال الدكتور الشريف محمد علي الحسني ”ومؤسس الرابطة العالمية للأنساب الهاشمية ومعرض آثار الرسول“ أن المجتمع الحضري المكي هو مجتمع قيادي وله نظام صارم دون سواه من المجتمعات.
وأضاف ان هذا النظام تعرفه كل القبائل وتحترمه، مشيرا الى ان المجتمع المكي قبل الاسلام، ينقسم إلى بدوي وحضري
وذكر خلال ندوة تحت عنوان ”مكة المكرمة: تاريخ ومجتمع“ نظمهامنتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف أن المجتمع الحضري في مكة المكرمة كان يعيش ضمن نظام اجتماعي واضح ومتطور ومتفاعل مع المحيط حوله.
ولفت الى ان المجتمع البدوي أو الزائرين لمكة في المواسم التجارية والدينية كان يعيش في بيئة غير مستقرة.
وأشار الى ان مكة المكرمة كانت معبرا للقوافل التجارية، وحلقة من حلقات الاتصال بين مختلف المناطق، ولذلك فقد تشكل فيها تنوع مجتمعي متعدد الأطياف والأعراق.
وأكد ان هذا الانفتاح أورث استعدادا لإقامة الأسواق والتجمعات والمنتديات وتعدد المناسبات واختلاط الثقافات بين أهالي مكة الأصليين والمجاميع التي تفد إليها من كل مكان.
وتحدث الحسني عن عادات وأخلاق المكيين والتي كانت معروفة ومتوارثة لديهم دون سواهم، وأهم هذه العادات السقاية والرفادة وتحديد الأشهُر الحرم وكانوا يضعون لها نظاما صارما أيده الاسلام عندما بعث الرسول.
وأوضح، أن المجتمع المكي تقلد السلطة والسيطرة والقيادة التي إكتسبها من خلال تنظيم العلاقات بين القبائل وإدارة اللقاءات بين الوفود من خلال تنشيط النوادي التي كان يجتمع فيها الناس ويتداولون فيها الشأن العام، مثل دار الندوة وغيرها.
واستعرض الدكتور الحسني الطبقات المجتمعية التي كانت تقطن مكة، مشيرا لبعض دلائل وجود غير العرب في مكة وكذلك من أتباع الديانات المسيحية واليهودية كمهاجرين قدموا بسبب الحروب الإقليمية المجاورة.
وبين، أن هذه الجاليات التي أقامت بمكة وما تحمله من عادات وأفكار أحدث تفاعلا مع المجتمع المكي، وهو دلالة على كون مكة فضاء مفتوحاً لتلاقح الحضارات مما جعلها في مكانة حضارية مرموقة تميزت بها دون سواها.
وتحدث الشريف الحسني عن الثقافة الجمعية السائدة لدى المجتمع المكي وما حوله بالاعتقاد بالجن كمصدر للتنبؤ والكهانة والسحر.
وقال نظرا لما يحتله ذلك في مجتمع مكة والقبائل المجاورة لها، فقد كانت هذه التكهنات في مقاربة موضوع النبوة سببا في رفضهم لرسالة النبي محمد حيث أنها لم تأت بالخوارق التي سمعوا عنها كما جاء بها الأنبياء من قبل.
وأشار إلى أن التجارة في مكة ساهمت بصورة كبيرة في الانفتاح على المجتمعات الأخرى، فكانت الحجاز منطقة مفتوحة وتستقبل مختلف الأعراق والثقافات والأديان، وهو ما دفع بعض التجار للإستقرار فيها.
وبين، أن من نتائج ذلك انتشار الفنون، ودخول الكثير من المصطلحات اللغوية على المجتمع المكي، كما لعبت الأسواق التجارية التاريخية في مكة في تحولات ثقافية واضحة لدى المجتمع المكي.
واضاف ”جريا على العادات المكية في استقبال الوفود دخلت بعض الفنون المستحدثة في المجتمع المكي منها الفنون الحبشية كالرقص والطبل واستقرت بعضها في المجتمع المكي قبل وبعد الإسلام“.
وأوضح أن من بين الآثار التي ترتبت على ممارسة التجارة والاختلاط بين الأعراق المختلفة استخدام مفردات من اللغات الفارسية والحبشية والآرامية ومنها أسماء البضائع وصقلت هذه المفردات على مر الزمن.