“منتدى الثلاثاء” يناقش تصوير الأنبياء في السينما

184

 

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ضمن برنامجه للموسم الثالث عشر الكاتب والناقد محمود محمد الشرقاوي نائب رئيس لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بجدة، في محاضرة بعنوان: «تصوير الأنبياء في السينما بين الفقه والفن». أدار الندوة عبدالباري الدخيل الذي عرف المحاضر بأنه فنان وكاتب مسرحي كتب ومثل في عدة مسرحيات منها «أربعة على الطريق»، و «خطيرين»، و «عزف اليمام»، و «سلف ودين».

تحدث الشرقاوي في البداية عن أهمية وحساسية الموضوع الذي يتطرق إليه من ناحية كون المقدس في عالمنا الإسلامي منطقة محضورة للنقاش حولها، مشيراً إلى أن الدين والفن يشتركان في كونهما يشكلان تراكماً حضارياً، فالدين يعبر عن رسالة سماوية مقدسة والفن إرث إنساني وحضاري. وأضاف أننا بحاجة للتعاطي مع الفنون كتجربة إنسانية أصيلة وضرورة جمالية ملحة، تعكس حاجتنا لمحاكاة الطبيعة، ويجب أن نبتعد عن تصنيف هذه التجربة جغرافياً عرقياً أو دينياً. وأردف بأن ذلك سيساعدنا على اجتياز شوط كبير من النقاش ويوفر علينا الكثير من الاتهامات والهواجس المقلقة المتعلقة بالتغريب والتبديع والاستلاب الثقافي والانسلاخ عن التاريخ.

وأكد الشرقاوي فيما يتعلق بعلاقة المقدس بالإبداع وتناوله في مجال الفنون، على أن المجتمعات الأخرى تجاوزت هذا الموضوع، كما إن الفن يستلزم أن يخضع للكثير من عمليات التقنين والتأطير ولكن كخطوات لاحقة للممارسة، فالفن تجربة جمالية متمددة وغير قطعية حيث إنها تفتح المجال للجدل والاختلاف على الأخص حين يكون النشاط الفني تعبيراً عن حالة آنية غير ثابتة. وأوضح المحاضر أن هذا الاختلاف يتضح كثيراً عند تناول الفن لأحد المقدسات، فرأي الشارع والمؤسسة الدينية والسلطة يتعالى كثيراً متداخلاً مع صناعة العمل الإبداعي في مجتمعاتنا حيث يصعب حصر الكثير من العقائد. وتناول الشرقاوي تجربة بعض الأفلام الغربية التي تناولت السيد المسيح (ع) منها فيلم (عيسى ابن الناصرة)، أو (عيسى الناصري) حيث اعتبره فيلماً غنياً إلى حد ما من الناحية السينمائية إذا ما قارناه مثلاً بفيلم (أعظم قصة تليت على الإطلاق) والذي يعتبر أقرب إلى إنجيل مصور أكثر من كونه حبكة درامية، موضحاً أن ردور الفعل على فيلم (عيسى ابن الناصرة) كانت معتدلة ولم تخرج عن المألوف.

أما فيلم (آلام المسيح) فتدور أحداثه بكاملها في يوم الصلب والليلة التي تسبقه ويصور آلام المسيح بشكل صادم وعنيف ومؤثر، ولكون الفيلم نهجاً على رواية اتهام اليهود بقتل السيد المسيح، فقد نتج عن ذلك جدلاً صاخباً، بينما حقق الفيلم نجاحاً كبيراً جداً. وبيّن المحاضر أن أكبر ردة فعل جاءت على إثر إنتاج فيلم (الإغواء الأخير للمسيح) حيث حدثت بعده تظاهرات وتهديد لأنه تناول القصة وسحبها لمساحات إنسانية يصور أن الله جل وعلا يتعرض لغواية الشيطان.

رابط الخبر اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد