سرد حكاية شعر “الموال” بمنتدى الثلاثاء الثقافي

166

 

ضمن برنامجه الثقافي لاستحضار الموروث الشعبي الخليجي، نظم منتدى الثلاثاء الثقافي مساء امس الثلاثاء 13 ربيع الأول 1443هـ الموافق 19 أكتوبر 2021م ندوة تعريفية تحت عنوان “حكاية الموال وفنونه” تحدث فيها الباحث في الفنون الأدائية الشعبية الأستاذ يوسف آل بريه، وأدارها الأستاذ ياسر المطوع، كما شارك في تأدية مقاطع الموال الأستاذ عاطف آل شلي. وشملت الندوة أيضا تكريما للدكتورة فاطمة القديحي لإنجازاتها العلمية في المجال الطبي، حيث تحدثت عن مسيرتها العلمية ونشاطها التطوعي ومواجهتها للتحديات التي مرت عليها مؤكدة على أهمية وضع هدف واضح أمام الإنسان والسعي الجاد للوصول إليه.

بدأ المحاضر الأستاذ يوسف آل بريه حديثه بتعريف الموال لغة بإرجاع الكلمة لأصلها (الموالي) كاسم فاعل من الفعل الرباعي (والى) أو جمع كلمة (مولى) معنى المحب والصاحب، مشيراً إلى تعدد الأقوال حول أصل الموال وموضحاً أنه يعود إلى عهد هارون الرشيد عند بطشه بالبرامكة وقيام جارية لجعفر البرمكي برثائه. وأضاف أن الموال بدأ رباعي الأشطر ملتزما القافية لا الجناس، ومتخذا البحر البسيط مع قبوله النظم بالفصيح والعامي. وقال أن العراقيين عملوا على تطوير الموال شكلاً ومضموناً، حتى ظهر الموال الخماسي المعروف بالأعرج في بدايات القرن الثاني عشر الهجري، وهو ما تكون من أشطر خمسة تتفق جميعها في جناس واحد ماعدا الشطر الرابع فينفرد بقافية أو كلمة مغايرة، ولذا سمي أعرجاً وذلك لأن شطرته الرابعة قد حادت وعرجت إلى قافية أخرى، فكأنها عرجاء ين الأسوياء.

وأضاف في حديثه أن الموال مشروع بوح وقصيدة خاصة تنبع من معاناة الشاعر فيخرج إلى الوجود ليصبح ملكا للجميع، وكان الشعراء قديماً يمثلون بيئاتهم خير تمثيل فتخرج مواويلهم معبرة عن حياتهم وحياة مجتمعاتهم. وقال المحاضر أن شعر الموال ارتبط في البيئة الخليجية بالبحر فهما – أي البحر والموال – توأم متلاصق، مثل ارتباط البادية بالنبط، مؤكدا على أن جميع مناطق الخليج كتبت الموال وكان لصوت النهام على ظهر السفينة أثر كبير في زمن الغوص ورحلة البحر الطويلة ومتاعبها، فالنهام هو مطرب السفينة ونبضها الذي يحرك رجالها فيفرحهم ويبكيهم ويسافر بهم بعيداً.

وأوضح أنه لم تتهيأ الظروف لتوثيق شعر الموال في عموم الخليج إلا متأخراً، ولذا ضاع أكثره لاعتماد الناس على الذاكرة الشفهية التي قد يخونها أحياناً بعض الألفاظ. وقال إن اهمال هذا التراث يجعله عرضة للضياع وهو بحاجة إلى جمع وتدوين وتوثيق لإعطاء صورة متكاملة عن الحياة الاجتماعية في الفترات الماضية. وعدد أسماء أبرز من كتبوا حول الموال من مختلف دول الخليج، وكذلك أبرز شعراء الموال فيها، مؤكدا على أن جزيرة تاروت بالمنطقة الشرقية فيها من شعراء الموال أكثر من أي منطقة خليجية أخرى.

رابط الخبر اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد