شاعرة قطيفية تقتحم فن ”الزهيري“.. رغم سيطرة الذكور عليه

257

 

لم يثنها ارتباط هذا الفن ”بالذكورية“ عن خوض غماره، فاستهواها بجناساته المختلفة ومارست من خلاله شاعريتها الأنثوية.

الشاعرة نوال الجارودي أحدثت على فن موال الزهيري والأبوذية في الشعر المحلي أغراضاً جديدة مواكبة للعصر.

واستخدمتها في مواضيع حداثية جديدة ولم تقتصرها على الغزل والرثاء والبحر بل أدخلت «الكورونا» وغيرها في مواضيع الأبوذية الشعرية باللهجة الدارجة.

وارتبط عشقها بالأبوذيات والمواويل منذ صغرها من خلال حضورها مجالس الحسين –  -.

وبدأت الجارودي فعلياً في هذا الفن قبل 11 عام، ووجدت منذ دخولها هذا المجال الترحيب والثناء من زوجها وعائلتها.

الجارودي التي تقطن محافظة القطيف وتعود أصولها لبلدة التوبي تستعد لإصدار ديوانها ”زهيريات أنثى“.

أبدت أملها في انشاء مظلة ترعى الفنون الشعبية واحتضانها في المنطقة.

على هامش مشاركتها في أمسية ” حناجر العشق” بمنتدى الثلاثاء الثقافي كان هذا الحوار وإليكم نصه ..

كيف كانت بداياتك رغم احتكار هذا اللون للذكور؟

بدايةً العلاقة بالأبوذية والموال ليست غريبة فقد ألفتهما في مجالس الحسين  مذ وعيت على مصابه ومجالسه فكان التأثر بهما أكثر من غيرهما حيث أن هذين اللونين تملؤهما العاطفة والصوت والموسيقى الشجية، كانت البداية الفعلية للكتابة بعد الإطلاع على كتابات عميد وأستاذ هذا الفن في المنطقة الأستاذ يوسف آل ابريه تقريبا في 2010 ووجدت نفسي أتقن الكتابة فيهما وأستمتع جدا بالصور والمعاني التي أخرج بها من خلالهما، لذلك اقتحمت بجرأة هذا الميدان و- إن شاء الله – يكون دخولي خفيفا ولطيفا ويضفي لمسة أنثويةً ناعمةً تزيده عاطفة ورقة وجمالا.

هل هناك من عارض دخولك في هذا اللون من الشعر؟

لا أبدا بالعكس الكل كان مرحبا ومثنيا ومشجعا.

لكل شاعر بمثابة الهزة التي تشعل فيه الشاعرية هل كانت لك مثل هذه الهزة في بداياتك؟

بلا شك هي المواقف التي نمر بها والحالات العاطفية والاجتماعية وبعض اللحظات المؤثرة في حياتنا هي التي تشكل هويتنا وتصنع مادتنا التي نجيد ومن خلالها نترجمها ونظهرها للملأ.

اول قصيدة ألفتها متى كانت وفيمن؟

أول قصيدة بشكل عام لا أتذكر ولكني أكتب منذ أن ألفت الكتابة وعرفت التعبير عن الشعور ولكن في الجامعة شاركت بأول نص منظوم وعمودي في مسابقة سوق المربد وكان وطنيا وبمناسبة ما كان يتعرض له الوطن من اعتداءات إرهابية في تلك الفترة.

حبذا تحدثينا عن أنواع هذا اللون من الشعر وأي لون انت التي تبحري فيه؟

فن الموال فن واسع ومتشعب جدا ولكل بلد خصوصيته فيه وأنا أكتب في موال الزهيري والأبوذية وموال الزهيري على وزن البسيط سباعي الأشطر تختتم أشطره الثلاثة الأولى بجناسات متفقة لفظا ومختلفة في المعنى والثلاثة التي بعدها تختتم بثلاثة جناسات متشابهة لفظا ومختلفة معنى ثم يختتم الموال بجناس مشابه للثلاثة الأولى ويسمى القفلة.

في المنتديات الثقافية عادة يكون الرجال لهم دور او قبول لشعر الموال بخلاف الانثى كيف تواجهين هذه الساحة؟

غير صحيح أبدا، للأنثى حضورها وصوتها متى ما أتيح لها ذلك قد يكون عددنا قليل جدا مقارنة باكتساح الساحة الشعرية من قبل الرجل وهذا تاريخيا طبيعي ومألوف، وعلى العكس في عصرنا هذا برزت الأنثى أكثر من أي وقت مضى ومرحب بها.

يعتقد الكثير بأن الموال يرتبط بالبحر وبطبيعة الحال ان البحر يرتبط بالرجال لذلك له قبول كيف تردين على ذلك؟

لا أعتقد أن هذا صحيح فالموال موجود في الجبل في لبنان وسوريا وفي الريف في صعيد مصر، الموال موجود جيث العاطفة والإحساس واللحظة الملهمة، نعم برز موال الزهيري بصورته التي نعرفها في جنوب العراق والخليج لأن الناس تداولته فيما بينها وأصبح موروثا وله طابع وهوية المنطقة واكتسب رقة وعذوبة من الماء والنخل وأنا أرى أنه تأثر كثيرا بالتاريخ الحسيني العاطفي في المنطقة.

هل هناك تجارب انثوية مشابهة لك؟

قرأت أبوذيات لزميلة الدراسة وفاء آل مطيلق على الفيس بوك وذكر الأستاذ يوسف آل ابريه الشاعرة نهى آل فريد أنها كتبت في هذا الفن.

الموال والابوذيات لها ربط بالحب والعاطفة هل تتحرجين من اللقاء مثل هذا امام الناس؟

أنا أفتخر بتقديم الفن أمام الجميع، هذا أدب والأدب ما دام ملتزما مراعيا للذوق العام والأخلاق فلماذا نخبئه، الحب والعاطفة من غرائزنا الطبيعية الفطرية في بني البشر.

انت كسرتي حاجز نظرة المجتمع المحافظ للشعر الغزلي الانثوي.. فكيف كانت ردة الفعل حيال ذلك؟

الكل أثنى ورحب وأشاد

ادخلتي الفصحى في الموال بينما اشتهرت باللهجة الدارجة.. لماذا؟

أصل الموال بدأ فصيحا وأنا أحببت أنا أتحدى نفسي وأكتب الموال بالفصحى وكتبت عددا منها.

جدلية الجناس هل هو حق فكري خاص.. ما رأيك؟

اللغة ملك للجميع بعض الجناسات سهلة وتتوارد لخاطر أي شاعر بسهولة فنجدها في مواويل أكثر من شاعر ولكن بعض الجناسات تكون صعبة ومولدة بمعنى أن تكون غريبة عندما تجدها عند أكثر من شاعر ومثال ذلك جناس ”وطروحة“ عند الشاعر العراقي الكبير سعد محمد الحسن والذي يقول فيها: جبل بس لخواتة وطروحة

فداهن دم ركبتة وطة روحة

بحث بالخوة عدي وطروحة

هناك تناقشت بالغاضرية

مثال هذا الجناس لو نجده عند شاعر غيره فبكل تأكيد بتكون سرقة لأن هذا الجناس مبتكر وليس مألوفا مثل بعض الجناسات السهلة، أنا أيضا عندي الكثير من الجناسات المبتكرة والتي اعتقد أنه لم يكتبها أحد قبلي كما في موال ”مرتعش“ وفيه أقول:

ناداني يا لابسة فوق الصدر مرتعش

واحزام من شدته حتى الخصر مرتعش

اخذيني مرجن إلش طول العمر مرتعش

وبزرعه بوس ولثم نطريني بس تاني

وبعلن لكل الملا هالسبر بسته آني

مو أنت ليه وطن وخديك بستاني

ويا حظ أية رجل لاقى ابحضن مرتَعش

ادخلتي مواضيع حديثة في الأبوذية.. كيف وجدتي تفاعل الوسط الشعري معها؟

تفاعل جميل جدا وهذا الطبيعي أنا بالذات في فن الأبوذية أكتبها كرد فعل لموقف أو ظرف حالي لأنها تكون جميلة وسريعة وملؤها العاطفة.

ديوان زهيريات أنثى.. متى سيبزغ نوره؟

إن شاء الله قريبا جدا الديوان جاهز من 2018 ولكني أبقى مترددة في إصداره وأتأمل مراجعته باستمرار.

كلمة أخيرة لديك..

أتمنى أن تكون هناك مظلة ترعى الفنون الشعبية وتحتضنها خاصة في ظل هذا الزحف الكبير جدا من قبل كل التأثيرات الغربية وخلع الهوية الأصيلة للتراث وكثير من القيم العربية الجميلة.

رابط الخبر اضغط هنا

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد