مزايا الاقتصاد ومعضلة التشدد حضرت في نقاشات الحضور
كان تاريخ الموسيقي ودورها الشغل الشاغل للحاضرين في ندوة منتدى الثلاثاء الثقافي أمس (الثلاثاء)، التي خلصت إلى أن رؤية 2030 منحت الموسيقي الفرصة الكاملة لإظهار خبراته وإبداعاته ومهاراته في الأداء الصوتي والغنائي والتأليف والنقد والتذوق.
وشارك في الندوة، التي حملت عنوان “المجتمع والذائقة الفنية: الموسيقى نموذجاً” كل من الباحث الاجتماعي ، ورئيس لجنة الموسيقى في جمعية الثقافة والفنون في الدمام الفنان سلمان جهام . وأدارتها رولا السنان، وحل الفنان الموسيقي محمد السنان ضيف شرف.
وتناول الباحث محسن المرهون في عرضه مفهوم الذكاء الموسيقي، وناقش أهمية السياق الاجتماعي والثقافي ودوره في تنمية المهارات الفنية. وأشار إلى دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تحديد القيم الاجتماعية وتطبيقاتها، وكذلك في عملية تعلم وتحويل الانسان من كائن بيولوجي لكائن اجتماعي، وعملية استدخال لثقافة المجتمع، لتصبح جزءاً من ذات الفرد.
واستعرض المرهون موضوع البناء الاجتماعي، ووظيفة الموسيقى من خلال عوامل تعزيز حضورها كالإنعاش الاقتصادي، وتحفيز العملية التعليمية، وتعزيز الهوية الوطنية. وقال إن ثقافة المجتمع تسهم في تحديد مكانة الموسيقى والأنماط الموسيقية، وأن صناعة الموسيقى والذوق الموسيقي قد تتعارض بسبب حضور القيمة الجمالية من ناحية، والقيمة الاقتصادية الربحية من ناحية أخرى، وتغييب القيم الأخلاقية.
وتناول الفنان سلمان جهام موضوع علاقة المجتمع بالموسيقى قبل وبعد رؤية 2030، حيث أوضح أن “الموسيقى كانت حاضرة بصورة واضحة في أوساط المجتمع لفترات طويلة، إلا أن حالة التشدد غيبت كل أشكال الفنون من الساحة، وأضعفت ـ بالتالي ـ الذائقة الموسيقية لدى المجتمع، مؤكداً على أن الموسيقى والفنون والثقافة كانت بحاجة لقرار سيادي، وهو ما تم مع طرح الرؤية، حيث استعاد الموسيقي مكانته في المملكة، ولم يعد يأخذ جمهوره معه للخارج. وعدد مواقف مختلف شرائح المجتمع من الموسيقى ودرجات اهتمامهم وتفاعلهم معها، مؤكداً على أن الجمهور هو الترمومتر الحقيقي للتفاعل مع الموسيقى. وناقش في ورقته تاريخ الحركة الموسيقية في المنطقة، ودور وسائل الاعلام التقليدية في انتشارها، وكذلك دور جمعية الثقافة والفنون بالدمام في احتضان وإعادة إحياء الفرق الموسيقية في المنطقة.
وتم في الندوة التي حضرها فنانون من مختلف مدن المنطقة الشرقية، تكريم الفنان الملحن نبيل الغانم حيث عرض فيلماً تسجيلياً، احتوى على أقوال واشادات من عديد من الفنانين السعوديين البارزين حول أعماله الموسيقية، واعتبر في كلمته أن هذا التكريم هو أعلى وسام يعلقه، لأنه يختلف عن بقية مناسبات التكريم التي أقيمت له، لأن هذا التكريم يأتي من أبناء مجتمعه ومحبيه.