الكابتن عباس الصفار.. الإيجابية مع المرض

253


في ليلة جميلة تفوح منها رائحة إيجابية. بدأ المكان يزدحم بالحضور. كان يستقبلهم بكل حب ومودة وابتسامة. حضر الجميع ليساهموا في تكريم هذا الإنسان. ليساهموا في رسم لوحة إيجابية عنوانها “نحن نحبك يا عباس الصفار”.

نعم هذا ما حدث في منتدى الثلاثاء الذي أقام أمسية جميلة بعنوان الفنون المعمارية في القطيف بمشاركة الأستاذ عبد رب الرسول الغريافي والأستاذ إسماعيل هجلس وتوقيع كتاب الدكتور محمد العوامي وتكريم الكابتن عباس الصفار؛ فكانت لوحة رائعة بضيوفها وحضورها المميز.

سأقف معك أيها القارئ الكريم لحظة لأصف لك شعور الحضور عند صعود الكابتن عباس الصفار للمنصة ليلقي كلمته التي عبر عنها بأنها كلمة عفوية وبلهجتنا المحلية لهجة أهل القطيف الجميلة. هنا صفق الحضور تصفيقًا نابعًا من القلب وملؤه الحب!

بعد الكلمة تم التكريم وإذا بنصف الحضور يقف صفًا واحدًا مع الكابتن عباس ليخلد هذه اللحظة بصورة تذكارية ملؤها البسمة والفرحة.

لم تكن كلمة مكتوبة، لم تكن كلمة بها المصطلحات الثقافية، بل هي كلمة نابعة من القلب قالها الكابتن عباس بكل بساطة ذكر فيها مختصرًا لسيرته الرياضية فقد كان لاعبًا بنادي البدر ثم انتقل لنادي الترجي وكان أحد لاعبي كرة الطائرة، ثم انتقل إلى إدارة النادي مساهمًا في مسيرته وتاريخه الرياضي.

كان له السبق في تأسيس دورة كافل اليتيم بالقطيف. ثم انتقل إلى الجزء الثاني وهو حكايته مع المرض وكيف استطاع أن يتغلب عليه، وهنا أقف عند عدة نقاط:

أخبره الطبيب بمرضه (السرطان) هذه الكلمة التي تهتز وتقشعر لها الأبدان، فهذا المرض يعني عند البعض أن الخاتمة (الموت) أصبح وشيكًا. إلا أن كابتن عباس استقبل هذا الخبر بروح إيجابية، لقد حول سرطان (السلبية) إلى كلمة أكثر إيجابية:

إن التغلب على المرض يحتاج إلى عقل منفتح، وروح مؤمنة، وقبلها بتسليم وطمأنينة إلى قضاء الله وكما قال الإمام علي (عليه السلام): “المؤمن وقور عند الهزاهز، ثبوت عند المكاره، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله” (١).

إن المريض الذي يتعامل مع مرضه تعاملًا نفسيًا واعيًا وصامدًا فإنه يتغلب على المرض بل تتقوى مناعته أيضًا، إن الكثير من الأمراض ومنها السرطان تحتاج إلى التعايش مع المرض من خلال قوة في الصبر، وتسلح بإرادة حديدية، وكما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): أيما رجل اشتكى فصبر واحتسب، كتب الله له من الأجر أجر ألف شهيد (٢).

وكان لدعاء المؤمنين أثر كبير في رفع معنوياته، وبلسمًا في شفائه كما قال الإمام الباقر (عليه السلام): أوشك دعوة وأسرع إجابة دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب (٤). حيث كانت صفحات التواصل الاجتماعي والديوانيات الاجتماعية تلهج بالدعاء له.

 

كما أن الكابتن عباس يتمتع بشخصية جذابة لحسن خلقه “المؤمن إلف مألوف” (٥) كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن يتابع يومياته سيلحظ تلك الابتسامة الجميلة على محياه، فهو “المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه” (٦). كما الإمام علي (عليه السلام).

نعم، إن الابتسامة هي شفاء وعلاج مجاني باتفاق الأطباء والعلماء معًا، فمن خلالها يتخلّص الإنسان من الاضطرابات النفسية؛ كالتوتّر والقلق والاكتئاب، كما أنها تزيل التفكير السلبي وتعرقل الأفكار السلبية، بسبب دورها المهم في تحفيز الهرمونات. وتعزيز النظرة الإيجابية، كما تقلّل من الجهد والتعب وتعطي شعورًا بالطاقة والحيوية والنشاط (٧).

نتمنى للكابتن عباس الصفار دوام الصحة والعافية، وشكرًا جزيلًا لمنتدى الثلاثاء وإدارته ممثلة في المهندس جعفر الشايب على هذه المبادرة الطيبة.

 

رابط الخبر اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد