القافلة قادرة على التطوُّر والاستمرارية

158

 

شد انتباهي مقال في موقع “القافلة” بعنوان (الثقافة السعودية تقترب من المجتمع والفرد). “القافلة” مجلة ثقافية متنوعة، تصدر عن شركة أرامكو السعودية، وتوزع مجاناً بشكل منتظم في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. “مجلة الأحداث”، التي طبعت على الآلة الكاتبة، كان أول عدد تجريبي أصدرته أرامكو في 19 ديسمبر 1951م. كان ذاك العام تاريخياً بالنسبة للمملكة، فقد تم اكتشاف حقل السفانية للزيت في المنطقة البحرية بعد عامين من التنقيب في مياه الخليج العربي. ولأن دور الثقافة هام بالنسبة للشركة، صدر في صفر عام 1373هـ/1953م، أول عدد مِن المجلة باسم “قافلة الزيت”.
كان القارئ العربي في تلك الفترة يتحرَّك بدافع الحاجة لفهم ما يدور في العالم. كانت “قافلة الزيت” في نفس الوقت تُكتب بطريقة صف الحروف في 16 صفحة مع الغلافين الأمامي والخلفي. ولأن الشعوب تتقدم عبر الوسائل الفكرية، وخاصة ما يتعلق بالتاريخ، وبمناسبة انتهاء العام الهجري 1373هـ، صدر عدد خاص مِن المجلة يروي قصة شركة أرامكو العربية الأمريكية.

وفي مقاربتها لتأريخ تطوُّر الصحافة، وأن الحاجة تدعو إلى المعرفة، بدأ عدد من الأدباء والمفكرين في نوفمبر 1954م في تحرير مقالات المجلة، ومنهم حمد الجاسر، ومحمد حسنين هيكل، وسعيد عقل وغيرهم. في مايو 1955م، زاد عدد صفحات المجلة إلى 28 صفحة بالغلافين، وأصبحت المجلة تحضر في أروقة ومكاتب الشركة داخل وخارج المملكة كعملٍ ثقافي متطور.
في أغسطس 1957م استُخدِمت صور ملونة بأربعة ألوان في الغلاف الأمامي للمجلة. جاء هذا التطور من حاجة طبيعية لدعم التقدم في الطباعة والنشر. وفي سبتمبر 1969م، صدر عدد خاص عن المملكة العربية السعودية ملوناً بألوان كاملة مع صور ملونة للملك فيصل بن عبد العزيز، رحمه الله.

رغم تلمس “قافلة الزيت” طريقها عبر صعوبات الطباعة والنشر والتوزيع، إلا أن تطور المجلة انعكس إيجابياً على كل من اطلع عليها. في فبراير 1972م، صدر عدد خاص عن مشاريع التنمية في المنطقة الشرقية بمناسبة زيارة الملك فيصل للمنطقة. هكذا بنت مجلة أرامكو تاريخها على التجارب والخبرات التي يتطوَّر التاريخ ويتكامل معها. في مايو 1983م تغير اسم المجلة مِن “قافلة الزيت” إلى مجلة “القافلة”.
في عام 1984م، صدر عدد خاص بمناسبة مرور 50 عام على إنشاء أرامكو السعودية، وهو نفس العام الذي تم فيه تعيين معالي المهندس علي النعيمي أول رئيس سعودي للشركة. في سبتمبر 1991م صدر عدد خاص بمناسبة مرور 40 عام على صدور أول عدد من مجلة “القافلة”.
شهدت المجلة حراكاً ثقافياً كبيراً يترافق مع حركة التغيير والإصلاح، واشتهرت على مستوى المشاريع الثقافية الإعلامية العربية، وخصوصاً في السعودية ودول مجلس التعاون. الثقافة عملية تنوير، ورافعة من روافع الدولة الحديثة. هكذا وُلدت، ونشأت، وتطورت مجلة (القافلة) قوية، ديناميكية، قادرة على التطوُّر والاستمرارية.

رابط الخبر اضغط هنا

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد