موسم القطيف الثقافي.. من هنا نبدأ

7

 

الأحد 13 أغسطس 2023

الأستاذ صلاح الجودر

التحولات الاجتماعية والسياسية والفكرية بالشقيقة الكبرى السعودية ليست ببعيدة عن المراكز الثقافية المنتشرة في ربوع السعودية من البحر الأحمر إلى الخليج العربي، فدور تلك المراكز كبير ومشهود لمواكبة التطورات الإيجابية التي يقودها خادم الحرمين الشريفيين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان ضمن رؤية المملكة 2030، لذا من الأهمية ونحن بالبحرين مواكبة ذلك التطور، الإيجابي والسريع، لارتباطنا بدول الخليج، السعودية والكويت وقطر والإمارات وعمان والعراق واليمن، وهي دول لنا معها ارتباط قديم وهدف استراتيجي، وما يحصل فيها من تطور هو بالتالي ينعكس على دول الخليج، وتقدمها وتطورها.

قبل أيام كانت لنا مع نخبة من المهتمين بالثقافة بزيارة منطقة القطيف بالشقيقة السعودية، وتحديدًا جزيرة تاروت العامرة، وذلك للمشاركة في تدشين منتدى الثلاثاء الثقافي الرابع والعشرين، وهي زيارة لمعرفة المستوى الثقافي والاجتماعي لمنطقة عزيزة علينا نحن أهل البحرين، وذلك لقربها وارتباطنا بها منذ القدم، فجزيرة تاروت وجزيرة دارين من الجزر التي تتشابه مع البحرين في كل شيء، حتى العبارات والكلمات والمصطلحات المستخدمة هي ذاتها بالبحرين، لا فرق في شيء، لذا كان من السهل الانسجام المباشر، خاصة أن أبناء هذه المنطقة كرماء الذين استقبلونا بالحفاوة والتكريم، وأعترف بأنني كانت جاهلًا بتلك المدينة البحرية الساحرة بنخيلها وسواحلها وأشجار المنغروف، وناسها الطيبين الكرماء.

بالمساء تم تدشين الموسم الثقافي الجديد بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين من داخل السعودية وخارجها، فكان الحضور أكثر من رائع، رجال دين، ومثقفون، نساء ورجال وشباب، وفئات مجتمعية مختلفة تأكد على أهمية هذا الملتقى الذي قارب الربع قرن من الزمان، وهو جيل كامل نشأ على الثقافة والعلم والحوار، فكانت الحصيلة التي تم الإعلان عنها بالمنتدى، العشرات من المحاضرات، والمئات من المحاضرين، والكثير من المكرمين، وهناك فعاليات مصاحبة بالمنتدى تدعو للفخر والاعتزاز، تشدين الكتب ومعارض الصور والرسم والفنون الجميلة، وغيرها كثير.

فعالية المنتدى ملتزمة بالوقت، فهي تبدأ في وقتها دون النظر إلى عدد الحضور، وتنتهى بوقتها احترامًا لوقت الحضور والمشاركين، وهناك فسحة من الوقت للأسئلة والمداخلات، شيء جميل أن نرى ذلك في إحدى المناطق التي تعتبر إلى عهد قريب قروية على الساحل، وهي تواكب التطورات التي تشهدها السعودية، والملفت والجميل أن المنتدى يستعين بالشباب دون الاستغناء عن أصحاب الخبرة والمعرفة، وأكثر من ذلك التواجد النسوي النشط بما يملكه من علم ومعرفة وحب للعمل.

إن رسالة المنتدى هي تنمية الحوار والتواصل بين المثقفين، وإشراك المجتمع في تناول القضايا الثقافية والاجتماعية المختلفة، وذلك من خلال حوار تفاعلي منظم ومتواصل ومستدام.

لاشك أن هذا المنتدى خلفه إدارة قوية وذات خبرة كبيرة، فهي تعطي الجهود والوقت كل أسبوع لرفع مستوى المعرفة بالمجتمع، وعلى مدار 24 سنة، ومن أبرز الكوادر التي التقينا بها الأستاذ جعفر الشايب رئيس المنتدى، والأستاذة هدى الناصر نائبة المنتدى، والأستاذ أمين الصفار، وآخرون، وهي نخبة واعية ومدركة لأهمية مواكبة التطور الذي تشهده السعودية في عهد الملك سلمان.

ملاحظات قبل تدشين المنتدى، فقد طفنا بمجموعة من المقاهي التي تقع على كورنيش الجزيرة ومنطقة السنابس ودارين، وهي أماكن جميلة وراقية ونشطة، وقد استقبلنا أهلها بكل حفاوة والتكريم حينما علموا بأننا من (أهل البحرين)، ثم توجهنا إلى منطقة دارين وتحديدًا إلى قصر الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفيحاني الذي تبقت منه بعض الآثار لقلعة قديمة، وبجوارها أقام السيد فتحي البنعلي متحفه التراثي الخاص في بيت قديم، وهو مكان يستحق الزيارة لما يحتويه من مقتنيات أثرية قديمة وصور ووثائق، والأجمل أنه يقع في منطقة قديمة تذكرنا بدواعيس المحرق والمنامة.

هنيئًا لكم أهل القطيف هذه النخبة المثقفة، وذلك المنتدى الجميل الراقي. وسيتجدد اللقاء معكم دائمًا، فالبحرين والسعودية وطن واحد ومصير واحد.

رابط الخبر اضغط هنا:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد