المجتمع وثقافة الصورة

3٬771

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي جماعة التصوير الضوئي بالقطيف ممثلة بكل من رئيس الجماعة الأستاذ عبد الهادي الأسود، والعضو المؤسس لها الأستاذ علي أبو عبد الله للحديث عن المجتمع وثقافة الصورة مساء الثلاثاء 19/صفر/1429هـ الموافق 26/ فبراير/2008م، وقد أدار الندوة الأستاذ موسى الهاشم الذي أكد في تقديمه على أهمية الصورة التي أضحت أحد أهم أدوات المعرفة ونقل الثقافة والتواصل الإنساني، مؤكدا على أهمية التعريف بالمؤسسات الأهلية ودورها في خدمة المجتمع، ومرحبا بأعضاء جماعة التصوير الضوئي.

بدأ الأستاذ عبد الهادي الأسود بتعريف موجز لجماعة التصوير الضوئي التي انبثقت عن نادي الفنون في لجنة التنمية الاجتماعية التابعة لمركز الخدمة الاجتماعية في القطيف في محرم 1418هـ (1998م) تحت إشراف المؤسس الفعلي لها الأستاذ علي أبو عبد الله ومجموعة من المهتمين، وذلك لتكوين منتدى لمحترفي وهواة التصوير الضوئي بهدف رعاية الحركة التصويرية الضوئية في المنطقة والعمل على ازدهارها، وتوجيهها لخدمة المجتمع، ولاحتضان الهواة والمحترفين والموهوبين لصقل مواهبهم وتبادل الخبرات معهم، وتأكيد حقوقهم، ثم تمثيل المنطقة بهم ضمن المعارض المتخصصة مع الجهات المعنية.

وفي عرض مرئي صاحب حديثه، أشار الأسود إلى أهم المعارض التي أقامتها الجماعة في مختلف مناطق الملكة ودول الخليج، وكذلك الملتقيات الشهرية التي تنظمها للمنتسبين، فضلا عن الدورات التدريبية التي تقيمها بصورة دورية.

بعد ذلك تحدث الأستاذ علي أبو عبد الله عن القراءة الفنية كمدخل لثقافة الصورة الفوتوغرافية، مشيرا لإشكالية قراءة الصورة أدبيا رغم غياب جمالياتها الضوئية كسبب رئيس يدعوه لذلك؛ فذكر بعض عناصر الصورة الأساسية والفرعية التي تقيم بها، كالمساحة واللون والنور والاتزان والتكوين، وانتقل بعد ذلك للحديث عن مجالات لمجالات التصوير الفوتوغرافي؛ فعددها شارحا بعضها بتفصيل جميل، وكان مما ذكر منها التصوير الصحفي الذي لا يعيبه غياب العناصر الفنية فيه؛ الأمر الذي تفرضه طبيعة الحدث الذي يحتاج إلى سرعة توثيقه، والتصوير العلمي بمجالاته المتعددة، وتصوير الفنون الجميلة والرحلات، وكذلك التصوير التجاري والصناعي والإعلاني الذي أشار لكونه يمثل قمة صناعة التصوير الفوتوغرافي لما يظهر من ذكاء وتمكن، وختم بمجال تصوير(fine art) وهو تصوير الأبيض أسود الذي لا يزال متربعا على عرش الفنون الفوتوغرافية رغم ما أشيع من توقعات نهايته بعد ظهور تقنية الألوان.

الفن الفوتوغرافي ينمي التذوق البصري، وفهمه يساهم في إعطاء الصورة حقها، لذا أخذت جماعة التصوير على عاتقها -كما أشار علي أبو عبد الله- ضم المواهب وتبنيها لخلق جيل صالح من المصورين في ظل تيه الكثير من الشباب الذين يجهلون اختيار الأصلح، ولأن جماعة التصوير في تقدم أقل ما يشهد له تضاعف عدد المنضمين لها إلى 300 عضو بعد أن بدأت بعشرة أعضاء فقط، وجه الأستاذ عبد الله أبو علي في ختام حديثه بشكر لمسؤولي مركز الخدمة الاجتماعية الذين ما انفكوا يعملون باحثين عن جهات ترعى أنشطة الجماعة منذ تأسيسها؛ حتى صارت من أقوى الجماعات المتخصصة في هذا المجال إن هي قورنت بها، وذلك على مستوى المملكة من ناحية الفاعلية والنشاط والإبداع.

هذا، وقد حضر الندوة العديد من المهتمين بهذا الفن، فضلا عن المثقفين الذين شاركوا بمداخلاتهم وأسئلتهم في تعزيز الوعي بالعلاقة المطلوبة بين المجتمع وهذا الجانب الفني الهام، وحول مسئولية الفنان الفوتوغرافي عن تقريب المتلقي له من أجل الوصول إلى مقروئية مؤثرة تساهم في نشر ثقافتها افتتح الأستاذ ذاكر آل حبيل  الحوار مع الضيفين مستفسرا عن الأفكار والرؤى التي من شأنها إيجاد تمدد اجتماعي لنشر ثقافة الصورة.

وتساءل السيد عباس الشبركة عن مدى تفاعل المجتمع مع أنشطة الجماعة؛ وإذ أشاد الأستاذ علي أبو عبد الله بتفاعل المجتمع الطيب ووعيه الذي يؤكده حضوره المضطرد في الفعاليات والأنشطة المختصة، مشيرا لما أشاد به مسؤولون أجانب خلال زياراتهم لمعارض الجماعة، اتهم الأستاذ وسيم العلي المجتمع بالجفاف موعزا ذلك لغياب الإعلام والجهات المسؤولة عن نشر الوعي الفني بين أفراده، وقلة الاهتمام بمجالات الأعمال الفنية المختلفة كالرسم والموسيقى، وهو ما أكده الجواب على تساؤل الأستاذ إبراهيم الحمادي عن حقوق المصور؛ حيث أشار إلى عدم وجودها في الأنظمة والقوانين القائمة.

وأجاب الأستاذ علي أبو عبد الله عن تساؤلات الحضور عن المعوقات التي تواجهها الجماعة، فأشار لكونها تتركز في خطأ نظرة المجتمع للمصور بشكل عام، مما يساهم في رفضه له، وعدم السماح له لممارسة عمله بحرية، كما أشار لكون الجماعة تعمل تحت مظلة أهلية لا تجد معها الدعم المادي المطلوب لتنفيذ بعض أنشطتها التي تعتمد في أغلبها على اشتراكات الأعضاء، فضلا عن الجهود الذاتية التي استطاعوا بها تجاوز حدود الوطن بالمشاركات العربية والدولية، والحصول على جوائز فنية وتقديرية مشهورة.

الأستاذ جعفر الشايب أشار لإمكانية تفعيل دور الفن الفوتوغرافي في المجتمع عبر تدارس آفاق التعاطي مع جماعة التصوير الضوئي، مقترحا التواصل مع اللجان والهيئات والمساهمة معها في تحقيق أهدافها، وتبني بعض القضايا الحقوقية أو البيئية، وإيصال مفاهيمها للمجتمع عبر هذا الفن، مطالبا بدعم الأنشطة الأهلية المماثلة.

وتحدث المحاضر في نهاية الندوة عن تطلعات الجماعة المستقبلية لإنشاء أكاديمية فنية للتصوير، حيث ستكون الأولى من نوعها في المملكة مطالبا بدعم هذا المشروع والتفكير فيه بصورة جادة.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد