في بادرة للاهتمام بمجال الاختراعات والابتكارات العلمية وتوجيه المجتمع لتحمل المسؤولية تجاهها استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 17/ ربيع الأول/ 1429هـ الموافق 25/ مارس/2008م أربعة مخترعين من محافظة القطيف هم الدكتور محمد نصر الفرج، المهندس حسين المحروس، والفني حسن إبراهيم المسيري، والمهندس محمد عبد الله أبو فور، وقد أدار الدكتور عادل الغانم الندوة فتحدث عن مبادرة المنتدى باحتفائها بالقضايا العلمية وتشجيعه لها، ثم رحب بالضيوف معرفا بهم، وأتاح لكل ضيف منهم الفرصة للحديث عن اختراعه ومسيرته العلمية بعد التقديم له مباشرة.
وقد بدأت الندوة بالتعريف بالدكتور محمد نصر الفرج، وهو من مواليد العوامية، حاصل شهادة الدكتوراه عام 1993م، من أبرز جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، له باع طويلة في مجال النقد والتأليف والتطوير في الكثير من الجمعيات المختصة بمجال دراسته، انتخب رئيسا بجمعية علوم الأرض في الظهران عام 1997م، وشارك في الكثير من الندوات والمؤتمرات محليا ودوليا، وقدم مع مجموعة من زملائه 3 براءات اختراع عام 2006م في الجيوفيزيا منها جهاز تطوير تقنية معالجة الموجات الصوتية لتصوير التصدعات بالطبقات الجيولوجية.
تحدث الدكتور الفرج في بداية طرحه عن التقنيات التقليدية المستخدمة لمعرفة صورة طبقات الأرض، وأنها لا تزال غير واضحة بسبب رداءة الصورة كما شرح فكرة اختراعه لتطوير تقنية حديثة لهذا الغرض أسهمت في تحسين الصور لطبقات باطن الأرض بشكل كبير، وقد ضمّن الفرج حديثه عرضا مرئيا أوضح فيه فكرة الاختراع التي تبلورت مع مجموعة من زملائه استطاعوا بها الوصول إلى درجة عالية من وضوح الصور في طبقات الأرض المختلفة.
وحيث انتهى من حديثه، عرف مدير الندوة بالمهندس حسين المحروس، وهو موظف في شركة أرامكو، تخرج من جامعة البترول والمعادن في مجال الهندسة الكهربائية، وهو عضو فعال في الجمعية العامة لمهندسي الصدأ، وكان قد رأس فرعها السعودي ما بين عامي 2001م – 2004م، تمكن من اختراع جهاز لتطوير آلية استخدام الحماية الكاثودية للحد من الصدأ في أعناق الآبار، إضافة إلى براءتي اختراع أخرتين في ذات المجال.
تحدث المحروس بداية عن التطبيقات الجديدة في مجال الحماية الكاثودية معرفا لهذا المصطلح بكونه استخدام تقنية الكهرباء في حماية الحديد، مشيرا لعدم وجود الحديد في الطبيعة كمعدن نقي بل معدن خام يتعرض للصدأ أو ما يسمى (همتايت) في ظروف معينة، واستعرض دورة الصدأ في الطبيعة مستعينا بعرض مرئي شرح من خلاله طريقة الحصول على الحديد الخالص، وذلك بإضافة طاقة حرارية قد تعطي النتيجة المطلوبة في مواصفات حديد له قابلية معينة في مقاومة الصدى أو لا تعطي، وبين أن الطاقة الحرارية ماهي إلا معدن آخر لا يتجاوز أن تتضمنه أحد قائمتين هما المعادن النشطة (أنود) العالية المقاومة للصدأ، والخاملة (كاثود) الأقل مقاومة، وشرح الدور الذي ينتجه ربطهما ببعضهما من صدأ المعدن النشط من جهة، وحماية المعدن الخامل من جهة أخرى.
ما تقدم به المحروس في شرحه، علل به تفكيره في إيجاد تقنية يستطيع من خلالها التحكم في مستوى الحماية الكاثودية المطلوبة لحماية الحديد، فجاءت فكرة صندوق التقسيم والتحكم في مستوى الحماية الذي اخترعه ليربط به بين المعادن النشطة والخاملة بحماية كاثودية عبر دائرة كهربية قادرة على تحديد مستوى الحماية المطلوبة لأعناق الآبار في باطن الأرض، ثم تحدث عن مشروعه الحالي الذي يعمل على دراسته لقياس الحماية تحت الماء، ليختم بالحديث عن أهمية ترسيخ ثقافة الإبداع في المجتمع، فاستعرض فكرة تراوده إنشاء مركز لرعاية المبدعين، واستعرض فيه الرؤية والأهداف، فضلا عن خطة العمل المتصورة.
الأستاذ حسن مسيرى كان الضيف الثالث، وهو موظف في المؤسسة العامة لتحلية المياه في محطة الجبيل، قدم عرضا مفصلا عن اختراعه لجهاز تعبئة الفريون بصورة أوتوماتيكية، فبدأ حديثه عن الضغط الذي يواجهه العمل على تعبئة الأجهزة الكبيرة بالفريون كدافع للتفكير في حل بديل يخفض تكاليف التعبئة من جهة، ويقلل عدد الأيدي العاملة من جهة أخرى.
وقد فصل المسيري شرحه لمراحل اختراعه بدءا من بالفكرة، مرورا بدراستها، ثم تجميع القطع المطلوبة لها وتركيبها، ووصولا بمرحلة التجربة التي أثبتت نجاحها في ظل ضغط محدود يسعى لتطويره، وقد عزز شرحه بالأرقام في ذكر مواصفات الجهاز وطاقته ووزنه وما إلى ذلك، وختم عرضه بالحديث حول طريقة عمل الجهاز.
الضيف الأخير كان الفني محمد عبد الله أبو فور، وهو موظف في شركة أرامكو أيضا، سافر إلى أمريكا لدراسة الفحوصات اللا إئتلافية، وتخرج بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، تجاوز الكثير من اختبارات هذه التخصص حتى نال جائزة أفضل فني في العالم بين 6000 فني من 90 دولة، وتم تكريمه في هيوستن، حصل على شهادات كثيرة، ومثل شركة أرامكو في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية، كما ساهم في تطوير أجهزة الفحوصات اللا إئتلافية فيها.
وقد أعطى الضيف أبو فور في بداية حديثه فكرة عن الفحوصات اللا إئتلافية وكونها موجات فوق صوتية تفحص بها معامل الغاز دون إن يتم إيقافها، الأمر الذي من شأنه التأثير على الإنتاج، وتحدث عن أهمية هذا التخصص وقلة طلابه في المملكة رغم ما يفتحه من آفاق وظيفية واسعة استفاد منها شخصيا، مؤكدا على الشباب التفكير بجدية في للتخصص في المجالات المطلوبة.
انطباع الحضور كان إيجابيا تمثل في مداخلاتهم، فشجعوا الضيوف وشدوا على أيديهم، تساءل بعضهم عن بعض تفاصيل الاختراعات، واستعرضوا نماذج لتجارب إبداعية على مستوى العالم، تحدث الدكتور توفيق السيف عن عدم الاقتصار على البعد المعنوي كحافز للمخترعين والمبدعين وضرورة وجود الحوافز المادية أيضا الأمر الذي خالفه فيه الدكتور محمد الفرج باعتبار ذلك مهما ولكنه ليس ذا أولوية، وطالب راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب بإيجاد حاضنات للمبدعين والمبتكرين في المنطقة تعوض عن النقص الحاصل في برامج التعليم واهتمامات الأسر في تشجيع أبنائها على الابتكار.
المحاضرة الكاملة: