استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 4 ذو الحجة 1429هـ الموافق 2 ديسمبر 2008م كل من الأستاذين نضال المسيري ويوسف السيهاتي للحديث حول “مواقع الانترنت: المسؤوليات والتحديات”. أدار الحوار عضو لجنة المنتدى الأستاذ زكي البحارنة الذي تحدث عن دور شبكة الانترنت في المجتمع مشيرا إلى الزيادة الملحوظة لمستخدمي الانترنت في السعودية حيث ارتفع من 200 ألف مستخدم عام 2000 إلى حوالي 5 مليون مستخدم عام 2006م، مما يعني تأثراً متبادلاً لمواقع الانترنت على المجتمع واعتمادها كوسيلة حديثة وسريعة وحرة لتبادل الأفكار والآراء.
وعرف مدير الندوة الضيفين، فالأستاذ يوسف السيهاتي مسؤول إعلامي لعدة مواقع انترنت من بينها مجلة الكلمة ومنتدى الساحل الشرقي وعضو اللجنة الثقافية بنادي الخليج بسيهات، وأصدر عدة كتيبات ونشرات حول الموضوع. أما الأستاذ نضال المسيري فهو مدرب حاسب آلي وأقام العديد من الدورات والمحاضرات وهو مؤسس موقع بوابة تاروت الالكترونية وألف كتابي “مبادئ علم الكمبيوتر” و”الشات قصص وعبر”.
تحدث الأستاذ يوسف السيهاتي عن المواقع الالكترونية وكيف أنها استطاعت أن تحقق موقعاً متقدماً في مجال الإعلام الحديث بعيداً عن القيود الرسمية والاجتماعية، واستعرض أنواع المواقع الالكترونية كالمواقع الشخصية والمواقع العامة والمنتديات الحوارية والشبكات الإخبارية شارحاً دور ومهمة كل نوع منها. وأكد السيهاتي في حديثه على مسؤولية مواقع الانترنت في امتلاك الشفافية مع روادها بناء على الأهداف التي تطرحها. كما أشار إلى ابرز الثغرات والنواقص فيها كالاجتهاد الشخصي والتكرار دون تنسيق أو ترشيد، كما إنها تعكس في كثير من الأحيان التناقضات الاجتماعية القائمة خصوصا المنتديات الحوارية التي فسحت المجال أمام الجميع للكتابة بأسماء مستعارة واستغلال الفسحة الإعلامية المتاحة.
وأشار السيهاتي إلى أن استخدام الأسماء المستعارة هو نتيجة طبيعية لحرمان المجتمع من الحرية في التعبير عن الرأي والخوف من التبعات الأمنية والاجتماعية، مطالبا بتفعيل دور الذكاء الإعلامي الفطن عبر الانتقال إلى مرحلة التقنين والترشيد وتأسيس رابطة للقائمين على مواقع الانترنت لإلغاء حالة التكرار التي تستنزف الجهود والإمكانيات والسعي للتطوير الدائم والمستمر.
كما طالب السيهاتي بالتركيز على تقنيات البث المباشر عبر شبكة الانترنت واستعرض مجموعة من المواقع الإخبارية التي تستخدم هذه التقنية، مؤكدا على ضرورة تدريب الكفاءات المحلية وصناعة استوديوهات تفاعلية تنافس في مستواها القنوات الفضائية.
أما الأستاذ نضال المسيري فقد استعرض تجربة إنشاء موقع بوابة تاروت كنموذج للمواقع المحلية التي يرتادها قسم كبير من أبناء المجتمع، حيث تم تدشين الموقع عام 1995م ولم تكن حينها الانترنت متوفرة في السعودية حيث كان يتم تشغيل الموقع من خارج المملكة. واستعرض المواد التي يحتويها الموقع في جوانبها التعريفية بالتاريخ والثقافة إضافة إلى المنتدى الحواري الذي أنتج حوارات جادة ومهمة حول مختلف القضايا وابرز كفاءات جديدة من الكتاب وكذلك الإفصاح بوضوح عن قضايا المجتمع التي كانت تعتبر محصورة، كما أشار إلى دور المنتديات الحوارية في صناعة الرأي العام والتأثير عليه على الرغم من وجود مواقف متباينة من حدود القضايا المطروحة للنقاش في هذه المنتديات.
واستعرض راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب خلال مداخلته التي شكر فيها المشاركين من المشرفين على مواقع الانترنت في المنطقة، استعرض محتويات موقع منتدى الثلاثاء الثقافي مشيرا إلى انه يسعى لان يكون رائدا في رصد وتوثيق أنشطة المنتديات الأخرى على مستوى المملكة، ومطالبا بالاستفادة القصوى من الإمكانيات التي تتيحها شبكة الانترنت في تعزيز ثقافة الحوار الجاد بين المواطنين وذلك بان يساهم مشرفو مواقع الانترنت للدفع بهذا الاتجاه، وان تكون هذه المواقع انعكاسا ايجابيا وتفاعليا لأفكار الناس بكل حرية وشفافية.
وانتقد بعض الحضور عزوف المثقفين من المشاركة الفعالة في المنتديات المحلية واقتصارها على عموم الناس، مطالبين بدور اكبر لهؤلاء المثقفين الذين يدعون المجتمع للمشاركة والفاعلية، كما أثير في الجلسة جدلا حول قضية المواقع العائلية بين مؤيد ومعارض لها من ناحية إنها وسيلة تواصل إخبارية بين أفراد العائلة وبين إنها تعزز التقوقع على الذات وتكرس الانقسامات الاجتماعية. وحول استخدام الأسماء المستعارة في المشاركات الحوارية على شبكة الانترنت أشار بعض الحضور إلى أنها انعكاس واقعي لحال أفراد المجتمع الذين لم يتعودوا الحرية في التعبير عن آرائهم خوفا من الضغوط الأمنية أو الاجتماعية التي لا تقل عن سابقتها أثرا، فهنالك قمع فكري قوي في المجتمع المحلي يجعل من الصعوبة بمكان التعبير عن الرأي بكل حرية وتجرد، مع أن هنالك قناعة بأن المعرفات الوهمية ساهمت في زيادة المشاركين في المنتديات الحوارية بشكل كبير.
وشارك في اللقاء الدكتور محمد مهدي الخنيزي عضو المجلس التنفيذي لهيئة حقوق الإنسان الذي أشار إلى أهمية توجه المواقع المحلية للانفتاح على الآخرين وعلى القضايا الوطنية المختلفة وتجاوز الإخبار المحلية والابتعاد عن المهاترات المذهبية والاجتماعية عبر الحوار الهادئ والمتزن. واستعرض الاستاذ حسن طلاق تجربة موقع منتدى سنابس والتحديات التي واجهته إلى أن تمكن من أن يتحول إلى احد ابرز المواقع المحلية ارتيادا من خلال قدرته على الاستجابة السريعة لحاجات المتصفحين واستحداث أبواب حوارية جديدة كقضايا الابتعاث والفرص الوظيفية ومشاكل المراهقين وغيرها من الأبواب.
كما أشار الأستاذ سعيد الخباز إلى أن غياب المصداقية لدى بعض المواقع المحلية ساهم بشكل كبير في إرباك المتصفحين وتمرير معلومات وأخبار غير دقيقة حول قضايا مختلفة لعل أبرزها الجوانب المالية والأخبار الاقتصادية مؤكدا على مسؤولية هذه المواقع في التدقيق على معلوماتها وأخبارها. وطرح احد المتداخلين أهمية تطوير التشريعات القانونية التي لا تزال قاصرة في المملكة لحماية المجتمع من المهاترات وإثارة النعرات الاجتماعية التي تنعكس سلبا على المجتمع.
المحاضرة الكاملة: