“لقاء الصالونات” يقترح مسمى “المنتدى” بديلاً

3٬180

دعا مؤسسو الصالونات الثقافية في ملتقاهم المنعقد في مكة المكرمة تحت عنوان ((الصالونات الثقافية وتجربتها في نشر ثقافة الحوار)) بإشراف مباشر من مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني إلى ضرورة تحمل الصالونات الأدبية مسؤوليتها في إيصال نبض المجتمع وهمومه إلى المؤسسة الرسمية ومجلس الشورى.
وتمنى المؤتمرون في اللقاء الذي حضره وزير التربية و التعليم الدكتور عبدالله العبيد أن يتسع المجال لمزيد من المنتديات التي تسد فراغا وتأتي كحلقة وصل بين المؤسسة الثقافية ومنتديات الإنترنت. وتمنى رئيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين أن يخرج هذا اللقاء بالنتائج المرجوة والنافعة.
وأوضح الحصين أن التنوع والثراء اللذين هما من خصائص الحوار سيحققان عندما تشترك هذه الصالونات في لقاءات حوارية، وهو ما أوجب عقد مثل هذا اللقاء للبحث في كيفية سبل الالتقاء والتواصل, مشيراً إلى أن الهدف منها بحث هموم الوطن والمجتمع والوصول إلى ما يصبو إليه الجميع من تنمية وتطور.
أما نائب رئيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الدكتور راشد الراجح فأشاد بدور حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في فتح آفاق التواصل والمناقشة والحوار.
وأشار إلى أن مثل هذه اللقاءات تجتمع فيها الآراء مع نوع من الاختلافات المفيدة في وجهات النظر, وقال ((إن ما يقدم من آراء وأطروحات مختلفة في الرأي والثقافة التي تصاحب عادة مثل هذه اللقاءات تعد مفيدة، وتثري الفكر والحوار، وتهدف إلى تبادل الآراء ونشر الأفكار والمقترحات التي يمكن الاستفادة منها)).
من جهته، استعرض أمين المركز الدكتور فيصل بن عبد الرحمن بن معمر النتائج والأهداف المرجوة من هذا اللقاء من إثراء للحوار والمناقشة، وأهمية التعاون ما بين المركز والصالونات الثقافية.
وكانت الجلسة الأولى افتتحت بورقة قدمها محمد سعيد عبد المقصود خوجة تحدث فيها عن مسيرة الصالونات منذ مطلع العهد السعودي المعاصر، مستعرضاً المسميات التي كانت تطلق عليها مثل ((المركاز، والشبكة، والشلة، والرواق))، وثمن للدولة إتاحتها الفرصة لمثل هذا النشاط الأهلي.
وفي مداخلة للدكتور مسعد العطوي أوضح أن المثقفين الوافدين وجدوا في الصالونات متنفساً يغريهم بالبقاء، إذ وجد بعضهم أنها تكسر حاجز العزلة الذي يعيشه المثقف الوافد.
فيما أثار مشرف ملحق الرسالة في جريدة المدينة عبد العزيز القاسم حفيظة الخوجة حين وصف ((بعض)) المنتديات بـ ((الإستقراطية)) وحفلات الوجاهة، وعلق الشاعر عبد الرحمن موكلي بأن الحوار بمعناه الحضاري لم يشكل في مجتمعاتنا إلا بعد حادثة الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، وعارضه المهندس عبد المحسن الماضي قائلاً (( إن الحوار موجود مسبقاً إلا أن الاعتراف به جاء أخيراً)). من جانبها، تحدثت التشكيلية صفية بن زقر عن صالونها الأسبوعي وكيف تغير مسماه إلى ((الملتقى الثقافي))، مؤكدة على الحضور الإيجابي للمثقفة السعودية.
فيما أكد صاحب صالون ((الرحمة)) واصف كابلي، أن العناية بالشبان ومنحهم الفرصة من أهم روافد ترسيخ مبدأ الحوار الذي نتحدث عنه طويلاً، مشدداً على أهمية الرسالة التي ينبغي أن تضطلع بها الصالونات والمتمثلة في إيصال هم المجتمع للسلطة، ونقل واقع الحياة للمؤسسة الرسمية.
وانتقد الكاتب الدكتور حمد الماجد تركيز ((بعض)) الصالونات على الأسماء اللامعة باعتبار أنه ((ليس كل لامع نافعاً))، وتمنى على المعنيين بالنشاط الثقافي أن يسهموا في نقل نشاط الصالونات إلى واقع الحياة وفضاء المدرسة، ((لأن ما يدور في الصالونات يمثل وجبة جميلة توفر تجسير الفجوة، وتحجم الجفوة الحاصلة في مجتمعنا بين الأجيال المختلفة، وبين الشبان والمنتديات الثقافية.
وحول تسمية الصالونات تحدثت صاحبة صالون مها الثقافي مها فتيحي عن إشكالية المصطلح، وذهبت إلى أن التسمية لا تمثل عائقاً ولا محوراً للنقاش، وما يهم دائماً هو ما يقدم من مضمون ومحتوى. فيما تحدثت الشاعرة سارة الخثلان عن إشاعة البعض للهواجس الأمنية والتحذير من السلطة عند التفكير في نشاط ثقافي ووطني، وأكدت أنها افتتحت صالوناً ثقافياً منذ زمن ولم يتعرض لها أحد.
وأشار عدنان العفالق إلى أن صدقية الصالونات ترتبط بمساحة الحرية المتاحة لها لتناقش كل المواضيع من دون انتقائية، فيما يرى الكاتب الدكتور فهد الجهني أن حضور المرأة في المشهد الثقافي ضرورة ومطلب بل وغاية، وأما مشاركتها فوسيلة ينبغي آلا تتعارض مع الثوابت، معتبراً أن العرف الأخلاقي للناس مرده إلى الدين. وأكدت المثقفة الدكتورة ابتسام الصادق أن على المثقف أن يعرض نفسه ويقدم نتاجه للمؤسسة الثقافية أهلية كانت أم خاصة، وتحدثت الدكتورة عواطف سلامة عن تجربة النساء الثقافية والعلمية عبر اللقاء الشهري الذي تنظمه عدد من المثقفات في الرياض في آخر يوم أحد من كل شهر، داعية إلى الاختصاصية في الطرح، وعدم إفساد المتعة المعرفية بالمدخلات والتعلقيات. وارتأت الشاعرة هدى الدغفق أن دعوة مركز الحوار لهذا اللقاء تعد نقلة مهمة، تشكل بذلك صالوناً ثقافياً وطنياً، وقالت ((لن تستمر اللياقة الفكرية إلا بوجود مثل هذه المنتديات الثقافية)).
واعتبر الكاتب نجيب الزامل الصالونات أنموذجاً للوفاء والتكريم للرواد والمبدعين الذين خدموا الوطن بإخلاص، وثمن دور الصالونات باعتبارها تكملة لمشروع الثقافة الوطنية لكونها تسد ثغرة في الحلقة التوعوية، وأكدت الكاتبة الإعلامية نبيلة محجوب أهمية احتواء الشبان والشابات في هذه المنتديات، مستشهدة بمنتداها المعني بالشابات الذي أسسته في جدة ليختص بالشريحة الشبابية من النساء، لمناقشة مشكلاتهن وهمومهن وطرح الحلول لقضاياهن. وأبدى الكاتب زكي الميلاد استياءه من تجربة الحوارات المغلقة، متطلعاً إلى نقل الحوار إلى فضاءات أرحب وتجديد الأفكار والأساليب بعيداً من المناطقية والفئوية، ويرى صاحب ثلوثية المشوح محمد بن عبد الله المشوح (( إن تنوع اهتمامات الصالونات دليل على توسعنا في الرؤية)).

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد