منتدى الثلاثاء يناقش صناعة التميز اجتماعيا

3٬344

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 11 ذو القعدة 1431هـ الموافق 19 اكتوبر 2010م سماحة السيد حسن النمر في محاضرة تحت عنوان “صناعة التميز في العمل الاجتماعي” حضرها لفيف من المثقفين والكتاب وجمهور غفير. ادار الندوة الناشط الحقوقي الاستاذ ذاكر الحبيل الذي تحدث في مقدمة الندوة عن حاجة المجتمع الماسة للتميز وعن دور التميز في رفع مستوى اداء وفاعلية المجتمعات المتحضرة مؤكدا على اهمية طرح هذا الموضوع ومناقشته، ثم عرف المحاضر بأنه من مواليد الاحساء بالمملكة العربية السعودية ويعد من ابرز علماء الدين الشيعة فيها ودرس العلوم الادبية والشرعية على يد كبار علماء الحوزة الدينية في النجف وقم، وهو مجاز بالرواية ووكيل شرعي لابرز مراجع الدين الشيعة، وله العديد من المؤلفات في الاخلاق وعلوم الفقه والتفسير.

بدأ ضيف اللقاء بالحديث عن التميز بتعريفه بأنه التنافس في عمل الخير بعيدا عن المفردات السلبية التي قد تترتب عليه كالتكبر واستشعار الفوقية على الآخرين والعجب والعصبية. وانتقل السيد النمر للحديث عن موقف الاسلام من التميز باستشهاده بآيات قرآنية تدعو الى التكامل والرقي والتفاضل في الكمال مؤكدا على ان التميز صفة تنسجم مع الايمان متمظهرة بضرورة الشعور به والسعي اليه. “السابقون السابقون، اولئك المقربون”، “هم درجات عند ربهم”، “ان اكرمكم عند الله اتقاكم”، بالاضافة الى آيات وروايات كثيرة تؤكد على أهمية التميز من جوانب وابعاد مختلفة.

انتقل المحاضر بعد ذلك لتوضيح الفرق بين التميز في بعده الفردي والجمعي، موضحا ان التميز الفردي على اهميته قد لا يكون منعكسا على المجتمع الا في حال توفر البيئة المناسبة لذلك، فهنالك عباقرة مبدعون بقوا فرادى لم ينعكس ابداعهم وتميزهم الفردي على مجتمعاتهم بل ان بعضهم بقي منبوذا في مجتمعه بسبب تخلف مجتمعاتهم. واوضح ان بعض المجتمعات تكون طاردة للتميز وبالتالي فلا تستوعب او تتفاعل مع حالات التميز الفردية وتحولها الى حركة جمعية. واستشهد السيد النمر بحال المجتمع المكي في قبالة مجتمع المدينة الذي كان اكثر تهيئا واستعدادا للتفاعل مع الرسالة المحمدية المتميزة بحيث تحول الى مجتمع فاعل ومتميز، مؤكدا ان البيئة الاجتماعية المناسبة توفر ظروفا افضل لبروز الافراد المتميزين والمبدعين.

وتحدث ضيف الندوة عن الاسباب والسنن التي تحكم التميز الاجتماعي موضحا انه ليس وليد الصدفة وانما هو نتيجة لجهود وعمل المجموعات بصورة منظمة وفاعلة، مشيرا الى ان التميز ليس مربوطا بالمجتمعات المؤمنة او المتدينة دون غيرها بل هو حالة تنتج عن الفعل الجمعي والارادي المخطط لاي مجتمع، كما ان صناعة التميز تعتمد على قوانين ومبادئ قد تستمر وتتواصل لتتحول الى مناهج سلوكية ومعرفية في حياة الافراد والجماعات.

واوضح سماحة السيد حسن النمر بأن التميز قد يكون جبريا او اضطرارايا كمن يولد موهوبا يتمتع بقدرات فائقة وتميزه هذا لا ينعكس عادة على المجتمع، او ان يكون اختياريا وهو الناتج عن صناعة انسانية من خلال توظيف الفرد لبعد متميز في قدراته لم يستطع غيره توظيفها، وهذا النوع الثاني هو الذي عادة ما ينعكس ايجابا على المجتمع بصورة عامة لانه نتيجة ظروف وبيئة مناسبة للتميز. وأشار المحاضر الى ضرورة التميز للمجتمع في المرحلة الراهنة باعتباره واجبا اجتماعيا نظرا لتهيؤ الظروف من ناحية تنوع مصادر المعرفة وتعدد مجالات الكفاءات في المجتمع وبسبب التحديات التي تواجهه، وعدد مجالات التميز في ابعادها الاجتماعية من خلال تعزيز التوافق الاجتماعي، والعلمية باحتضان الطاقات، والثقافية كرافعة لتوعية المجتمع، والاقتصادية بالتوظيف الامثل للسيولة المالية.

وفي نهاية حديثه أشار المحاضر الى ضرورة توفر رؤية واضحة لخلق حالة التميز في العمل الاجتماعي موضحا عناصرها الرئيسية كالارادة والتخطيط والتنفيذ والمراقبة والمراجعة والتعاون، مشيرا الى اهمية استكشاف آليات التميز والتعرف على عوامل التقدم والتقهقر في المجتمعات، وأكد في كلمته الى ان التميز في المجتمع هو محصلة تميز افراده المبدعين.

بعد كلمة السيد النمر، اعطي المجال للفنانة ايمان الجشي التي تقيم معرضها الفني للاسبوع الثاني على التوالي في المنتدى للحديث عن تجربتها الفنية، فأشادت بمبادرة المنتدى لاقامة معارض فنية خلال المحاضرات موضحة ان المدرسة الحروفية العربية التي تنتهجها هي من ارقى الفنون التشكيلية لانها تجمع بين الخط والرسم واللون، وان فنها يتميز باستخدام السطح المتعرج وتكرار الحرف وتداخله وتناسق الالوان.

بدأت المداخلات بمشاركة للدكتور توفيق السيف الذي اوضح انه ليس هنالك علاقة مباشرة بين الايمان والتميز مع ان الايمان فيه مضامين تدفع للتميز، واعترض على فكرة وردت في الكلمة مفادها تفضيل قريش على العرب مؤكدا انها تتنافى وروح الاسلام فلا افضلية بين البشر بالولادة، كما بين اهمية الحرية باعتبارها شرطا للابداع والتميز في اي مجتمع. تحدثت بعده الاستاذة امتثال ابو السعود مطالبة بتعاون المتميزين لتحقيق الحالة الجمعية والاستفادة من تجارب المجتمعات الاخرى وتنمية الشعور بالشراكة والمسئولية الاجتماعية.

أما الفنان التشكيلي محمد المصلي فأشار الى دور الدولة في رعاية التميز على الصعيد الوطني عبر وضع استراتيجية عمل متكاملة وبعيدة المدى، وتساءل الاستاذ حسن الجمعان عن مواصفات المجتمعات الطاردة او الجاذبة للتميز وأسباب ذلك. وطالب الاستاذ طارق المحمد بضرورة الاستثمار الامثل للحقوق الشرعية باعتبارها اصولا مالية للمجتمع بحيث تعود عليه بفوائد حقيقية، كما شارك في النقاش الاستاذ عبد الله السعد رئيس جمعية شباب المستقبل للتعريف بأنشطة ومبادرات الجمعية داخل وخارج المملكة.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد