منتدى الثلاثاء الثقافي وحوار حول الشباب وتحديات المستقبل

3٬920

في أمسية شبابية بامتياز أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ندوة حوارية مساء الثلاثاء 15محرم 1432هـ الموافق 21 ديسمبر 2010 تحت عنوان (الشباب وتحديات المستقبل) في ثلاثة محاور: التعليم، البطالة، المشاركة وذلك باستضافة خمسة من الطاقات الشابة الواعدة، كما صاحب هذه الندوة فعاليتان الاولى مشاركة فنانتين من الشباب التشكيليات زينب الناصر وأمل الحكيم بلوحات فنية متميزة ،حيث تحدثت الناصر عن التجربتين ذات الاتجاه السريالي والمعبرة عن الانسان ومشاعره وفكرة الحرية وكرامة الانسان. والثانية كانت توزيع آخر إصدار للكاتب حسن حمادة الذي حمل عنوان (الشباب والتحديات المعاصرة).

أدار حوار الأمسية الأستاذ وليد سليس الذي رحب بالحضور الشبابي واصفا إياهم بأنهم الكتاب المفتوح لهذه الأمسية، وأشار في تقديمه الى أن شريحة الشباب هم الأكثر في معظم دول العالم وفي نفس الوقت هم المغيبون عن واقعهم الاجتماعي، فقد تم إغفال وضع استراتيجيات مخصصة للشباب واقتصر الحديث على الكلمات والشعارات الرنانة بأنهم أمل المستقبل دون إيجاد الحواضن المناسبة لهذه الشريحة التي تتعرف على مشاكلهم، مما شكل خسارة كبرى للدول لعدم استفادتها من هذه الطاقات.

وعرف مدير الندوة بعد ذلك بضيوف الحوار وهم: السيد موسى السادة طالب في الثالث ثانوي بمدرسة صفوى الثانوية، مؤيد مهدي الخباز طالب سنة أخيرة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن تخصص مالية، محمد كمال المزعل طالب مبتعث مرحلة البكالوريوس بأمريكا جامعة أوريجن تخصص مالية، زينب السادة خريجة جامعة الملك سعود تخصص ترجمة وموظفة بشركة وورلي بيرسون، واخيرا سماح السنان خريجة جامعة الملك سعود تخصص مختبرات غير موظفة حاليا.

في البدء أتاح الأستاذ سليس للكوكبة الشبابية ليتحدثوا باختصار عن واقعهم وهل هم قلقون من المستقبل ؟؟ فمن جهته أكد محمد المزعل على حديث مقدم الندوة حول تغييب الشباب عن صناعة القرار خصوصا في الماضي، وقال أنه يشعر بالقلق من المستقبل ولكنه في مواجهة هذا القلق يردد عبارة سمعها من مدير أحدى الجامعات (الحظ يكون عندما تكون مستعدا للفرصة المناسبة حينما تأتي) فأنا أستعد بالحصول على الشهادة المناسبة والحرص على فرص التدريب في الاجازات ومراسلة الشركات من الآن لكي أكون مستعدا لالتقاط الفرصة بعد التخرج، فيما عبرت زينب السادة عن عدم قلقها من المستقبل، لأنها تثق بنفسها وقدراتها وأنها قادرة على تقديم نفسها بالشكل المطلوب للحصول على الوظيفة.

مؤيد الخباز قال أن الشاب يجب أن يشعر بشئ من القلق كي يحفز نفسه لتجاوز العقبات المحتملة، وأبدى قلقه من مستوى التعليم الحالي الذي يمكن أن يكون عائقا اماما الشباب أن يكونوا روادا للتنمية، وقال أن واقع التعليم الحالي بالسعودية يسبب هاجسا وقلقا لدى الكثير من الشباب، كما ذكر أن سيطرة الأجانب على وظائف الشركات يشكل عاملا سلبيا آخر للخريج السعودي. وقالت سماح السنان بوضوح أنها خائفة من الوضع الحالي ومن المستقبل والسبب أن التخصصات الطبية تختلف عن باقي التخصصات فعدم توفر الوظيفة لسنة كاملة يجبرها على إعادة الاختبار لتتأهل للوظيفة مرة أخرى وقد لا تحصل عليها، وابدى موسى السادة الطالب بالثانوية تفاؤله بالمستقبل، ولكنه عبر عن قلقه من أن طبيعة الواقع الحالي التي لا تشير إلى حدوث تغيير سريع.

ثم انتقل الحوار حول المحور الأول للقاء وهو (التعليم) حيث تطرق مقدم الندوة لما ورد في ميزانية المملكة للعام المقبل2011م حول مخصصات التعليم التي بلغت مائة وخمسة وخمسون مليار ريال أي حوالي 26% من الميزانية بزيادة 8% عن العام الماضي وأوجه صرفها، ثم دار الحوار مع ضيوف الأمسية حول عدة نقاط تضمنت: رؤيتهم لمستقبل التعليم ، وانعكاس المناهج المطورة واستخدام بعض وسائل التقنية الحديثة، ومستوى التعليم لمدارس البنات والتخصصات المتاحة لهن، وموضوع مقارنة الطالب خريج الجامعة المحلية مع خريج جامعات الخارج، ومسألة مخرجات التعليم.

المزعل أشاد بالخطوات التي تضمنتها الميزانية من زيادة عدد المدارس المملوكة للوزارة والكليات وببرنامج خادم الحرمين للابتعاث ولكنه أكد على أهمية زرع ثقافة الاهتمام والايمان بالتعليم منذ الصغر لتكون العملية تكاملية وتؤتي أكلها في النهاية في انتاج كفاءات مؤهلة. موسى السادة أكد على أن المناهج المطورة أخرجت المادة من الورق الى التجربة الحية، غير أن الوزارة لم توفر لحد الآن الوسائل اللازمة لتحقيق هذا الهدف، مما يشير الى المفارقة بين حجم الميزانية المخصصة وانعكاسها على متطلبات المناهج المطورة وطالب بتشكيل لجان تشرف على ايصال هذه المتطلبات الى المدارس.

السنان من جهتها شكت من حصر بعض التخصصات للرجل دون المرأة في الجامعات المحلية مثل تخصص التكنولوجيا الطبية الحيوية وكذلك التشريح والهندسة وهي تطالب بفتحها للبنات لعدم موضوعية أسباب حصرها على الآولاد في الوقت الحاضر لاسيما أن المبتعثات للخارج يدرسن هذه التخصصات وهم بحاجة لفتح مجال التوظيف أمامهن، وشاركت زينب السادة زميلتها الرأي في ذلك ، ولكنها من جهة أخرى شكت من قلة الجامعات الحكومية في المنطقة الشرقية مما يضطرهن للدراسة في منطقة الرياض وجدة وقالت بأن توفير جامعات أهلية لايحل المشكلة لأنها مكلفة. وتساءل الخباز لماذا لم تتضمن ميزانية التعليم مخصصا للمناهج المطورة حيث أبدى ملاحظته عليها بأنها تضم كما كبيرا من المعلومات المحشوة دون توفير تقنينات ايصالها للطلبة، وتطرق لعدم تأهيل اساتذة الجامعة (البترول نموذجا) من خلال دورات للتدريس وايصال المعلومة، حتى أن بعضهم لا يجيد استخدام التقنيات الحديثة.

بعدها وجه الأستاذ سليس الحوار نحو موضوع (البطالة) مقدما له بقراءة نص من خطة التنمية التاسعة المقرة من مجلس الوزراء قبل أكثر من شهر حيث أشارت الى ارتفاع حجم العمالة الكلية من سبعة مليون عام 1425هـ الى ثمانية مليون عامل نهاية عام 1429هـ بمعدل نمو 2.8% حيث تشكل العمالة المحلية ثلاثة مليون وستة وسبعون عامل أي بنسبة 46.9% من اجمالي العمالة الكلية وتمثل الاناث 12.8% من اجمالي العمالة الوطنية مما وفر 836 ألف فرصة عمل جديدة شغلت العمالة الوطنية 458 ألف فرصة.

بدأت زينب بالتعليق على ما ذكر من إحصائيات موضحة ان المشكلة ليس في عدم توفر الوظيفة انما المشكلة تكمن في عدم قدرة بعض الأشخاص على الوصول للوظيفة اما بسبب الكفاءة أو بسبب التمنع من بعض الأعمال، فيما أجابت السنان أن البطالة محفز للبحث عن عمل وليس العكس، غير أن المشكلة في تعامل بعض الجهات حيال هذا الموضوع وروت تجربتها الشخصية مع احد المستشفيات حيث طلبوا منها مستوى اكاديميا اعلى وخبرات طويلة وبراتب لا يتناسب مع كل هذه الطلبات. وطالب مؤيد الخباز في معالجته لموضوع البطالة الشركات الكبرى كأرامكو أن تساهم في تأهيل الطلبة بما يساعدهم على الانخراط في سوق العمل، أما موسى طالب الثانوية فذكر أن موضوع البطالة يضغط عليه في اختيار التخصص الذي تطلبه السوق حتى لو كانت رغبته بتخصص مغاير.

حول السعودة قدم المزعل بديلا لفكرة السعودة ورأى أن الجنسية لا يجب أن تكون عائقا للوظيفة قائلا أن التركيز على الكفاءة هو البديل الحقيقي وأكد على أهمية الانسجام مع ما تتطلبه سوق العمل كبديل لتوجه السعودة حتى لو أدى ذلك الى اخذ تخصص آخر، وتحدث عن تجربة الشركات الأمريكية في هذا الشأن، فيما اختلف معه موسى السادة من منطلق أن السعودة تعزيز للكفاءة الوطنية، وحول أولوية الوظيفة أم الراتب العالي اتفقت السنان والسادة على أولوية الوظيفة كسبيل لاكتساب الخبرة، كما اتفقتا حول العمل المختلط وأنه فرض نفسه نظرا لتغير نمط الحياة عن السابق ولحاجة بعض المؤسسات للمرأة والرجل ليخدم الرجل أخيه والمرأة تقدم خدمتها للمرأة في ظل الضوابط المعمول بها بالمملكة.

وحول موضوع (المشاركة) عبر الطالب موسى السادة عن تأييده لتقدم الشباب لانتخابات المجالس البلدية القادمة، ذلك أن من هم في عمر الأربعينات يترشحون لرئاسة الوزراء في بلدان أخرى، غير ان مشكلة الشاب هو هل يقبل المجتمع بالشاب أم لا، وحول مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية شجعت السادة والسنان هذه المشاركة لأن لها الحق في إبداء رأيها نحو الخدمات البلدية.

بعدها بدأت مداخلات الحضور حيث تضمنت الإشادة بموضوع الأمسية والتفاعل مع الطرح الجرئ والمسئول للمجموعة المستضافة قبولا ونقدا، واقترح راعي المنتدى الاستاذ جعفر الشايب أن يكون للشباب منتداهم الثقافي الخاص بهم لطرح قضاياهم من خلاله وللاستفادة من خبرات وتجارب الناجحين ممن سبقوهم، كما اكد الاستاذ محمد المحفوظ على دور الشباب في قيادة المجتمع مستدلا بنماذج تعكس تجاوز المحلية للعالمية. وأكد الاستاذ عبد الشهيد السني بأهمية فسح المجال امام الشباب للتصدي لقضايا المجتمع دون قيود او تدخل من الكبار، كما عبر الاستاذ زكي ابو السعود عن ارتياحه وسعادته بالجو الجميل الذي خلقه هذا الحوار المفتوح والجرئ من قبل الشباب من الجنسين.

وتناولت تعقيبات كل من أريج سليس، نسيمة السادة، رسمية الربابي، الهام السنان، نهى فريد نماذج من بعض المعوقات التي تعترض طريق الشباب في الابداع والمبادرة وخصوصا فيما يرتبط بالشأن التعليمي او الوظيفي.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد