أكد المسرحيان جبران الجبران وعبد الله الجفال أهمية عودة المسرح للمدارس، ودعم المسارح في الجامعات، لما لها من أثر في تخريج أجيال مسرحية من ممثلين وكتاب ومخرجين.
وأوضح المسرحيان أن المسرح السعودي يعاني من عدم المشروعية سواء الرسمية أو الشعبية، مشيرين إلى أن المعاناة على الصعيد الرسمي تتمثل في عدم وجود دعم علمي ولا فني ولا بنيه تحتية.جاء ذلك خلال ندوة أقامها منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء الماضي بعنوان «المسرح بين الأزمة الاجتماعية وغياب الوعي»، وأدارها الشاعر زكي الصدير.
وكان مدير الندوة الشاعر زكي الصدير بدأ بتقديم نبذة عن المسرحيين ونشاطهما وعملهما المسرحي لأكثر من عقدين.وتناول المسرحي عبد الله الجفال «التذبذب الايجابي والسلبي» و«المسرح الاجتماعي .. التجارب المحلية نموذجا»، وقال حينما كنا صغاراً نردد دائما أن «الحياة مسرح كبير»، عبارة ربما اقتطفناها من المسرح الشكسبيري، ولكن صداها ظل ينفح في النفوس لسنوات طويلة.
وأضاف : من هنا دأب بعض النقاد والمهمومين بالشأن المسرحي على رفع شعار «المسرح نبض الجماهير»، فمتى ما كان المسرح قريبا من شجون وهموم أفراد المجتمع، أصبح فعلا حياة زاخرة بكل المعطيات الإنسانية، مشيراً إلى أن المسرح تزاوج ما بين الإبداع الثقافي والإبداع الفني، بين كاتب يلتمس ويقترب من كل الهواجس الاجتماعية وبين ممثل ومخرج يستطيعان توصيل هذه الرسالة الثقافية إلى حيز الوجود.. إنه حياة فنية زاخرة بكل معطيات الخيال والإلهام، منطقة تسبح ما بين الواقع والخيال الخلاب. وعن المسرح والثقافة الاجتماعية، قال الجفال : ضمن هذه المعطيات، لا شك أننا نخوض غمارا صعبا بالكاد يتلمس طريقه عبر ضوء خافت، بالكاد يسمح لنا بتلمس ورؤية أصابع أقدامنا على الأرض.
وأوضح أن هناك فرقاً في أن يكون المسرح طاقة نستمد منها ضرورات الحياة، وبين أن يكون ملصقا إعلاميا نستمد منه مدى اهتمام أفراد بعينهم بهذه الملصق أو ذاك. لافتا إلى أن من هنا ولدت حالات تجيير مبتسرة، وولادات قاصرة، لم تمتلك مواصفات النمو لتخلق لنا أجناسا مصطنعة من المسرح لا علاقة لها بهواجسنا وهمومنا، أفراحنا وأحزاننا، تطلعاتنا وأهدافنا، فكانت بذلك قاصرة عن استيعاب أفراد المجتمع هموما وأحلاما وأهدافا، وأول هذا، هو الفصل بين ما هو فني وما هو ثقافي.
وختم الجفال ورقته بسؤال عن كيف تكون الحياة مسرحا ضمن هذا المعنى؟، وقال : حينما نتحدث عن المسرح كحالة رمزية لنمو حضاري يتصالح ويتعاضد من خلالها ما هو ثقافي مع ما هو فني، فإننا ندرك بهذا أننا بعيدون كل البعد عن تمثل هذه الحالة في نمونا الحضاري المتذبذب بين التقدم والنكوص من خلال المسارات الفكرية المتضاربة والمتصارعة التي عصفت بهذا المجتمع من خلال التغيرات المختلفة التي حصلت طوال العقود الأربعة الماضية.
من جانبه، تطرق جبران الجبران إلى «المسرح الجامعي : جامعة البترول نموذجاً» و «تاريخ الأزمة المسرحية من 1991 حتى 1998 : أسبابها ونتائجها» و «المسرح بين الإدارة والحلم».
وأوضح أن النظرة للمسرح في المجتمع السعودي تنقسم إلى عدة أقسام، أبرزها : نظرة التحريم والتجريم، ونظرة مدينة الملاهي، فهو مكان للضحك وللضحك فقط. مشيراً إلى أن المسرح الجامعي يعاني أيضاً من هاتين النظرتين، لأن مجتمع الجامعة انعكاس للمجتمع المحيط به. وتابع الجبران حديثه عن معاناة المسرح السعودي : بشكل عام، يعاني المسرح السعودي من عدم المشروعية سواء الرسمية أو الشعبية، فعلى الصعيد الرسمي ورغم ضم وزارة الثقافة للإعلام منذ عدة سنوات، إلا انه لا يوجد دعم علمي ولا فني ولا بنية تحتية، ولا يوجد مدربون متفرغون ولا نظام مكتوب متعارف عليه. وتطرق الجبران إلى أزمة المسرح في المملكة منذ عام 1991 إلى عام 1998، وقال : لعلها أزمة دائمة ونعاني منها إلى اليوم، ونأمل بغد أفضل، ولكن هناك سنوات مرت، وتحديدا من 91 إلى 94، لم يكن هناك أي نشاط مسرحي نهائيا على مستوى المملكة.. اختنق المسرح خلال هذه الفترة إلا من مشاركات خجولة بمناسبات خاصة، وقد يمر الشهر والشهران دون أن تقرأ خبرا عن أي عمل مسرحي، معتبراً أن هذه الأزمة كانت نتيجة مد أيدلوجي جاء عن طريق التعليم، حيث تم استبعاد المسرح من مدارس التعليم بشكل تدريجي. وأضاف : من أهم الأمور التي يعانيها الفنان والمثقف، هي الإدارة، فإدارة الفن والثقافة فن قائم بحد ذاته، مشيراً إلى أن المسرح الجامعي يعتمد في نموه أو اختفائه على ميول عميد شؤون الطلاب في كافة انحاء العالم تقريبا، فإذا كان العميد يميل إلى المسرح أو من ضمن اهتماماته، ازدهر المسرح ونهض، أما إذا كان غير ذلك همش وترك.
وختم الجبران ورقته بطرح بعض التوصيات، ملخصة في أن تعيد وزارة التربية والتعليم الأنشطة المسرحية والفنية بشكل فاعل ، وأن تتبنى وزارة الثقافة والإعلام مشروع النهضة بالمسرح كمشروع وطني متكامل، وأن تتبنى مشروعا تثقيفيا شاملا عبر وسائل الإعلام لنشر الثقافة المسرحية، وأن تقوم بتأسيس بنية تحتية عبر إنشاء مراكز ثقافية متكاملة في مختلف مناطق المملكة، وأن تتبنى وزارة التعليم العالي النشاط المسرحي وتدخله ضمن التقييم العام للجامعات، وأن تقوم بفتح أقسام للفنون الجميلة في كليات الآداب بمختلف الجامعات ودعمها. (المصدر)
الجمعة, 13 ديسمبر, 2024
أخر الفعاليات
- ناقشها منتدى الثلاثاء الثقافي بـ #القطيف ” قراءة في نظام الاحوال الشخصية “
- الكاتب الحميدي يصدر كتابًا جديدًا يدعو إلى العودة للأصول والثوابت
- مختصون: نظام الأحوال الشخصية «نقلة نوعية» للمنظومة القانونية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- ثقافي / “قراءة في نظام الأحوال الشخصية”: ندوة ثقافية بمنتدى الثلاثاء الثقافي
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
قد يعجبك أيضاً