حلقة نقاشية حول المرأة السعودية بين التحديات والتطلعات

3٬711

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة عقد منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف حلقة نقاشية في مساء 8 مارس 2011م الموافق 3 ربيع الثاني 1432هـ, تحت عنوان “المرأة السعودية بين التحديات والتطلعات”, وأدارت الحوار الإعلامية عرفات الماجد, حيث تركز حول مواضيع أساسية المرأة والعمل, المرأة وفرص المشاركة العامة, المرأة والقضايا الاجتماعية, وحقوق المرأة المدنية.

كما رافق الندوة معرض فني وللمرة الثانية للفنانة التشكيلية سعاد عبد الواحد, حيث استعرضت تجربتها الفنية ومسيرة عملها من خلال مشاركتها في المعارض الفنية.

افتتحت الأمسية الحوارية مديرة الندوة التي أشارت إلى أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة العالمية والتحولات المهمة التي طرأت على المجتمع السعودي وتأثير ذلك على وضع المرأة, ثم تناولت الأستاذة خلود الفهد الحديث حول واقع المرأة السعودية والتحديات التي تواجهها, موضحة أن التقارير التي تقدم للمنظمات الحقوقية كالسيداو لا تعكس هذا الواقع بصورة دقيقة, بينما يشير تقرير الظل الذي قدم تحت عنوان “نساء من أجل الإصلاح” من قبل عدد من السيدات إلى المعوقات التي تواجه المرأة على الصعيد العملي والاجتماعي مما يجعل مثل هذه التقارير الموازية أكثر مصداقية. وذكرت أن الجهات الدولية المهتمة بوضع المرأة أصبحت لا تثق بالتقارير التي ترفع من قبل الجهات الحكومية في مختلف الدول, وإنما بما ترفعه المواطنات من المشاكل والقضايا وتوصيف لواقعهن المأزوم, باستخدام وسائل التقنية الحديثة كشبكات الإنترنت والفيسبوك والتويتر.

وأشارت الفهد إلى بعض القضايا التي تواجه المرأة في المجتمع السعودي, كموضوع الولاية وعدم وجود مدونة للأسرة وغياب المشاركة في المناصب العامة, مشيرة إلى التعارض بين الحداثة والتقاليد التي يمر بها المجتمع السعودي وينعكس بصورة واضحة على وضع المرأة. وأثنت على دور الفتيات اللاتي يقمن بالتعبير عن آراءهن وعرض مشاكلهن والمدافعة عن حقوقهن عبر شبكات الإنترنت. كما أكدت على أهمية وجود مؤسسات المجتمع المدني التي تهتم بشؤون المرأة وقضاياها لحل تلك المشاكل ولتحسين وضع المرأة السعودية. ونوه الأستاذ ذاكر الحبيل إلى حالة الانفراج في قبول المملكة لمواجهة تقارير الظل والتي تعارض التقارير المرفوعة من قبلها, كما دعى إلى الإكثار من تلك التقارير على مستوى مناطقي وشرائحي كي تحظى المرأة بالقبول الرسمي لظهورها والتعبير عما تعانيه من مشاكل مختلفة. وأكد الأستاذ زكي ابو السعود على أهمية تشكيل مؤسسات المجتمع المدني للتصدي لقضايا المرأة, كما دعى المرأة إلى رفع مطالبها إلى المؤسسات الحقوقية لفرض وجودها. وأشادت الأستاذة انتصار المحسن بدور وسائل الإعلام في نشر الوعي الحقوقي لدى المرأة, وتبنيها لبعض القضايا الحقوقية كالأطفال المجهولي الهوية.

أما الأستاذة امتثال ابو السعود, أشارت في مداخلتها إلى مفهوم المشاركة السياسية في الحياة العامة ودور المرأة فيها, وذكرت أنه بالرغم من إثبات المرأة جدارتها وكفاءتها في القيادة السياسية والثقافية والاجتماعية, إلا أنها لم تعط الفرصة الكاملة للقيام بذلك, وأن جل ما حصلت عليه هي مناصب ثانوية في الوزارات ذات الطابع الخدمي, موضحة أن السعودية صادقت منذ عام 2000م على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة, إلا أنها لم تضع الآليات الفاعلة لتطبيق بنودها, ولم تجري أي تعديلات على أنظمتها التي تتناقض مع نصوص هذه الاتفاقية.

وأعزت قصور دور المرأة السياسي على وجه التحديد إلى جملة من الأسباب, كغياب إدراكها لحقوقها ولدورها في الحياة السياسية, وتعميق شعورها بالتبعية والاتكالية على الرجل, وعدم وضوح الرؤية والرسالة لديها, وانخفاض سقف أهدافها وطموحاتها, وتدني المستوى الوعي العام. وترى أن القرار السياسي حول حقوق المرأة السياسية يسهم في لجم الأصوات المعارضة, وكذلك في تعزيز البرامج والأنشطة التي تهدف إلى مشاركة المرأة في موارد التنمية المجتمعية.

وذكرت الأستاذة خلود الفهد أن التغيرات الأخيرة الحاصلة في العالم العربي رفعت من سقف المطالبة لدى المرأة موضحة مطالبتها بحقوق المواطنة الكاملة والمساواة بدون أي تمييز, ويرى الأستاذ وليد آل سليس أنه لا يوجد حراك نسائي جاد في المطالبات السياسية والاقتصادية وأن مطالب المرأة لا تتعدى حقهن في قيادة السيارة, كما أكدت الأستاذة نسيمة السادة على دور الرجل في المطالبة بحقوق المرأة ودعمها, وخالفها في ذلك الأستاذ عبد الباقي البصاره حيث دعى المرأة للمطالبة بحقوقها دون الاعتماد على الرجل, الذي يقف في العادة موقفا سلبيا أو محافظا تجاه حقوق المرأة.

وذكر الأستاذ عبد الله العبد الباقي أن درجة تحرر المجتمع تقاس بمستوى تحرر المرأة, وأن أي مجتمع ينتقص المرأة هو مجتمع ناقص, كما أشار الأستاذ صالح العامر إلى أن النظرة الشرعية للقضايا تعطي الأمر صبغة رسمية وأن التطبيق الخاطئ للشرع كما هو حاصل يعتبر مهينا المرأة, وأن الشريعة كرمت كل من المرأة والرجل على حد سواء, كما دعت الأستاذة امتثال ابو السعود إلى تشكيل لجان الرصد والتوثيق لتسهيل إعداد تقارير الظل والاعتداد بها في العالم الخارجي. وأثار السيد مصطفى الشعلة نوبة من النقاش الحاد عندما طرح رأيا مخالفا حول ضرورة لزوم المرأة في بيتها وعدم خروجها للعمل, مشيراً إلى مسح ميداني قام به يوضح أن الفراغ العاطفي ينشأ في الأسر التي تبتعد المرأة عنها.

وختم راعي المنتدى المهندس جعفر الشايب الأمسية الحوارية بتطلعه وأمله بإقامة مؤتمرات بهذه المناسبة في العام القادم في المملكة, والسماح بقيام جمعيات حقوقية تهتم بقضايا المرأة, مؤكدا على أن هناك فرص كثيرة للمهتمات بقضايا المرأة في المجتمع السعودي مستشهدا بتجربة حملة مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية كنموذج لعمل بدأ محدودا وانتهى بمشروع وطني شامل, وأوضح أن وضع المرأة في السعودية أمر متشابك ومتداخل بين الأبعاد السياسية والشرعية والاجتماعية وينبغي تفكيك هذه القضايا ومعالجتها. وقدمت مديرة الندوة باسم أسرة منتدى الثلاثاء الثقافي الشكر الجزيل لحضور الأمسية من المثقفين والناشطين, داعية لاستمرار مثل هذه الحلقات النقاشية.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد