سيكولوجية الأمومة وأثرها في التربية بمنتدى الثلاثاء

4٬423

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف في مساء الثلاثاء 22 مارس 2011 م الموافق 21 ربيع الثاني 1432هـ ، الأخصائي النفسي الإكلينيكي عبد العظيم حسين الصادق في أمسية حملت عنوانها “سيكولوجية الأمومة وأثرها في التربية” بمناسبة يوم الأم العالمي.

أدار الأمسية الأستاذ محمد الشيوخ الذي القى مقدمة بسيطة وجهها لكل أم بمناسبة يوم الأم العالمي وتحدث عن أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة العالمية، كما هنأ الأمهات بهذا اليوم الذي كرس للاحتفاء بهن وللتاكيد على دورهن وحقوقهن. وعرف بضيفه الاخصائي النفسي الإكلينيكي عبد العظيم الصادق وهو عمل سابقا بقسم الطب النفسي بمستشفى القطيف المركزي وتخرج من جامعة الملك سعود كلية التربية قسم علم النفس، وعمل خلال دراسته بالجامعة رئيسا تحرير مجلتي “أضواء” للتربية ومجلة “التربية”، كما عمل معيدا بجامعة الملك سعود وحصل على درجة الماجستير من جامعة ولاية كاليفورنيا في أمريكا.

افتتح الندوة الدكتور عبد العظيم الصادق بمقدمة سرد خلالها أجمل الكلمات للأم “تمضي السنين وتبقي الأم متربعة على عرش القلبن وترنو إليها الأبصار، وتتغني باسمها الألسن، وتهفو إلى عشقها الأفئدة والخواطر، تغفو على صدرها الحنون المفعم بالحب والعطاء هامات الجبابرة والأبطال وتتعلم منها اللغات أبجديات الحب والتفاني والتضحية “.

ثم بدأ بتعريف الضيوف بمعنى الأم والأمومة، حيث عرف الأم بانها اصل الشئ والأمومة نظام تعلو فيها مكانة الأم على مكانة الأب وخير تعبير عن الأم بلغة العرب هو “الوالدة” فالوالدة إذا أمر مهم شعر به واضعو اللغة وجعلوه محور التعبير عن الأمومة، والأمومة علاقة بيولوجية ونفسية بين الأم ومن تنجبهم وترعاهم من الأبناء والبنات.

تحدث المحاضر عن أنواع الأمومة حيث وضح بأن هناك ثلاثة أنواع للأمومة في علم النفس وهي الأمومة البيولوجية، الأمومة النفسية، الأمومة الكاملة (بيولوجيه ونفسية)، كما قام بتوضيح كل نوع بالتفصيل. وقد قسم طبيعة العلاقة بين الام والابناء ايضا الى ثلاثة أقسام هي (الأمومة الراعية، الأمومة الناقدة، والامومة المتوازنة.

ثم انتقل إلى الحديث عن كيانات المرأة المختلفة المتمثلة في ابعاد الأم، الزوجة، والأنثى حيث يؤثر التوازن بين هذه الكيانات في شخصية المرأة، مؤكدا على ضرورة التوازن بين هذه الابعاد لئلا تبرز اضطرابات نفسية وجسدية في حالة الخلل بينها. واستشهد ببعض الحالات التي مرت عليه والمتعلقة بقضايا الامهات وطريقة التعاطي معهن، فنقل قصة ابن يرغب بنقل والدته لدار الرعاية بسبب مرضها ورفض الطبيب المعالج تحويلها لدار الايواء بسبب عدم رغبة الام، ومع حاله الرفض اصر الابن و زوجته على ترك الأم في الطريق، مما أثارت هذه القصة شجون الحضور وتساؤلاتهم حول قسوة الأبناء على الوالدين.

وشاركت الفنانة التشكيلية كريمة المسيري التي قامت بتنظيم معرضا فنيا لها في المنتدى بفقرة للتعريف بتجربتها الفنية ذكرت فيها دورها في جماعة الفنون ومشاريعهم التي يتم العمل عليها حديثا من بينها برنامج الاندماج الثقافي الذي يهدف الى تعزيز التواصل بين الفنانين والمثقفين في ربوع المملكة، ويسعى إلى ربط المناطق في المملكة مع بعضها البعض في منظومة فنية متكاملة حيث تتم عمل زيارات مشتركة للفنانين والفنانات لبعض المناطق السياحية بالمملكة بهدف التعريف بتراث وحضارات تلك المناطق، كما أن هذه الزيارات ترعاها جماعة الفنون بالقطيف و لجنة التواصل الوطني واللجنة السياحية في المملكة.

ودارت بعض النقاشات والمداخلات بين الحضور حول القضايا التي طرحها الاخصائي عبد العظيم الصادق طغى عليها الجانب النفسي وابعاد العلاقة بين الابناء والامهات، فتساءلت الأستاذة زينب المحسن من شبكة التوافق الإخبارية عن التوفيق بين الام في دورها في حنانها وعطفها وبين طريقة تأديبها لأبنائها في ظل غياب الوالد عن المنزل بسبب عمله، مما يتحتم على الأم أن تتقمص دور الأب بكل معانيها التربوية. وقد أوضح الصادق بأن هذا النوع من الحالات غالبا ما يتطلب من الأم دورا كبيرا لاغداق الحب والحنان على الاولاد، وأن لا يكون هنالك استخدام العنف والتشدد ضد الاطفال وخاصة فيما دون الخامسة من العمر لما يسبب من تغير نفسي واضطراب في المستقبل.

الأستاذة نهى الفريد سألت عن الشروط التي يجب أن تتوفر لإلحاق الأم بدار الرعاية وكيف يتم استقبالهم، وأجابها الاستاذ الصادق بان هناك شروطا صحية كالخلو من الامراض السارية والمعدية وأن يكون هناك اتصال وتواصل بين النزيل وأهله، كما أنه في البداية يتم تحويل النزيل إلى المستشفى ويتم فحصه للتأكد من صحته النفسية والجسدية، وعلى هذا الأساس يتم قبوله في حال توفر مكان في دار الإيواء، وهذه الدور غالباً ما تكون مجانية أو بمبالغ رمزية.

وتساءل الأستاذ مقبول التركي عن الأسباب التي تجعل الأبناء قساة على آبائهم على الرغم من التوجيهات الدينية، فأوضح المحاضر أن القسوة تكون غالبا نابعة من داخل الأسرة، فقسوة الأهل تنتج جيلا يتسم بالقسوة وغالباً ما يكون غياب الأب عن المنزل أو قسوته المفرطة تجاه الأبناء مما يؤدي إلى ظهور هذه القسوة بين الأبناء في المستقبل.

وقدم راعي المنتدى الاستاذ جعفر الشايب كلمة بمناسبة يوم الأم حيث شكر كل أم أعطت ولازالت تعطي من أجل أبنائها، مؤكدا على اهمية الاحتفاء بهذه المناسبة، مقترحا أن يتم عمل مسابقات للأم المثالية والاهتمام أكثر بالنشاطات التي تعزز من العلاقة الحميمة مع الام دور في مجتمعنا.

في الختام قدم مدير الندوة الأستاذ محمد الشيوخ باسم منتدى الثلاثاء الثقافي شكره الجزيل للاستاذ عبد العظيم الصادق و للفنانة كريمة المسيري و للحضور من السيدات و السادة.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد