الإعلام المرئي ومواجهة الطائفية في منتدى الثلاثاء

3٬823

تحت عنوان “واقع الإعلام المرئي في مواجهة الطائفية” أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ضمن برنامجه الأسبوعي في موسمه الثالث عشر ندوة حوارية موسعة مساء الثلاثاء 6 جمادى الثاني 1434هـ الموافق 16 ابريل 2013م وذلك باستضافة مدير مؤسسة قيثارة للإنتاج الفني الأستاذ فاضل الشعلة.

قبل بداية الأمسية، قدم الأستاذ صالح سياب من لجنة التنمية الاجتماعية بحلة محيش نبذة تعريفية عن برنامج رسالة المستقبل الذي يقوم بالتعريف بالتخصصات الجامعية لطلبة المرحلة الثانوية،و يعتزم اقامة معرضين لأجل ذلك، كما قدم الشاب مهدي حسين السنونة نبذة عن قراءته لكتاب “الإمام الحسين وارث آدم” للدكتور علي شريعتي ويستعرض ابرز ما ورد فيه و الدروس المتسفادة منه.

أدار الندوة الأستاذ عبد الباري الدخيل، متحدثا عن الطائفية وتأثيراتها السلبية على الوطن والمجتمع، ومعطياً نبذة عن انطلاقة مؤسسة أصدقاء القطيف (قطيف فرندز) وإصدارها للعديد من الأعمال الفنية المميزة التي فازت بجوائز عربية لتتحول بعد ذلك إلى مؤسسة قيثارة للإنتاج الفني. وعرف الدخيل ضيف الندوة الأستاذ فاضل الشعلة بأنه كاتب سيناريو، كان ولا زال يعمل على إنتاج العديد من الفلاشات والأفلام التوثيقية والتوعوية والحقوقية.

ابتدأ الأستاذ فاضل الشعلة الأمسية بحديثه حول تجربته الفنية كهاو للإنتاج الفني ومنتقلا إلى متخصص في مؤسسة تهدف إلى محاولة التأثير على الرأي العام. وتحدث عن آثار الطائفية المقيتة في مختلف دول المنطقة التي امتدت إلى مجتمعنا المحلي ، مستشهدا بقصة عائلة تعرضت لحادث وتم رفض نقلها إلى المستشفى للعلاج، لأسباب مذهبية، معتبرا إياها قصة هزت مشاعره. وتحدث الشعلة عن بداية مسيرته الفكرية موضحاً أن طموحه بدأ بالوحدة الإسلامية، ثم إلى التقارب بين اتباع المذاهب المختلفة ولطلب التعايش ولينتهي بواقعية الحصول على حقوق المواطنة، مشيرا إلى ان المشكلة ليست في طائفة الإنسان، بل في طائفيته. وأشار إلى ان غرض عمل الإنتاج الفني هو الوقاية من الطائفية لاعلاجها وخاصة لدى جيل الشباب الجديد الذي لم يتسرطن فكره طائفيا.

وقال الشعلة أن هناك تأثير لأعمال مؤسسة قيثارة، حيث أصبح من الممكن قياس أعداد المشاهدين والمتابعين ومن خلال المتابعة تم معرفة أن هنالك جمهور كبير من المواطنين على مختلف انتمائاتهم المذهبية ضد الطائفية وتتفاوت نسبتهم ما بين ٨٠-٩٠٪، لكن يبقى الصوت المرتفع هو صوت المتشددين والطائفيين. وأكد الشعلة ان هناك في الوقت الراهن سهولة في نقل الرسالة المطلوبة بسبب توفرللتقنيات ووسائل الاتصال الاجتماعي و تفاعل الجمهور يقوم بالتسويق للعمل الفني، مشيرا الى أن السعودية تعتبر الأولى في مشاهدة اليوتيوب على مستوى العالم، لذا فإن هناك مجالا كبيرا لإيصال رسائل العمل الفني. وأكد على أنه من أبرز التحديات وجود منافسة شديدة في تحديد الفكرة ومحاولة إنجاحها بصورة مستمرة. موضحاً أن قناة قيثارة بلغ مشاهدوها حوالي ٤ ملايين مشاهد، حيث كان آخر البرامج متعلقا بحملة (الطائفية مستقبل اسود) ، وهو عبارة عن فلم كرتوني يعرض حالات مصيرية تتوقف عند السؤال عن المذهب كأحد المتطلبات لتقديم المساعدة.

وبين مدير مؤسسة قيثارة ان الأفلام التي تواجه الطائفية في بعض الأحيان يكون لها أثراً كبيراً، وهو ما أكده الشيخ حسن فرحان المالكي الذي تحدث عن ان احد الفلاشات تغني عن كل مؤتمرات التقريب التي تم عقدها. وعن المبالغات التي يتحدث عنها البعض حول الأعمال الفنية، أكد الشعلة أنها تهدف إلى التحذير من مستقبل الطائفية وآثارها، مشيرا إلى ان هنالك مشروع عن الحقوق تقوم به المؤسسة يهدف إلى تعريف المواطنين بحقوقهم وتحفيزهم للمطالبة بها.

وخلال الأمسية تحدث بعض ممثلي وكتاب سيناريو بعض الأفلام القصيرة التي أنتجتها قيثارة عن تجربتهم، حيث تحدث الفنان عبد الرحمن بودي عن مشاركته في بعض أعمال الإنتاج الفني ضد الطائفية متيقنا أن لهذه الأعمال أهمية بالغة . كما تحدث الفنان ناصر عبد الواحد حول التعاون بين الفنانين والحقوقيين في مجال التوعية وإيصال رسائل توعوية للمواطنين، وكذلك بين الفنان حسين القروص تجربته في صناعة الأفلام الكرتونية.

وأشار الأستاذ فاضل الشعلة إلى التعاون بين مؤسسة قيثارة ومركز وعي للاستشارات التربوية والتعليمية لإنتاج بعض الأعمال التوعوية حول حقوق الطفل، حيث تحدثت مديرة المركز غادة السيف عن العمل الفني ( بدون قناع) الذي يهدف لدمج الأطفال المصابين بمتلازمة داون مع بقية الأطفال وعن عمل (الكتاب أمتع) لحث الأطفال على القراءة وتتعاون المؤسستان الآن على معالجة قضايا التحرش الجنسي والاعتداء على الأطفال.

كذلك تم الحديث عن مشروع سواسية، الذي يتحدث عن مشكلة التمييزعلى مختلف المستويات، وقد تم عمل فلاش كرتوني يعالج هذا الموضوع، وقدم الفكرة أثير السادة الذي قال أن ما قدمه حول التمييز ينطلق من حرصه على طرح افكار على خلفية أحداث المنطقة وتأكيداً على خيار التعايش . وأشار الشعلة إلى أن العمل الفني القادم سيكون حول تجارب التعايش وتكوين نموذج للتعايش بين مختلف الأطياف.

وللأسبوع الثاني على التوالي، استضاف المنتدى معرضاً للفنانة عبير البشراوي، حيث قدمت في بداية كلمتها الشكر لمنتدى الثلاثاء على إتاحة الفرصة لعرض جزء من تجربتها في النحت، متحدثة عن فن النحت على أنه تجسيد ثلاثي الأبعاد ملامس للمشاعر، كما أنها متوجهة نحو إيصال رسالة تهتم بقضايا المجتمع في مختلف أعمالها.

في بداية المداخلات وضح هاشم العبد الله أن المبالغة في التعبير عن المشكلة يساهم في تشكيل صورة مستقبلية وقراءة الأحداث، مستشهدا بالمسرح الكويتي في الثمانينات الذي عرض الصراع الطائفي كما نعيشه الآن . أما الأستاذ فتحي البنعلي فتحدث عن أهمية العمل الفني في مواجهة الطائفية وعدم التفريق بين أبناء الوطن الواحد. وقال هادي المرهون ان الطائفية قد تكون تعبيرا عن الصراع بين الطبقات والذي قد ينتقل إلى أجيال متعاقبة والدين قد يكون حلا ومخرجا.

وأكد علي التركي على وجود قبول اجتماعي للطرح الفني والتفاعل معه. أما الكاتب يوسف شغري فأكد على أن آفة أي فكر هي التعصب الذي يسمح بانتهاك حق الآخر في التفكير مستشهدا بتجربة الوضع في سوريا لدفع الأمور باتجاه الطائفية.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد