الفنان زمان: الفن بجميع أشكاله يخلو من العنصرية والطائفية

3٬054

أكد لفنان التشكيلي زمان جاسم على خلو الفن بجميع أشكاله من العنصرية الطائفية، منوها أنها لو جدت فل تتعدى نسبة 1 بالمائة ما يؤكد أنها نسبة قليلة جدا ولا تذكر. وأكد في ندوة «الفن والاعتدال: تجربة الفنان زمان جاسم» والتي أقيمت في منتدى الثلاثاء الثقافي أن على الدور الذي يلعبه الفن بكل أشكاله في محاربة العنصرية الطائفية، وموضحا أهمية الفن في نشر التآلف وإشاعة جو من التواصل والتعايش.
وأشاد الفنان الحاصل على دبلوم معهد التربية الفنية بالرياض في العام 1989 بدور الفن في صنع السلام وفي إنجاز ما تعجز وسائل التواصل الأخرى وقنوات التحاور الأخرى عن تحقيقه، مشيرا إلى أن حالة العنصرية إنما يوجدها الإعلام والقنوات الفضائية. وأكد زمان بالإبداع الفني وحضرها نخبة كبيرة من الفنانين على أن الفن بإمكانه تقديم الكثير عندما تتاح له الفرصة، مبينا أن الفن قاد على أن ينجح في تقريب الرؤى والآراء، وترسيخ التحاور المثمر بين الديانات، وتعزيز التفاهم وتقليل سوء الفهم.
وأستشهد زمان بأحداث المجتمع والتي من الممكن تحويلها إلى نقطة للالتقاء وانطلاقة للوحدة، مشيرا إلى أن المعرض الفني الذي أقيم لصالح المتضررين من حادثة «سيول جدة» كان له من الأثر الطيب والصيت الجيد من جميع وسائل الإعلام. ونصح الفنان باختيار الأماكن التي يشارك بها الفنان في عرض لوحاته، مشددا على عدم المشاركة إلا في القاعات والصالات الفنية والتي تكون مهيأة ومنسق لها بشكل يليق بعرض اللوحات.
وبين الفنان زمان جاسم أن عام ٢٠٠٧ كان يقيم معرضه بباريس، وهناك التقى بأميرة سعودية فقالت إنها رتبت معرضا من لفنان من مكة وأخر من القطيف كأبناء الوطن، وهو ما أشعره بالأمان الداخلي. مضيفا ان لجنة الفن التشكيلي بالقطيف كانت تهدف إلى تعميق التواصل والتقارب عن طريق الفن بين مكونات المجتمع في السعودية عبر ملامسة القضايا الإنسانية.
وقال الفنان ان حادثة كارثة القديح عام ٢٠٠٠م أثبتت فعالية الفن في التواصل، حيث أقيم معرض خيري لصالح متضرري الكارثة، فكان هناك تجاوب كبير من مختلف الفنانين، من هنا ينبغي تكثيف التعاون بين الفنانين. وأشار إلى التفاعل الذي كان مع كارثة سيول جدة في معرض وقفة بين ساحلين لمحاولة تغيير مفاهيم سلبية في المجتمع، حيث اجتمع ٦٠ فنانا وفنانة من القطيف بهدف إقامة ذلك المعرض لدعم متضرري تلك الكارثة، وهذا ما كان له تأثير كبير على المستوى الوطني.
وألقى عضو اللجنة الإدارية بالمنتدى الأستاذ محمد آل محسن كلمة ترحيبية باسم المنتدى، تحدث من خلالها عن الاعتدال كونها تمثل موقف إنساني متميز تفرضه الفطرة الإنسانية السليمة والتشريعات السماوية المقدسة، ونسمو بهذه المفردة نحو آفاق العدالة والمساواة. وأضاف إننا نعيش هذا المساء مع فنان متميز جعل من مفردة الاعتدال منهجا له في أعماله وبرامجه ألا وهو الفنان زمان جاسم، الذي عرف عنه مبادراته التواصلية والداعية إلى الاعتدال والانفتاح على مختلف مكونات المجتمع في السعودية.
في بداية المداخلات تحدثت الفنانة التشكيلية كريمة المسيري عن تجربة تقديم ورشة في الطائف بحيث انه كشف عن كل تجاربه بكل شفافية وعطاء ولم يبخل بأي شي في تناول مختلف جوانب الفن. وقال الكاتب والروائي فوزي صادق ان الفنان زمان يجذب الشخص فنيا ويطلق أشعة من الألوان بريشة شخصية خفية. وتحدث الفنان محمد الدرازي عن رحلته لأوزبكستان، حيث شاهد الفن كأنة موجود كحالة في كل بقعة ومكان ومهتم به من قبل الدولة وهناك قاعات مجهزة لمختلف أشكال الفن، مشيرا للحاجة إلى أن نعيش مع الفن في كل مكان وليس فقط في القاعات المغلقة. وأشار الأستاذ يوسف شغري إلى أن الفن هو اكتشاف الأساس مثله مثل الاختراعات الأخرى.
وقدمت الأستاذ سلمى المحسن كلمة شكر للفنان زمان جاسم على عطاءه الكبير. وتحدث الأستاذ زكي البحارنة عن عصامية الفنان تجعل منه متألقا ومخلصا لقضيته، مؤكدا ان الفنان زمان جاسم تجاوز الفنان محليته وانطلق في تجربة وطنية بعيدة. وأشاد راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب بتجربة الفنان زمان والتي وصفها بالتجربة الوطنية المدعاة للفخر والاعتزاز وبقدرته على تحويل الأحداث السلبية إلى فرصة للتواصل والتآلف من خلال اللون والفرشاة.
وأمتدح الشايب الأدوار التي يمكن أن يقوم بها الفنان في مجتمعه وأن يكون بفنه ممثلا وسفيرا لمنطقته وأن تكون لوحاته أداة للتعبير عن الوحدة والاعتدال. يشار إلى أن المنتدى قام باستضافة وتكريم المهندس نوري صالح آل شبيب لإنجازاته وأبحاثه التي تجمع بين الهندسة والمجالات الطبية، والذي كان أحد الشباب المكرمين ضمن «عالمية القطيف»

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد