أشار الدكتور علي الحسن في محاضرته «تطبيقات طب النانو محلياً»، التي قدمها في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف، إلى أن علم النانو لم يعد علماً منفصلاً عن بقية العلوم، بل تحول إلى تقنية تستخدم في كل العلوم التطبيقية ومنها الطب، وبإدخالها في المجالات الطبية سيتمكن العلماء والأطباء من محاصرة، ومن ثم علاج كثير من الأمراض المستعصية، وجعلها من الأمراض القديمة التي لن تشكل خطراً مميتاً للبشر كما هي عليه اليوم. وإذا ما استمر هذا الزحف العلمي القوي فليس مستغرباً أن تتم محاصرة مرض السرطان قريباً، كخطوة البداية في معركة القضاء عليه نهائياً. يصف الدكتور الحسن السرطان بالشيء الذكي، لهذا ما زال القضاء عليه ليس بالأمر الهين. ولكن ما اخترعه الدكتور علي «سكان مير» معتمداً على تقنية النانو فيما ابتكره، يمنح البشرية أملاً كبيراً في أن الخطوات العملية صار لها وقعها المسموع، ليس فقط في الاكتشاف المبكر للسرطان، وإنما أيضاً في التغلب على ذكائه والقضاء عليه وإذا ما تم لهذا الاختراع التقدم والانتشار عالمياً، فسيسجل التاريخ أن مَنْ قدم هذا الاختراع للبشرية مواطن سعودي ولدته أمه تحت ظلال نخلة في قرية أحسائية صغيرة.
لقد كُرِّم الدكتور الحسن في أمريكا عن هذا الابتكار بجائزة الباحث المتميز، وعرض عليه البقاء ليعمل هناك، فمَنْ يبدع هكذا وهو في مقتبل العمر سيكون له بمشيئة الله شأن كبير ومستقبل مشرق في تسخير هذه التقنية «طب النانو» في مزيد من الابتكارات الواعدة. وأمريكا ماهرة في استقطاب الماهرين مثل الدكتور علي، تقدم لهم كل الإغراءات التي ينشدها الباحثون وفي مقدمتها حرية البحث، والعمل دون قيود في مختبراتها ومراكز أبحاثها.
توظف الشركات الأمريكية جزءاً كبيراً من مواردها المالية للأبحاث والدراسات، فهي تعرف من أين تُؤكل الكتف، وبخبراتها الطويلة تعلم أن هذه العقول المبدعة سترد إليهم ما صرفوه أضعافاً مضاعفة. إن النابغين بين البشر قلة، وأمريكا وكندا وعديد من دول الغرب تملك من الأعين والآذان ما يتيح لهم اكتشاف هؤلاء المبدعين واقتناصهم للعمل والبحث لديها.
إن عدد السعوديين والسعوديات العاملين خارج الوطن ما زال محدوداً، ولكنه رقم يتزايد. هجرة العقول لم تكن أبداً هجرات جماعية، ولكنها تتم بحالات فردية، وإذا لم يُنظر من الآن للأسباب التي تقود إلى هجرة بعض السعوديين، فإن الرقم سيكبر، وسنظل دائماً في عوز للأجنبي الذي يأتي إلينا بحثاً عن رزق أوفر. تقف وراء هجرة العقول أسباب عدة تأتي في مقدمتها: غياب حرية البحث العلمي أو تقييده بضوابط غير علمية – عدم توافر مراكز ومختبرات البحث المهيئة والمجهزة بالمستجد من الأدوات والأجهزة الضرورية ـ وجود الفريق المساعد المتفرغ للعمل مع الباحث ـ محدودية أو شح الدعمين المادي والمعنوي للباحث.
لقد اختار الدكتور علي الطريق الأصعب والعودة إلى موطنه وتقديم ما امتلكه من علم ومعرفة لخدمة ومنفعة ناسه، ولكن بعضاً من العوامل الطاردة للعقول المبدعة واجهته، وكانت من الممكن لشخص قدير مثله أن تدفعه للتخلي عن التزامه الوطني والعودة إلى أمريكا، حيث الأبواب المرحبة به. إصراره وتمسكه برد الجميل لموطنه هو ما مكنه من الوصول إلى اتفاق بموجبه سيشرف على عمل أبحاث مشتركة مع ست جهات تهتم بتقنية النانو «ثلاث جامعات أمريكية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والمستشفى التخصصي، ومستشفى العيون التخصصي في الرياض».
إن الإصابة بمختلف أنواع السرطان في تزايد خطير، وتقديم دعم حقيقي غير محدود من جميع مراكز الأبحاث والمؤسسات الصحية في المملكة للمشروع الذي يقوده الدكتور الحسن يجب ألا يكون خياراً محدوداً قصير المدى، بل خطة عمل طويلة المدى يلتزمون بها جميعاً دون تردد أو تسويف تحت مبررات بيروقراطية أو غيرها من العوائق، التي اعتادت على وأد أحلام مبدعينا.
الثلاثاء, 8 أكتوبر, 2024
أخر الفعاليات
- ناقشها منتدى الثلاثاء الثقافي بـ #القطيف ” قراءة في نظام الاحوال الشخصية “
- الكاتب الحميدي يصدر كتابًا جديدًا يدعو إلى العودة للأصول والثوابت
- مختصون: نظام الأحوال الشخصية «نقلة نوعية» للمنظومة القانونية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- ثقافي / “قراءة في نظام الأحوال الشخصية”: ندوة ثقافية بمنتدى الثلاثاء الثقافي
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
قد يعجبك أيضاً