منتدى الثلاثاء يحتفي باليوم العالمي للديمقراطية

3٬667

بمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية ، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف احتفالية ثقافية مساء الثلاثاء 11 ذو القعدة 1434هـ الموافق 17 سبتمبر 2013م ، بمشاركة عدة كتاب وباحثين يمثلون قطاعات اجتماعية متنوعة، وحضرها العديد من المهتمين بقضية التحولات الديمقراطية في المنطقة .

في بداية الندوة ، وضمن برنامج المنتدى الاسبوعي في استضافة احدى المؤسسات الاجتماعية، تحدث عضو لجنة عطاء التطوعية الشاب حسن الغريافي معرفا باللجنة على أنها مجموعة شبابية تهتم بتشجيع العمل التطوعي من خلال مفاهيم التعاون والالتزام والمسئولية وذلك باقامة ورش عمل واستضافة بعض رواد العمل التطوعي واستعراض مجموعة من المشاريع التطوعية وتطبيق مشروع تطوعي لكل مجموعة .

افتتح مدير الندوة عضو لجنة المنتدى الاستاذ عيسى العيد الامسية بكلمة حول تجارب الديمقراطية تاريخيا والتطورات التي مرت بها ، وانتقل الى الاشارة الى وضع المنطقة العربية خلال السنوات الثلاث الماضية التي برزت فيها ارهاصات التحول الديمقراطي ، متسائلا عن المعوقات والجهات المسئولة التي تقف ضد هذا التحول وتعيقه.

اول المتحدثين كان السياسي المخضرم والكاتب في تجارب العمل الوطني الأستاذ جعفر عبد المحسن النصر، الذي طلب الوقوف دقيقة حداد لشهداء مذابح صبرا وشاتيلا عام ١٩٨٢ التي تصادف ههذه الأيام لتسجيل موقف اخلاقي على اقل تقدير . وقال ان الحديث عن الديمقراطية قد يكون ترفا فكريا او بهدف توعية الناس حول انظمتها السياسية، وعرج على قيم الديمقراطية التي تشمل تساوي جميع المواطنين امام القانون، وحرية التعبير، وكفالة الحريات، والتعددية الفكرية والسياسية . ونوه الى ان الممارسات القمعية هي بعيدة عن الاهداف التي ننشدها في الديمقراطية وهي قد تمارس من قبل جماعات سياسية وليس فقط من قبل الأنظمة الحاكمة .

واشار النصر الى أن الديمقراطية في المفهوم السياسي يمكن أن يعبر عنها بحكم الشعب نفسه بنفسه من خلال الانتخاب بحيث يكون مرتكزا على فصل السلطات بصورة واضحة ضمن علاقات بينية متوازنة، وتداول السلطة، وتحقيق السلم الاجتماعي، وازالة اسباب الاضطهاد والتمييز . كما أكد على دور السلطة الرابعة في احداث حالة من الشفافية والرقابة، حيث أنها تتطلب اطلاق الحريات ومواجهة الرقابة الذاتية التي يفرزها الاستبداد . وبين في حديثه الاشكال المختلفة للانظمة الديمقراطية من ملكيات دستورية الى جمهوريات رئاسية وغيرها ، كما انتقد دور الغرب في تقديم وصفات للتحول الديمقراطي في المنطقة ، واستخدام الاسلام السياسي المتشدد .

اما الكاتب نذير الماجد ، فقد تحدث حول نشوء الديمقراطية التي وصفها بأنها كانت مذمة في نشأتها ، ثم اخذت تضمحل في العصر الوسيط كافراز للفلسفة اللاهوتية ، فعاشت بين فكر مسكون بكراهيتها وآخر لا يعبأ بها ، إضافة على ذلك غياب مفهوم المواطن . ونوه الى ضرورة اعادة الاعتبار لديمقراطية الانسان، ونقل عن هيغل قوله ان المجتمع المدني ارض قتال، وان الديمقراطية عقل وثقافة وليست مجرد صندوق اقتراع . وأكد في كلمته أن الديمقراطية بحاجة الى ايمان كامل بها وبشروطها من اجل تحقيق مشروع تشاركي، يقبل الاختلاف والتعددية، وأن المطلوب هو روح الديمقراطية الذي جناحيه حكم القانون والحرية .

وتحدتث التربوية ايمان الصفار حول الديمقراطية بكونها مفهوم حقوقي له مبادئه التي يستمدها من التشريعات السماوية والقيم الانسانية، وهي مطلب سياسي واجتماعي. وأشارت الى أن ممارسة الديمقراطية تنبع من ارادة الشعوب وهي تضمن الحقوق والحريات، وتؤكد على قيم الحرية والعدالة والمساواة وعدم الاقصاء والتهميش، كما ينبغي ان تحظى الديمقراطية بقبول مجتمعي بدلا من ان تكون مستوردة وهي تستقيم باشباع الحاجات الاساسية للانسان. وحول الوضع في المنطقة، أشارت الصفار الى أن المجتمعات العربية عصية على التغيير، بسبب كون حالة الاستبداد متعمقة في الاسرة والقبيلة والمجتمع ككل، لذا فإن التحول الديمقراطي بحاجة لتراكم خبرات ومخاض عسير، وينبغي ان يبدأ الانسان اولا بذاته ويمارس الديمقراطية ونقد الذات .

تناول الفنان مازن العبد الجبار الذي أقام معرضه الفني في المنتدى أهمية الاهتمام بالتراث كمصدر إلهام لفناني المنطقة، مشيرا الى أن المعرض الذي يقيمه عبارة عن بقايا ملامح لتراث المنطقة اسماه (بقايا تراث) وواجه عدة عقبات مثل المنع من التصوير وعدم وجود متحف فني عام لاحتضان هذه الاعمال .

المتحدث الرابع في الندوة كان الكاتب حسن الجميعان الذي أوضح أن الحقوق الاساسية تضمنها الانظمة الديمقراطية عبر حاكمية القانون وسيادته ، وأن الربيع العربي حول الحلم الديمقراطي الى واقع وتحول الفرد من مدافع عن حقوقه الى مطالب بحقه ونيل كرامته وحريته . وبين الجميعان أن الديمقراطية ميلاد جديد وعسير، وبحاجة لوقت كي يتحقق الاستقرار واحلال القيم الجديدة كتداول السلطة ، مشيرا الى بعض الكتابات وصفت التحولات الجارية في المنطقة بأنها (ديمقراطية خائبة) بسبب عدم اكتمال شروط التغيير .

واوضح الكاتب الجميعان أن الشباب قاد التغيير، لكنه بعد ذلك تم نكران الجهود الشبابية واحدث هذا صراعا بين القوى التقليدية والجديدة، مؤكدا على أنه لا يمكن قياس مستوى تحقق الديمقراطية الا بعد حدوث الاستقرار وتحقق فاعلية النظام التمثيلية وتكوين قدرة المجتمع السياسية وتوافر الظروف المناسبة، فالديمقراطية تحتاج لتغيير ذهنية الفرد العربي وتفعيل الممارسة الديمقراطية بصورة منتظمة .

وتناول الكاتب والمفكر السياسي محمد محفوظ مجموعة من الأفكار المهمة ذات العلاقة بموضوع الندوة ابرزها أن الديمقراطية ليست مشروعا ناجزا ومكتملا وانما هي مفتوحة على مختلف الانجازات الانسانية المتواصلة، وينبغي وجود اشخاص احرار لتحقق الديمقراطية وذلك هو حجر الزاوية في نجاحها . كما أكد على أن العمل الديمقراطي يتطلب تنازل الاحاد عن بعض سلطاتهم لصالح المجموع لتحقيق مشاركة من قبل مختلف ابناء المحتمع . وفي حديثه عن المنطقة العربية ، أوضح المحفوظ أن قيم الواجبات تضخمت كثيرا بدلا من الحقوق، ولذا ينبغي بناء حواضن اجتماعية وتظهير قيم المسئولية والمحاسبة والمراقبة، واستيعاب المنجزات المعاصرة وتبيئتها. وأشار الى ضرورة فك الارتباط بين العنف وممارسة العمل السياسي لكون الديمقراطية ممارسة مدنية سلمية، والى أهمية التفريق بين مفهوم النظام المستبد والدولة القمعية التي تتحول لمؤسسة امنية ضد الناس، مطالبا بتفكيك الحوامل الثقافية لظاهرة الاستبداد، وإقامة مؤسسات المجتمع المدني، وبناء كتلة وطنية ديمقراطية، وتعميم الثقافة الديمقراطية .

ونوه في كلمته أيضا الى ضرورة ان تتولد حساسية ضد القمع الداخلي مثلما هو اتجاه التدخل الخارجي، وبين ان قوى الاسلام السياسي كانت امام فرصة تاريخية للمساهمة في المشروع الديمقراطي، حيث كان ينبغي عليها الالتزام بشروط الديمقراطية وعدم اسقاط المنطقة في الفتن الطائفية والمذهبية، لكنها فشلت في الاختبار الحالي، وأن خسارتنا جميعا كبرى والضحية هي فكرة التحول الديمقراطي . وأوضح أن القوى المقاومة للديمقراطية تعمل على اتباع سياسات امنية في مقابل الديمقراطية، مما يضع المنطقة بين خياري الاستبداد او الحرب الاهلية الكامنة او الصريحة، وينبغي العمل على بناء تحالفات عميقة بين قوى الاصلاح ، وضبط نزعات الاستحواذ بينها، وضرورة سيادة العقل التسووي بدلا من الانتصارات الكاسحة لان كلفتها باهضة.

في مداخلات الحضور تحدث الكاتب باقر الشماسي بأن المجتمعات العربية لا تؤمن ولا تفكر بالديمقراطية وهي تتباكى عليها فقط ، أما الشاعر حسن السبع فأكد أيضا على أننا نتحدث عن الديمقراطية بصورة حماسية لكننا لا نمارسها ولا نقبل بها على ارض الواقع . وركز الكاتب زكي ابو السعود على أهمية وجود مجتمع مدني كشرط للديمقراطية، بحيث ينبغي ان يثبت ذلك قانونيا ، كما أن الديمقراطية توفر الحرية السياسية لكنها قد لا تقود للعدالة الاجتماعية، وأشار الى أن الشورى ليست ديمقراطية وهي عملية استشارية فليس فيها الزام، وبين أن جماعات الاسلام السياسي لم تفصل نفسها عن جماعات العنف.

واقترح الاستاذ عويضة اليامي بث ندوات المنتدى في قنوات فضائية ، موضحا أن المرحلة الحالية تعبر عن ادلجة للديمقراطية بدلا من افساح المجال للخيارات الشعبية وينبغي خلق بيئة اجتماعية تتناسب مع الحاجات السياسية .

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد