“شعراء قادمون” في أمسية شعرية شبابية

3٬409

في حضور أدبي وثقافي لافت ، نظم منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف أمسية شعرية تحت عنوان “شعراء قادمون” جمعت نخبة من الشعراء الشباب وذلك مساء الثلاثاء 25 ذو القعدة 1434هـ الموافق 1 اكتوبر 2013م ، وأدار الأمسية الأستاذ أديب أبو المكارم مؤكدًا على أهمية اكتشاف الموهبة الشعرية وصقلها من الشاعر نفسه ومن قبل الغير وهو الأهم ، مبينًا بأن الشاعر مهما طور في تجربته فإنه يحتاج إلى بيئة حاضنة تقدّر نتاجه الأدبي.

وحول الدور الذي يلعبه منتدى الثلاثاء الثقافي في هذا الجانب قال مدير الأمسية بأن المنتدى ركز على استقطاب الطاقات الشابة وتكريمها وتشجيعها، وعقد خلال مسيرته الثقافية عديدًا من الأمسيات الشعرية والمعارض الفنية، واستضاف العديد من الكفاءات في مختلف المجالات.

ابتدأت فعاليات الأمسية باستعراض فيلمًا حقوقيًا عن منظمة العفو الدولية ودروها. ومن ثم كانت فقرة لأصغر الإعلاميات السعوديات مريان الصالح التي فازت مؤخرا بجائزة القطيف لإنجاز ، حيث تحدثت عن تجربتها في مجال الإعلام وهي ابنة العاشرة من العمر ، وعن أبرز الشخصيات التي أدارت معهم حوارات ومقابلات ، كما استعرضت في حديثها عن المادة التي قدمتها لجائزة القطيف للإنجاز وتعدد مهاراتها في هذا الجانب.

بدأت الجولة الشعرية مع الشاعر عماد حسن العلويات ، والحائز على جوائز شعرية عديدة ، مستعرضًا بعض نماذجه الشعرية في العمودي والتفعلية . وتناولت مواضيعه الغزل والغربة ، وكان بوحه نسيما هادئا في الإلقاء ، وموسيقى حرفه يجللها شيء يشبه الأصالة والسكون ولكنه كان يحمل دوامة من الرؤى والأسئلة التي تستثير الفكر بشاعريته الرزينة . يقول في قصيدته “وحيدًا .. كنت أبحث”:

على أملٍ
وحيدًا كنتُ أنتظرُ الملونَ من حكايا الوردِ
في الليل المجففِ من شذى الأشياء
أنتظرُ الربيعَ المنتشي زحمة الأسمنت والصحراء
كفلٍ فاقدٍ للدفء

وقال في قصيدته “حيرة السرى”:

أسيرُ في الأرضِ مذهولًا بأرجائي وأسأل الأفقَ عن مجهولِ أسمائي!
أترجمُ العشقَ بالبوحِ الطهورِ إذا ماجت أصابعُـــــهُ الزرقاءُ بالماء!
وأستعيرُ عذابَ الناس عن ثقةٍ أنا رفاقًـــــــــا بجرفٍ مبعدٍ نائي
جئنا إلى الأرضِ منذورينَ في حلم يرتـــــــادُ شقوتنا في ليلِ إغراء
مبعثرين بهذا التيه ليس لنا سوى التكهن عن مفهومنا الغائي

ترّجل بعده المنصة الشاعر حسن رضي مرزوق من مملكة البحرين ، المهموم انسانيا والذي أعد ديوانه الشعري للطبع وألف كتابا تحت عنوان (معلجات نفسية لمرحلة المراهقين) ، وقدم نصًا عموديًا إضافة إلى عدة نصوص نثرية تناولت قضايا. قال في نص بعنوان “مكيدة طروادة”:

أرى بعينِ الغريب من فوق أطلال أسوارنا
كنا للنجوَ لو لم نخدع بحصانِ طروادة
ليوهمنا الانتظار..
في البداية
أردفنا المجاز على الحقيقة، ليكون غدًا هانئًا
وكسونا أحلامنا بوهم التنبأ..

وقال في نص آخر:

لم تعرف من متيمها ..ا ولا كيف يتمها
فبقت في ذاتها ولذاتها أحادية المعنى
يرافقها أمل عاثر يخاف آجله وعاجله
كالفجر في اطلانتس، والغسق في وادي الملوك
مرتعدًا ومرتعبًا يخاف الزيارات الغريبة ويخشى تأويلها
فالتاريخ يضيع جوهرها كلما نقب الصخور على أطلالها..

وكما جرت عادة المنتدى أسبوعيا ، فقد استضاف ضمن الأمسية فنانة الخط العربي عالية محمد أبو شومي والحائزة على عدة شهادات في الخط العربي سيما في الخط الديواني والكوفي ، وتحدثت عن تجربتها الفنية في هذا المجال وولها بالخط العربي منذ صغرها ، وطالبت بالاهتمام لايجاد بيئات محفزة وحاضنة للكفاءات المهتمة بهذا المجال في المنطقة .

ثم قدم مدير الأمسية الشاعر حسين علي آل عمار من القطيف ، وله ديوان شعر تحت الطبع بعنوان (صمت وأشهى) ، وقال في قصيدته “تميمة غياب”:

ماكان لي قلبٌ
أؤثث نبضهُ
من غير أن يطغى عليّ عتابُه
الحب ماشابت عليهِ مواجعٌ
إلا وعانى في السنينِ شبابُه
وقال في “أبناء الدموع”:
الشعرُ فقرُ الروحِ
ذات تصوّف ٍ
نحيى نموتُ.. وكلُّنا فقراءُ
سطَّرتهُ فِي الروحِ
نصَّ تجرّدٍ
وعليهِ
من نقشِ الردى إمضاءُ
أشياؤنا ضاقت بما نحدو بهِ
كم نستميتُ
و تسلمُ الأشياءُ
الدمعُ والدنا الذي نحتاجهُ
أبناؤه الفقراءُ و الشعراءُ !!

وفي الأخير تقدم الشاعر محمد عبد الله أبو عبد الله من القطيف ، والحاصل على المركز الأول بمسابقة رئة الوحي 2013 ، وله مشاركات شعرية عديدة منشورة في المجلات والمنتديات . قال في نص بعنوان “ملامح جهة أخرى”:

أحتاجك الآن في صمتي وأحزاني حتى أبرأ من ماضيكِ إدمانـــــــي
أحتاجُ تضحية أخرى تعلمني باسم التجارب، أن الحبَ أقصاني
وأن طبعك لا لم يقترف خطأ لكنّ قلبي هو المسؤول والجاني

وقال في “همسٌ برائحة الجنة”:

شفتاكِ..
جنةُ مبدعٍ.. أخشاهما!
لكنني..
أحتاج أنك تعرفين!
هذا التناقضُ
في بعضُ نبوأتي
أخفيه عن ذاتي
فيفضحني الحنين
أحتاج فيك ترددي
يبتزهُ فمكِ الصغيرُ
فأشتهيه..
وتسكرين

وقال في “عروج إلى سدرة المصطفى”:

لغتي الفضاءُ
وكل شيء فارغ في شهقتي
إلا هواك
***
عيناكَ معراجٌ
يدل الضائعين على الطريقِ
وحينما أسرى بك الرحمن ليلًا
لم يكن إلاكَ سرّ المعجزاتِ
ولم تكن للمسجدِ الأقصى وصلتَ
وإنما أسرى لك الرحمنُ
والأقصى أتاك

وفي ختام الأمسية ، كانت هناك مداخلات للحضور ، فقدم الشاعر الأستاذ سعود عبدالكريم الفرج رؤيته حول الأمسية موضحا أن البعد الإنساني يأخذ مداه في نصوص السيد عماد العلويات لدرجة الانصهار مع الذات والواقع ويفرض التساؤل نفسه عبر الواقع أي واقع الشاعر ومحيطه ، والشاعر حسن مرزوق تتألق نصوصه النثرية على العمودية فهي تتحدث عن الواقع المر المحيط ، أما الشاعر حسين عمار فتأخذ النبرة الفنية وفن الإلقاء دور لا يستهان به عبر نصوصه فيشد انتباه المتلقي حتى يبادله الموقف الشعوري ، كما تبدو الغرابة واضحة في نصوص محمد أبو عبدالله ، هذه الغربة ليست في وطن بل غربة فكر في وطن ، وهذه هي المعاناة الحقيقية التي تحرك المشاعر والأحاسيس، أما قصيدته في رسول الإنسانية محمد فتعتبر من درر القصائد لما تحمل من شحنات عاطفية صادقة .

كما أشاد الأديب السيد هاشم الشخص بالمشاركين، مشيرًا إلى أنهم شعراء شقوا طريقهم الصحيح للوصول إلى مراتب متقدمة ، مثنيًا أيضا على الإعلامية الصغيرة مريان الصالح وعلى الخطاطة عالية أبو شومي.

وشارك في المداخلات أيضا الشاعر الكبير عدنان العوامي الذي أكد على أهمية الالتفات الى ضوابط اللغة العربية وقواعدها ، وشكر الشاعر زكي السالم المشاركين في الأمسية مؤكدا على أهمية احتضان الطاقات والكفاءات الشعرية الشابة في الجتمع .

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد