الشباب و ريادة الأعمال في منتدى الثلاثاء الثقافي

3٬536

في اطار تشجيعه لريادة الاعمال، و رغم الظروف المناخية المتقلبة، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي ندوته لهذا الاسبوع تحت عنوان “الشباب وريادة الاعمال” وذلك في 16 محرم 1435هـ الموافق 19 نوفمبر 2013م، حيث استضاف المهندس عبد المحسن عبد المجيد الفرج و المدربة الاستاذة فرح علي الفرج.

في أول الامسية عرف الاستاذ محمد مال الله بملتقى التوظيف الوطني مبينا انه يهدف الى تسهيل الحصول على الوظائف من خلال ملتقى يضم حوالي 16 شركة متوسطة وكبيرة في مختلف المجالات والتخصصات تقدم لها 1200 شاب . ويقوم الملتقى بتوجيه الباحثين عن الوظائف بإعداد دورات تأهيلية حول كتابة السير الذاتية و المقابلات الشخصية .

أدار الندوة الاستاذ محمد الخباز والذي عرف بالاقتصاد السياسي على أنه مصطلح يستخدم للإشارة الى دراسة الانتاج والبيع والشراء وعلاقتهما بالقانون و العرف و الحكومة وتوزيع الثروة ، وأوضح بأن ريادة الأعمال فرع من فروع الاقتصاد السياسي وتعرف على أنها عملية تحديد مشروع معين ثم دراسة جدواه و توفير و ادارة الموارد المطلوبة لإنشائه و البدء بتشغيله وتحمل الاخطاء الناجمة والتمتع بالمكافئات الناتجة عنه.

وعرف مدير الندوة بضيفي المنتدى المهندس عبد المحسن الفرج الحاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية مع مرتبه الشرف عام 1997 م من جامعة انديانا بالولايات المتحدة الامريكية والعديد من الشهادات العلمية ، وهو رجل أعمال ومؤسس مجموعة الواحة الباردة وعضو في مجلس الغرفة التجارية بالقطيف، والاستاذة فرح علي الفرج فهي المديرة التنفيذية لمؤسسة تقدم الاعمال للاستشارات الادارية و هي حاصلة على شهادة البكالوريوس في الفيزياء وتحضر للماجستير في ادارة الجودة الشاملة ، قدمت العديد من الدورات التدريبية وحاصلة على جائزة القطيف للإنجاز بعلوم الادارة والاقتصاد عام 2012م.

وفي بداية الندوة، قدم المهندس عبد المحسن الفرج نبذة عن الغرفة التجارية التي تتوزع مكاتبها في العديد من المدن وفي مختلف المناطق بواقع 28 مكتب، وتحدث عن دور الغرفة في تقديم خدمات لمشتركيها و تشجيع الاستثمار ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ، كما انها تعمل على دعم الاسر المنتجة و التسويق لمنتجاتها بالإضافة الى خلق حاضنات و فرص عمل جديدة، فالغرفة التجارية تعمل كوسيط بين المجتمع والقطاع الخاص و تساهم في رفع مستوى الوعي الاستثماري من خلال اقامة الدورات والبرامج التدريبية. وعرج الفرج على انجازات فرع الغرفة التجارية بالقطيف و التي منها افتتاح فرع لمكتب العمل ووزارة التجارة و شراء ارض لمبنى الغرفة التجارية بالقطيف و اقامة 20 دورة تدريبية للمشتركين بالإضافة الى التنسيق لإنشاء مدينة صناعية حديثة في القطيف.

وبين المهندس الفرج انه في انتخابات الغرفة التجارية الاخيرة عام 2009م ؛ شارك 1500 عضو من القطيف من مجموع 8150 عضو في المنطقة الشرقية وذلك يشكل ما نسبته 19% ، وانه حال توفر ماكينة انتخابه موحدة تستطيع القطيف الفوز بثلاثة مقاعد من اصل 12 مقعد في الانتخابات القادمة. وعن موضوع الندوة الأساس، ذكر المهندس الفرج تجربته الشخصية بانتقاله من الوظيفة التي توفر شعورا بالأمان مقابل دخل محدود الى العمل الحر الذي يعاكس ذلك. وتحدث في مقدمته عن ريادة الاعمال بأنها اصبحت من محددات النمو الاقتصادي في مختلف دول العالم و ان تشجيعها من اهم استراتيجيات التنمية في الدول النامية و المتقدمة ، وذكر المهندس بان الادبيات الاقتصادية لم تخلو من التأكيد على أهمية ريادة الاعمال، وشدد على أهمية دعم وتشجيع مشروعات المرأة الذاتية وذلك بخلق بيئة اجتماعية وثقافية واقتصادية مواتية ، واشار بأنه لا يمكن تحقيق التطوير الفعلي لقطاع ريادة الاعمال دون تفعيل الممارسات الصحيحة و البرامج المساعدة.

و تطرق الفرج الى المفهوم التاريخي لريادة الاعمال حيث انه يعود للاقتصادي الفرنسي كانتيلون الذي عرف ريادة الاعمال بأنها “التوظيف الذاتي بغض النظر عن الطبيعة أو الاتجاه، وذلك مع تحمل المخاطر وتنظيم عوامل الإنتاج لإنتاج سلعة أو خدمة مطلوبة في السوق”، و اشار المهندس الفرج الى ان هنالك العديد من الخبراء الاقتصاديين الذين ساهموا في وضع تعريف واسع لهذ المفهوم من بينهم جوزيف شومبيتر وفرانك نايت ، فيما عرف الاتحاد الاوروبي عام 2003 ريادة الاعمال على انها “الأفكار والطرق التي تمكن من خلق وتطوير نشاط ما عن طريق مزج المخاطرة والابتكار أو الإبداع والفاعلية في التسيير وذلك ضمن مؤسسة جديدة أو قائمة”.

واشار كذلك الى ان المملكة العربية السعودية كانت من الدول الرائدة في صناعة ريادة الاعمال حيث كانت الاسر تشجع وتدعم ابنائها ماديا للاستثمار. كما تناول تطور المفهوم في السوق السعودي مبينا العوامل المشجعة ومقدما نصائح مهمة للنجاح من اهمها التخطيط، حسن التدبير، تحدي الخوف من الفشل، مستشهدا في معرض حديثه بتجربة شركة الاحساء للتنمية.

أما الاستاذة فرح الفرج، فقد تحدثت ايضا عن تجربتها الشخصية في الانتقال من التعليم في تخصص الفيزياء الى ريادة الاعمال، حيث انها فكرت في ذلك بعد حضورها برنامج رفع وتطوير كفاءات رائدات الاعمال من منظمة اليونيدو , عام 2005م. وعبرت عن استمتاعها آن ذاك بتقديم الارشاد والاستشارات بمجال الاعمال والمشاريع الصغيرة للمقربين و ذلك حتى عام 2008م، وذكرت انها في نفس العام قامت بدراسة تهدف الى حصر عدد الخريجات ومقارنتها بأعداد الوظائف المتاحة اذ بلغت نسبة الخريجات 200 الف خريجة بالمنطقة الشرقية وعدد الوظائف المتاحة 45 الف بنسبة 22,5 % بينما تشكل نسبة الخريجات الراغبات بشغل وظائف 98,9 % ، واشارت ان ذلك اوضح لها حجم المشكلة مقارنة بفرص العمل المتاحة.

وبينت الأستاذة فرح أن هناك فرص عمل أخرى تتمثل في المهن الحرة والمشاريع الصغيرة والاستثمار الذي وصفته بأنه الاسهل حيث يقبل عليه اكثرية المستثمرين، اذ ان هناك 26 جهة تمويلية، ومقارنة بنسبة الشباب التي تشكل 70% من سكان المملكة فان عدم الاقبال على المهن الحرة والمشاريع الصغيرة والاستثمار يعود الى عدم توجه الشباب للبحث عن المعلومة المتعلقة بالتمويل والجهات الممولة وغياب الدافع الحقيق بالإضافة الى العقبات التي تشكلها الانظمة والقوانين والاجراءات المعقدة ومسألة التسويق وتوفر العمالة، وانه بالرجوع الى مثل هذه المعوقات، فقد أكدت الاستاذة فرح الفرج انه بالإمكان التقليل منها وتخفيفها من خلال التدريب واكساب الشباب مهارات تؤهلهم على تجاوزها، وقد ذكرت بأنه تم التقدم بمشروع اقامة ورشة عمل لتحقيق ذلك بالتنسيق مع الغرفة التجارية لتختصر لاحقا على هيئة محاضرة تحت عنوان كيف تبدئين مشروعك الصغير.

وأشارت الفرج الى انه من اهم اسس ومقومات النجاح في ريادة الاعمال ؛ الرغبة القوية في الانجاز وتحقيق النجاح، الالتزام بالعمل، اتخاذ المخاطر المعتدلة والمحسوبة ، اقتناص الفرص واستغلالها وتحويلها لمصلحة ، القدرة على التحليل وحل المشكلات، الاستقلالية، التعامل مع الضغوط و التخطيط المنظم. كما أكدت على الحاجة لوجود تكتل استثماري شبابي من الجنسين، مؤكدة على غياب المرأة عن المشاركة في الغرفة التجارية في القطيف له تأثيره السلبي.

وأثار الدكتور حسن الفرج في مداخلته الى الحاجة الى حكمة الشيوخ ودعا لإنشاء شركة استثمارية على مستوى المنطقة يمكنها استيعاب الاستثمارات المتنوعة واكد على ضرورة تحويل الافكار لمشاريع وبرامج عمل والحث على التعريف بجهات التمويل المختلفة، فيما عقب الاستاذ مؤيد السلمان على موضوع المعوقات موضحاَ انها تنصب في الاجراءات النظامية التي تحتوي على شروط تعجيزية من قبل الجهات الرسمية وأن جهات التمويل غير جادة في دعم المشاريع المتوسطة.

أما الاستاذ هشام السيف فقد استعرض محاولة تشكيل لجنة نسائية في الغرفة التجارية بالقطيف وعزا عدم نجاحها الى عزوف المرأة عن المشاركة، فيما بين الاستاذ فاضل النمر ان محافظة القطيف متأخرة اقتصاديا في الوقت الذي هي فيه متقدمة في المجالات الاخرى ، من جانب اخر اكد الاستاذ مصطفى الشعلة على اهمية الاهتمام بالمبادرات الاستثمارية ودور الغرفة التجارية في دعم ذلك، فيما شجع الاستاذ عبدالله شهاب المقاولين للتقديم على التصنيف في مختلف الجهات الرسمية وتقديم المعلومات.

واختتم المداخلات الاستاذ فؤاد الجشي معبرا عن خوفه من الدخول في تكتلات استثمارية خاصة في المجال العقاري . وكعادة المنتدى فقد استمر باستضافة اعمال الفنانة ايمان العلكوم امتدادا لمعرضها الذي اقيم في الندوة السابقة.

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد